رئيس أركان "الحشد الشعبي" العراقي يلتزم بتنفيذ خطط المرشد الأعلى الإيراني
كشف أبو فدك عن المدى المحدود الذي تخضع فيه "هيئة الحشد الشعبي" للسيطرة السيادية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وحدد بدلاً من ذلك المرشد الإيراني آية الله خامنئي كقائده الأعلى.
في 5 نيسان/إبريل، قال رئيس أركان هيئة "الحشد الشعبي" العراقية، عبد العزيز المحمداوي (المعروف أيضاً بأبو فدك)، إن "قوات «الحشد الشعبي» جزء أساسي من المعركة في غزة وفلسطين". وكان آنذاك في طهران للمشاركة في مسيرة "يوم القدس" عندما توقف للتحدث إلى وسائل الإعلام.
ويُعد هذا التصريح اعترافاً علنياً نادراً من قبل القائد العسكري الأعلى لقوات "الحشد الشعبي" بأن منظمته المموّلة من قبل الدولة تشارك في نزاع إقليمي ليست الدولة العراقية طرفاً فيه. كما كان أبو فدك صريحاً للغاية بشأن الحقيقة بأنه يتلقّى أوامر من مسؤول أجنبي، هو المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي: "نحن ننتظر بيان رأي السيد القائد [المرشد الأعلى] ماذا بعد... كيف سيكون الرد على الاعتداء على القنصلية الإيرانية وقتل بعض قادة [«الحرس الثوري الإيراني»]؟... بعد [الهجوم] الإجرامي على القنصلية في دمشق، جئنا إلى الجمهورية الإسلامية أولاً لتجديد تضامننا مع برنامج السيد القائد والسيد الإمام… وثانياً لتجديد عهدنا [أي الولاء للمرشد الأعلى] وننتظر ما هو موقف السيد القائد" (الشكل 1).
وخلال المسيرة، بدا أبو فدك وكأنه يسير مع زياد النخالة، رئيس "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطيني" الإرهابية (الشكل 2). وقال النخالة للصحفيين: "نؤكد أن جبهة المقاومة موحدة، وساحات قتالها موحدة من إيران إلى العراق واليمن وفلسطين وسوريا".
وأبو فدك هو أيضاً شخصية بارزة في ميليشيا "الحشد الشعبي" و"كتائب حزب الله" التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، ويبدو أن تصريحاته في "يوم القدس" تعكس الخلافات والشكوك التي برزت مؤخراً حول دور هذه الجماعة في "المقاومة". فمنذ أن علقت "كتائب حزب الله" عملياتها ضد القوات الأمريكية في شباط/فبراير، أبدت العديد من علامات عدم الارتياح بشأن قرارها البقاء غير فعالة نسبياً وعدم المساهمة في الهجمات والاستفزازات في الخارج، بما في ذلك التهديدات الأخيرة ضد الأردن. وهنا، يبدو أبو فدك في حيرة من أمره بشأن دوره في الدولة العراقية ومسؤولياته تجاه "محور المقاومة" الإيراني.
لقد أوقفت "كتائب حزب الله" بشكل علني هجماتها "لعدم إحراج الحكومة العراقية"، كما أعلن أمينها العام أحمد محسن فرج الحميداوي (المعروف أيضاً بأبو حسين) في بيان صدر في 30 كانون الثاني/يناير. وتم تأنيب "كتائب حزب الله" من قبل زميلتها ميليشيا "حركة حزب الله النجباء"، على خلفية هذا القرار، وربما يشعر أبو فدك بأن مؤهلاته ومؤهلات "كتائب حزب الله" أصبحت موضع شك.
وعلى نحو يتعارض مع أهداف وقف إطلاق النار في 30 كانون الثاني/يناير، أدى تصريح أبو فدك حول اتباع أوامر زعيم أجنبي إلى إحراج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني علناً وبصورة مباشرة قبل زيارته لواشنطن للاجتماع بالرئيس الأمريكي بايدن. فموقف بغداد الرسمي منذ فترة طويلة من قوات "الحشد الشعبي" هو أنها منظمة عسكرية عراقية تحت قيادة رئيس الوزراء بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويبدو أن الحادث المحرج دفع مكتب السوداني إلى إرسال المستشار حسين علاوي في جولة إعلامية لخلق انطباع معاكس لذلك الذي خلّفه تصريح أبو فدك. فقد صرح علاوي لشبكة "الحدث" التلفزيونية العربية بقوله: "إذا راجعتم مقطع الفيديو بعناية، [سوف تسمعون] رئيس أركان «الحشد الشعبي» وهو يعبر عن تضامنه مع الأمة الإيرانية فيما يتعلق بضحاياها [في الهجوم على القنصلية]، وهذا هو الموقف الذي عبرت عنه الحكومة العراقية". وعندما واجهه أحد مذيعي "الحدث" بشأن تصريحات أبو فدك الواضحة حول انتظار قرار المرشد الأعلى بشأن الخطوات التالية، ادّعى علاوي أن التصريحات قد أسيء فهمها (الشكل 3).