تهديد «حركة النجباء» لـ «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بتغيير النظام
في أول فيديو لـ «حركة النجباء» باللغة الكردية تقوم «الحركة» بتصعيد المخاطر من خلال التلميح إلى تغيير النظام في «إقليم كردستان» في العراق.
I
في مقطع فيديو نُشر في 16 آذار/مارس 2022، قامت حركة "النجباء" بتهديد «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، ودعت إلى تغيير الوضع الراهن في «إقليم كردستان العراق».
وجاء هذا التهديد بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاق «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني ستة صواريخ على الأقل ضد أهداف في أربيل، من ضمنها على فيلا فخمة تابعة للسيد باز كريم، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "مجموعة كار" للطاقة التابعة لـ «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، متهماً إياه بتوفير قاعدة لـ "الموساد" الإسرائيلي.
ويُعتبر مقطع الفيديو الذي يحمل عنوان "كردستان العراق: رهان حُكْم الأقلية الخاسر"، أول فيديو يصدر عن «حركة النجباء» باللغة الكردية. ويدّعي الفيديو أن شعب كردستان "أُخذ كرهينة من قبل حكومة تديرها أسرة". ومن الواضح أن «حركة النجباء» كانت تقصد بذلك «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، إذ عندما قال الراوي هذه الجملة، ظهرت لقطات لزعيم الحزب، مسعود بارزاني (الشكل 1) .
ووفقاً للمقطع إن هذه الحكومة [الحكومة التي يقودها «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في أربيل] "تراهن على الحصان الخاسر". "فقد كانت حليفة لصدام، لكنها لم تتعلم الدرس من التاريخ". وتحمل هذه العبارات مغزى خاص حيث نرى في بداية المقطع لقطات لحملة "الأنفال"، وهي عملية إبادة جماعية لمكافحة التمرد أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأكراد في الثمانينيات والقصف الكيماوي لمدينة حلبجة الكردية في عام 1988، مما أدّى إلى مقتل 5000 شخص (الشكل 2).
وبعد ذلك يُظهر مقطع «حركة النجباء» صوراً للقاء بين نيجيرفان بارزاني، رئيس «إقليم كردستان العراق»، ودونالد ترامب (الشكل 3)، في إشارة إلى أن هذه الصداقة مع الولايات المتحدة لن تجلب سوى البؤس، على غرار التحالف المزعوم بين البرزانيين وصدام. "... ولم يؤدِّ تحويل إقليم [كردستان] إلى موقع للقواعد الأمريكية، إلى الفشل في تحقيق الأمن للمنطقة فحسب، بل جعلها هدفاً مشروعاً للفصائل المعارضة للاحتلال الأمريكي". وهذه العبارات هي بمثابة تهديد بشن المزيد من الهجمات على أربيل. ولتوضيح وجهة نظرها، تتحدث «حركة النجباء» عن "خيانة الولايات المتحدة للشعب الكردي" في العراق وسوريا.
ويكرّر مقطع الفيديو الصادر عن «حركة النجباء» المزاعم الإيرانية بأن «إقليم كردستان» (بقيادة «الحزب الديمقراطي الكردستاني») قد سمح لـ "الموساد" بإقامة قواعد في كردستان. ويقول المقطع إن "غضب الأمة الكردية تجاه الأوليغارشية الحاكمة أصبح أوضح من أي وقت مضى في العام الماضي". والهدف من ذلك هو تهيئة المشهد لتقديم "حلول" لمشاكل «إقليم كردستان»، أي السماح للمقاومة بتوسيع نفوذها في كردستان.
ويستطرد المقطع قائلاً إن قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس "ساعدا البيشمركة" في قتالها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإنه "لطالما دافعت «حركة النجباء» عن الحقوق المشروعة للشعب الكردي" وهي "تُعامِل أبناء أربيل والسليمانية على غرار معاملتها لأبناء البصرة والناصرية". ويتبع هذا الجزء الرسالة الرئيسية للمقطع وهي: "حان الوقت لتغيير الوضع الراهن!" وهذا تهديد واضح لاستقرار مناطق «الحزب الديمقراطي الكردستاني».
وبالنظر إلى سردية إيران حول الهجوم الصاروخي على أربيل، والضغط الدبلوماسي المستمر على «الحزب الديمقراطي الكردستاني» لترك مشروع "حكومة الأغلبية الوطنية" بزعامة مقتدى الصدر، فمن المنطقي النظر إلى التهديدات غير المسبوقة لـ «حركة النجباء» على أنها عملية إعلامية يوجهها «الحرس الثوري» الإيراني. كما أن توقيت الهجوم الصاروخي في 13 آذار/مارس على أربيل وفيديو التهديد مهمان أيضاً. وسيعقد مجلس النواب العراقي جلسة في 26 آذار/مارس لانتخاب الرئيس الجديد. ويتعرض «الحزب الديمقراطي الكردستاني» لضغوط متزايدة من أجل تغيير موقفه تجاه تشكيل الحكومة واتخاذ موقف يسمح للجماعات المدعومة من إيران والمتحالفة مع المقاومة بأن يكون لها وجود فعّال في الحكومة المقبلة.