صحفي تابع للميليشيات على رأس فريق الاتصالات الخاص برئيس الوزراء الجديد
لدى ربيع نادر تاريخ طويل في العمل مع «كتائب حزب الله» و «عصائب أهل الحق»، الجماعتين اللتين صنفتهما الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، لذا فإن تعيينه قد يعرض مكتب رئيس الوزراء السوداني لخطر العقوبات المحتملة.
في 31 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت وسائل الإعلام العراقية أن الحكومة الجديدة برئاسة محمد شياع السوداني عينت الصحفي ربيع نادر مديراً لـ "المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء". ونادر هو صحفي شاب لكنه متمرس ويرتبط بعدة ميليشيات شيعية مدعومة من إيران. واستناداً إلى رسم بياني نشرته "قناة الرابعة الفضائية" - التي تربطها صلات وثيقة برئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يرأس تحالف "دولة القانون" - عمل نادر في وسائل إعلام مختلفة تابعة للميليشيات، أبرزها "قناة الاتجاه" التابعة لجماعة "كتائب حزب الله" التي أدرجتها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب، و"قناة العهد" التي تديرها "عصائب أهل الحق" المصنَّفة كجماعة إرهابية من قِبل الولايات المتحدة (الشكل 1).
وكان أعلى منصب شغله نادر في القطاع الخاص هو مدير الأخبار والبرامح السياسية في قناة "العهد". وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، عندما كان عادل عبد المهدي رئيساً للوزراء، التحق نادر بقسم الاتصالات في "مكتب رئيس الوزراء" ["المكتب الإعلامي"] (مع إعلان بعض وسائل الإعلام بشكل غير صحيح في ذلك الوقت عن تعيينه رئيساً للقسم). وبقي في هذا القسم طوال فترة ولاية عبد المهدي، لكن تم تهميشه لاحقاً عندما تولّى مصطفى الكاظمي منصب مجلس الوزراء.
وعند تعيينه في "مكتب رئيس الوزراء" عام 2019، نشر نادر رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي شكرَ فيها سند الحمداني، وهو شخصية رفيعة المستوى من «عصائب أهل الحق» شغلت منصب المدير العام لـ"قناة العهد". وجاء في الرسالة: "انتهى عملي في «قناة العهد» كمدير للأخبار والبرامح السياسية... شكراً للصديق سند الحمداني (المدير العام) لما قدمه من دعم حقيقي، لولاه لما تحقق شيئ" (الشكل 2).
وجرى تعيين نادر في البداية في وقتٍ كانت فيه «عصائب أهل الحق» والميليشيات الأخرى تتسلل إلى مؤسسات الدولة بشكل جماعي في ظل حُكم عبد المهدي. إلا أن حركة الاحتجاجات الوطنية التي اندلعت في الوقت نفسه تقريباً أوقفت كلاً من طموحات «عصائب أهل الحق» والتقدم الذي أحرزه نادر وأجبرت عبد المهدي على الاستقالة في النهاية. وبناءً على ذلك، بقي نشاط نادر هامداً داخل "مكتب رئيس الوزراء"، في انتظار قدوم رئيس وزراء آخر أكثر ودية مع «عصائب أهل الحق» وجماعات المقاومة الأخرى، لكي يتمكن من تولي الدور الذي ينوي القيام به.
وفي رؤية مستقبلية إلى هذا الأسبوع، أصبح نادر يترأس الآن هذا القسم، ويتلقى الدعم الكامل من كبار شخصيات المقاومة ووسائل إعلامها. فعلى سبيل المثال، تزعم أحمد الذواق، وهو خبير استراتيجي مؤثّر من المقاومة وعضو في "مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية" التابع لـ «كتائب حزب الله»، حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنادر، ونشر عدة رسائل تشرح سبب دعمه الكامل لهذا التعيين. وتَضمّنَ أحد منشوراته لقطة من الشاشة لرسالة قديمة كتبها نادر لإحياء ذكرى تشييع زعيم الميليشيا المدرَج على لائحة الإرهاب الأمريكية أبو مهدي المهندس. ثم علّقَ الذواق على هذه اللقطة، فكتب أن سبب إعجابه بنادر هو أنه "أحد أبناء هذا المربي الكبير... الشايب [في إشارة إلى المهندس]" (الشكل 3).
قد يعتبر المرء أنه من المنطقي أن تعتمد حكومة السوداني على مسؤولين دعائيين من المقاومة يتمتعون بفعالية كبيرة مثل نادر، وأمضوا فترة طويلة في تلقي التدريب من منظمات مصنفة على لائحة الإرهاب الأمريكية مثل «الحرس الثوري» الإيراني و «حزب الله» اللبناني، إذا كانت تتطلع إلى تطوير مهاراتها في مجال الاتصالات بسرعة. ومع ذلك، لا ينبغي أن تنخدع الحكومات الغربية بقبول الفكرة القائلة إن مدراء المحتوى في قناتين تابعتين لـ «كتائب حزب الله» و «عصائب أهل الحق» هم مجرد تكنوقراط إعلاميون يقومون بوظائفهم. فالموظفون في "قناة الاتجاه" و"قناة العهد" يخضعون للتدقيق الأمني الشخصي من قِبل «الحرس الثوري» والمقاومة، ويتم اختيارهم بشكل عام على أساس التقارب الأيديولوجي المعلَن مع هذه المنظمات. لذلك، يجب أن يُنظر بقلق إلى عملية وضع مسؤول دعائي من أوساط الميلشيات على رأس قسم الاتصالات التابع لرئيس الوزراء السوداني، وأن تُعتبَر هذه الخطوة شكلاً من أشكال الأدلة الداعمة التي قد تعرّض "مكتب رئيس الوزراء" نفسه للعقوبات.