صورة ملتقطة في العراق لصاروخ "كروز" إيراني الصنع من طراز "قدس 2"
يمكن لعائلة صواريخ "قدس 2"، التي استُخدمت مؤخراً في هجمات الحوثيين من اليمن، أن تمنح الميليشيات العراقية القدرة على استهداف مواقع في إسرائيل إذا اختارت تصعيد حملتها التضامنية مع حركة "حماس".
في 3 كانون الثاني/يناير، أفادت وسائل إعلام عراقية بوقوع انفجار في بابل جنوب بغداد، اتضح لاحقاً أنه تفجير مُتحكم فيه. فقد تم تفجير صاروخ "كروز" من طراز "قدس 2" (الشكل 1) سقط على ما يبدو من مركبة نقل أو إطلاق.
ووقع الحادث على الطريق السريع الذي يربط بين الحلة والديوانية أو بالقرب منه (أي طريق المرور السريع رقم 1، الذي هو الطريق السريع الرئيسي بين شمال وجنوب العراق) داخل محافظة بابل. وتولّت "قيادة شرطة بابل" التعامل مع التفجير المُتحكم فيه. ووفقاً لبعض التقارير كانت منطقة التفجير المحددة "قضاء الحمزة الغربي، جنوب الحلة".
وتُعد عائلة صواريخ "قدس" نسخة مصغّرة النطاق من صواريخ "كروز" الإيرانية من طراز "سومر" التي تشكل بدورها نسخة من صاروخ "كيه إتش-55" الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية. ويبدو أن الصاروخ الذي تم عرضه في بابل قد وُضع بجانب مقطورة جرار مع منصة إطلاق أو حامل. إلا أن معزز الإطلاق ذا المحرك والعامل بالوقود الصلب بأجنحته الأربعة المميزة غير متصل به، ربما بسبب كَوْن الجهاز في طور النقل أو في المرحلة التي تسبق تجميعه للإطلاق. ومن ناحية ثانية، قد تُظهر الصورة آثار عملية إطلاق فاشلة انفصل فيها محرك الصاروخ أثناء التشغيل أو تمت إزالته لإطفائه.
إن الآثار المترتبة على الصورة خطيرة، إذ تشير إلى نقل صاروخ "كروز" إيراني داخل العراق أو إلى احتمال إطلاقه من داخل البلاد. ووفقاً لتقييم " الأضواء الكاشفة للميليشيات"، لا تشكل بابل موقعاً محتملاً لشن ضربة ضد إسرائيل باستخدام صاروخ يتراوح مداه بين 700 و800 كيلومتر، إذ أن المواقع في غرب العراق أكثر مناسبة لهذا الغرض. ومع ذلك، يمكن أن تكون بابل نقطة إطلاق لنسخة أبعد مدى من صاروخ "قدس" للوصول إلى إسرائيل. وربما كان التفجير السريع المُتحكم فيه محاولة لتدمير أي دليل على الصاروخ أو لمنع أي محاولة لاستعادته.