افادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الموالية لـ «حزب الله» أن محور "المقاومة" يعمل على وضع خطة للتحرر من القيود التي فرضتها الوقائع العسكرية في السنوات الماضية. إن هجوم محور "المقاومة" على قاعدة "التنف" وبروز "غرفة عمليات حلفاء سوريا" من جديد، هما مؤشران على خطط إيران لرسم "معادلة ردع" جديدة في سوريا.
في 26 تشرين الأول/أكتوبر، نشرت صحيفة هآرتس أن "مؤسسة الدفاع الإسرائيلية رصدت جهوداً إيرانية متزايدة لتحسين دفاعاتها الجوية في المواقع... التي كان ينفِّذ فيها «سلاح الجو الإسرائيلي» هجمات [في سوريا]".
ويتماشى ذلك مع تقرير لصحيفة "الأخبار" اليومية الموالية لـ «حزب الله» بعد يوم واحد من هجوم 20 تشرين الأول/أكتوبر على "التنف". واقتبست "الأخبار" عن مصادر في "المقاومة" قولها أن المحور يعمل على وضع خطة لـ "التحرر من القيود التي فرضتها الوقائع العسكرية في السنوات الماضية" (الشكل 1).
وقالت المصادر العسكرية في "المقاومة" لصحيفة "الأخبار" بأنه "حان الوقت لرسم معادلات ردع جديدة فيما يتعلق بالعدوّين الإسرائيلي والأمريكي. [وسيتمّ تحقيق ذلك] من خلال الرد على الهجمات المباشرة" التي تشنّها إسرائيل والولايات المتحدة.
كما أفادت الصحيفة الموالية لـ «حزب الله» بأنه "جرت اتصالات وعُقِدت اجتماعات بين قيادات في ‘محور المقاومة’ في بيروت ودمشق وطهران، وتقرّر تعزيز تواجد قوات المحور على امتداد الجغرافيا السورية".
وأُعيد نشر تقرير "الأخبار" على وسيلة إعلامية مركزية تابعة لـ "المقاومة"، وهي منصة بقيادة «حزب الله» اللبناني تنقل أخباراً متعلقة بجميع جماعات "المقاومة" في المنطقة (الشكل 2). وتُظهر هذه الخطوة أن "المقاومة" تؤكد هذه المعلومات.
وقد تكون عودة ظهور "غرفة عمليات حلفاء سوريا" مؤشراً آخر يؤكد نوايا "محور المقاومة" بتغيير سلوكه في سوريا. وقد برزت الجماعة، التي تضم «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني و «حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية، للمرة الأولى حوالي عام 2015.
تجدر الملاحظة أن «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» هو الذي يقود "غرفة العمليات". كذلك، يلعب «حزب الله» اللبناني دوراً رائداً فيها.
وكانت منصات "المقاومة" الإعلامية قد نشرت بعض المقاطع المصوّرة داخل "غرفة العمليات" في سوريا. وقد ظهر في عدد منها مصطفى بدر الدين، القائد العسكري المغدور في «حزب الله» اللبناني وهو يُطلِع قاسم سليماني على الحرب في سوريا (الشكل 3).
وبين عاميْ 2017 و 2018، لعبت "غرفة عمليات حلفاء سوريا" دوراً مهماً في المجال الإعلامي. وفي بعض الأحيان، شملت أيضاً الجانب الروسي للتعاون في عمليات معينة. لكن بعد الانشقاق بين إيران وروسيا في حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2019 في قرية دير الزور السورية، أصبحت "الغرفة" كياناً بحتاً لـ "المقاومة" مع قليل من الأنظار.
وفي 2020 وبعد مقتل سليماني، تضاءل دور "غرفة عمليات حلفاء سوريا". واستمر هذا الاتجاه عام 2021، وحتى 13 تشرين الأول/أكتوبر، عندما تمّ قصف مواقع لقوات "المقاومة" والجيش السوري في تدمر.
وعادت "غرفة العمليات" للظهور في 14 تشرين الأول/أكتوبر وأصدرت بياناً جاء فيه أنها "اتخذت قراراً بالرد القاسي على العدوان على تدمر". وفي 20 تشرين الأول/أكتوبر، تعرضت "التنف" للقصف بالطائرات المسيرة والصواريخ على حد سواء.
ويفيد تقرير "الأخبار" (المذكور أعلاه) أن "غرفة عمليات حلفاء سوريا" وقفت وراء الهجوم. كما ذكرت الصحيفة أن القرار برسم "معادلة ردع" كان قد اتُخذ قبل الهجوم على تدمر في 13 تشرين الأول/أكتوبر.