ريان الكلداني يواجه رد فعل انتخابي غاضب بعد أشهر من حريق قاعة الأفراح
خلال الشهرين اللذين أعقبا حريق قاعة الزفاف في "سهل نينوى"، تزايد الغضب الشعبي ضد ريان الكلداني، المُدرج على لائحة الولايات المتحدة لمنتهكي حقوق الإنسان، الأمر الذي يلقى بظلاله على آماله في الانتخابات.
تزايد الغضب الشعبي ضد منتهك حقوق الإنسان المُدرج على قائمة الولايات المتحدة للعقوبات، ريان الكلداني، خلال الشهرين اللذين أعقبا حريق قاعة الزفاف في 26 أيلول/سبتمبر 2023 في بلدة بغديدا (قرقوش) المسيحية، في مركز قضاء الحمدانية في "سهل نينوى". وقد أدى الحريق إلى مقتل 134 شخصاً وأثار صراعاً محتدماً للسيطرة على المنطقة. ويعتقد المسيحيون المحليون أن صاحب قاعة الأفراح هو من التابعين لريان الكلداني وشقيقه أسامة الكلداني، المؤسس والقائد الحالي لـ"كتائب بابليون" ("اللواء 50" في "الحشد الشعبي"). ويُنظر محلياً إلى محاولة عزل قائمقام قضاء الحمدانية عصام بهنام وستة مسؤولين مسيحيين آخرين على أنها خطوة انتهازية من قبل الأخوين الكلداني تهدف إلى استغلال المأساة من أجل إعفاء الجناة الحقيقيين وإقصاء المعارضين المسيحيين للكلداني و"كتائب بابليون". وكانت ميليشيات "الحشد الشعبي" في منطقة تلكيف المجاورة قد نفذت في السابق هذا النوع من التطهير بحق المسيحيين المحليين - الذين تم استبدالهم بمسؤولين مسلمين.
وحالياً، قد يواجه الكلداني وميليشياته المسيحية المزيفة - التي يديرها إلى حد كبير مسلمون من جنوب العراق - موجة غضب شعبي بشأن السلامة العامة مماثلة لتلك التي أعقبت غرق عبَّارة الموصل عام 2019. فحريق حفل الزفاف استقطب اهتماماً وطنياً، وجاء العراقيون من جميع أنحاء البلاد إلى قرقوش للحداد خلال الجنازات الجماعية ومراسم العزاء المتعددة، من بينهم رئيس الوزراء العراقي والرئيس العراقي. ويسلط عدد من الحوادث التي وقعت خلال هذه الفترة من الحداد، الضوء على الاستياء الشعبي للمسيحيين ورفضهم لـ"كتائب بابليون".
- أولاً، عندما حاولت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية إيفان فائق جابرو، التابعة لـ"كتائب بابليون"، زيارة موقع حريق حفل الزفاف في 29 أيلول/سبتمبر، طردتها الحشود وهي تصرخ "خائنة!" (الشكل 1). وقد مُنعت جابرو (وللمرة الثانية هذا العام) من لقاء البابا فرنسيس عندما زارت روما برفقة الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وقد تظاهر ريان الكلداني أيضاً بأنه التقى مع البابا مرة واحدة هذا العام.
- ثانياً، خلال إحدى مراسم العزاء التي أقيمت في 30 أيلول/سبتمبر، لم يسمح سكان قرقوش لريان الكلداني أو أحد النواب التابعين لـ"كتائب بابليون" دريد جميل ايشوع، بالدخول إلى قاعة العزاء، مما أدى إلى مشادة كلامية هدد فيها ريان بمهاجمة إحدى الكنائس إذا مُنع من الدخول لحضور إحدى الجنائز، كما هدد دريد أهالي قرقوش قائلاً: "إذا مات 100 الآن، سنجعلهم 200 في المرة القادمة، وسنكسر صولجان الأسقف (إشارة إلى طاقم العمل التقليدي الذي يحمله المطران يونان حنو) على رأسه!" (تم تصوير الحدث بالفيديو ولكن الدليل على تصريحات ريان تمت مصادرته من قبل السلطات).
- ثالثاً، وجّه المسيحيون غضبهم أيضاً إلى رئيس أساقفة بغداد للسريان الكاثوليك، المطران يوسف عبا، وهو زعيم ديني يُعرف أنه قد تم استمالته من قبل "كتائب بابليون". فعندما وصل عبا متأخراً إلى أحد القداديس الجنائزية التي أقيمت في تشرين الأول/أكتوبر، هتف سكان قرقوش، الذين يجلّون عادةً السلطات الدينية ويحترمون الأساقفة، في عرض غير مسبوق للغضب الشعبي، قائلين: "خائن!". وتم توثيق هذا الحدث بالفيديو والاحتفاظ بالأدلة.
وهذه الحالات من الغضب الشعبي من مجتمعٍ لطالما اعتُبر من الأكثر هدوءاً، في مواجهة الترهيب العنيف، تسلط الضوء على مستوى اليأس الذي يشعر به المسيحيون المحليون إثر مأساة حريق حفل الزفاف وفي ظل الجهود المستمرة التي تبذلها عائلة الكلداني و"كتائب بابليون" لتحجيم رجال الدين المسيحيين (وأبرزهم الكاردينال لويس ساكو) والاستيلاء على الممتلكات المسيحية. وفي 28 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت الكنائس العراقية أنها لن تقيم حتى احتفالات عيد الميلاد بسبب الحرب في الأراضي المقدسة من جهة وحريق بغديدا من جهة أخرى. ويستعد المسيحيون أيضاً لمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات في كانون الأول/ديسمبر. فعندما يفوز حزب الكلداني بالمقعد المسيحي في مجلس محافظة نينوى، وهو أمر شبه محتم نظراً للمقاطعة المقبلة بالإضافة إلى شراء الأصوات من قبل "كتائب بابليون"، تأمل المجتمعات المسيحية المحلية باجتذاب التعليقات الدولية على المقاطعة والنتائج غير التمثيلية للانتخابات المحلية.