"صابرين نيوز" تدعو إلى قطع رؤوس المواطنين العراقيين
بعد مؤتمر أربيل، الذي دعا إلى تطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل، دعا أكبر جهاز للمقاومة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى قطع رؤس كل من يدعو إلى التطبيع في بلاد علي والحسين، ثم حاول خلط الأوراق من خلال حذف الرسالة.
في 24 أيلول/سبتمبر 2021، دعا مؤتمر عُقد في أريبل إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأثار ردود فعل كبيرة من قبل جماعات المقاومة المختلفة، تضمنت بعضها تهديدات بقتل المشاركين في المؤتمر أو أي شخص يعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتم نشر التهديد الأكثر خطورة على قناة "صابرين نيوز". وجاء في الرسالة التي نُشرت في 27 أيلول/سبتمبر ما مفاده: "تعيد [الجماعة الواجهة]، "سرايا أولياء الدم"، تجدد العهد للحاج سليماني والمهندس ب ق ط ع رؤس كل من يدعو إلى التطبيع في بلاد علي والحسين عليهم السلام" (الشكل 1).
وتم حذف الرسالة بعد بضع دقائق، وربما يعزى السبب إلى أن قطع الرؤوس يعيد إلى أذهان العراقيين الجرائم التي ارتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية». صحيح أن "صابرين نيوز" و«سرايا أولياء الدم» قامتا بترهيب الذين يؤيدون تطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل، ولكنهما حاولتا تجنب تعزيز السردية التي روّج لها بعض المعلقين/الناشطين الذين يشبّهون الجمهورية الإسلامية و"المقاومة" بتنظيم «الدولة الإسلامية».
وسرعان ما تم استبدال الرسالة المحذوفة برسالة أخرى تضمنت مقطع فيديو يعرض علم «سرايا أولياء الدم» مترافق بتهديد ضمني إلى «الحزب الديمقراطي الكردستاني» العراقي. وجاء في الرسالة "قسماً بسليماني والمهندس فإن الضربات القادمة للمطبعين ستكون علامة فارقة بتاريخ العراق حتى يمر من هناك ويقال كان هناك قوم أرادوا التطبيع" (الشكل 2). وهذا تهديد بالقضاء على «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، الذي تعتبره "المقاومة" أحد الدعاة الرئيسيين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في العراق.
وإذا كان تهديد "صابرين نيوز" و«سرايا أولياء الدم» تجاه «الحزب الديمقراطي الكردستاني» ضمنياً، فإن تهديدات "كتائب حزب الله" كانت مباشرة وصريحة. فقد أطّل المتحدث الرسمي باسم «كتائب حزب الله» محمد محيي على قناة "الاتجاه التلفزيونية" التابعة لـ «كتائب حزب الله» في 26 أيلول/سبتمبر وهدد "إقليم كردستان العراق" قائلاً :إن الإقليم الآن أصبح مرتعاً وملاذاً آمناً لكل أعداء العراق ولكل أعداء "المقاومة"...إذا كنتم تتصورون أن هذه الملاذات آمنة فأنتم واهمون... ونحن نرصدكم بدقة عالية، من يدخل ومن يخرج، بل وحتى البنايات التي يتواجد فيها الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية...".
وفي محاولة لزرع الخوف في نفوس داعمي العلاقة الإسرائيلية-العراقية، أنشأت "المقاومة" جماعة واجهة جديدة مكلَّفة بمهمة واحدة وهي قمع الأصوات الموالية للتطبيع. وأصدرت الجماعة، التي يُطلق عليها اسم «سرايا أولياء الدم» الموكلة بمكافحة التطبيع وصد دعاة التطبيع، بياناً في 29 أيلول/سبتمبر جاء فيه "سنكون سيوف بتاره لكل من يفكر في التطبيع مع الكيان الغاصب" (الشكل 3).
وهؤلاء المواطنون العراقيون الذين تتهمهم "المقاومة" بإقامة أي نوع من الروابط مع إسرائيل أو بتأييد التطبيع مع إسرائيل هم في دائرة الخطر منذ سنوات. ففي شباط/فبراير 2020، اختُطف الكاتب العراقي مازن لطيف من وسط بغداد في وضح النهار. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020، أعدّت جماعة مقاومة شبه استخباراتية تعمل على الحملات الدعائية وتحمل اسم "صبيان السفارة" شريطاً مصوراً مدته 8 دقائق يربط لطيف بإسرائيل ويتهمه "بتقديم خدماته إلى الموساد" (الشكل 4). ولا يزال مصير مازن لطيف مجهولاً حتى الآن.