تهديدات "المقاومة" بعد الانتخابات ضد «بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق» ودولة الإمارات
بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات في العراق واتضح أن القوائم الرئيسية لـ "المقاومة" قد منيت بهزيمة مذلة في الانتخابات، ازدادت التهديدات ضد «يونامي» عموماً وخاصة ضد رئيستها هينيس-بلاسخارت. وتتهم "المقاومة" «بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق» بالتآمر ضدها لضمان خسارتها الانتخابات.
اعتبرت "المقاومة" العراقية أن النتائج المهينة التي سجلتها خلال الانتخابات العراقية العامة كانت بسبب مؤامرة قادتها جهات فاعلة أجنبية. وتحديداً، ألقت اللوم على «بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق» («يونامي») ورئيستها جانين هينيس-بلاسخارت، وبشكل منفصل على الإمارات العربية المتحدة.
وكانت «يونامي» قد تعرضت لتهديدات من قبل جماعة الواجهة "سرايا أولياء الدم" حتى قبل إجراء الانتخابات. وأعقبت التهديدات سلسلة تعليقات نشرتها "صابرين نيوز" في الفترة 19-21 أيلول/سبتمبر (ورددتها قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لـ "المقاومة") اتهمت فيها مسؤولة في مكتب "الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" في بغداد بأنها عميلة لدى جهاز "الموساد"، لأنها كانت قد مثلت إسرائيل في منظمات دولية سابقاً كما يُزعم.
ولكن بعد إعلان النتائج الأولية واتضح أن القوائم الرئيسية لـ "المقاومة" قد منيت بالخسائر الأكبر في الانتخابات، ازدادت التهديدات ضد «يونامي» عموماً وخاصة ضد رئيستها هينيس-بلاسخارت. وتتهم "المقاومة" «بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق» بالتآمر ضدها لضمان خسارتها الانتخابات. وغرّد عضو المكتب السياسي لـ"حركة حزب الله النجباء"، فراس الياسر، "نُحذّر من دور بعثة الأمم المتحدة، وبالخصوص (بلاسخارات) ودورها الغامض في العراق." (الشكل 1).
إلّا أن جميع بيانات "المقاومة" بشأن هينيس-بلاسخارت لم تكن متحضرة بهذا القدر. فقد نشرت "المقاومة" هاشتاغ "عجوز الشيطان" لوصف رئيسة «يونامي»، كما نشرت العديد من الرسوم الكاريكاتورية التي تصور هينيس-بلاسخارت على أنها شخصية شيطانية خبيثة وذات مظهر شرير (الشكل 2).
وحملت بعض المنشورات تهديدات فعلية. ففي 13 تشرين الأول/أكتوبر، نشر مصمم جرافيك يحمل اسم "ayraqi_313" تابع لـ"المقاومة" صورة مرعبة لجانين هينيس-بلاسخارت على حسابه على "تلغرام" بدت فيها ألسنة نار ودبابة تخرج من وجهها. وقد أرفقها بعبارة باللغة الإنكليزية جاء فيها: "ستكون معاملتك كمعاملة القوافل الأمريكية" (الشكل 3). ويعتبر ذلك إشارة إلى حملة "المقاومة" للاعتداء على القوافل اللوجستية الأمريكية بهجمات بالمتفجرات. وأُعيد نشر الصورة على القناة المؤثرة "صابرين نيوز"، لكن تم حذفها لاحقاً.
ونشرت جماعة من بلطجية الشوارع تدعى «الأسود المنفردة» التي تم تشكيلها حديثاً بياناً على قناتها على "تلغرام" في 17 تشرين الأول/أكتوبر موجهاً إلى "موظفي «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق» الذين يعملون لصالح الأمم المتحدة" سلط الضوء على أن «الأسود المنفردة» "ستكون السيوف البتارة على رقابهم" (الشكل 4). وليس من الواضح ما إذا كان التهديد موجهاً إلى موظفي الأمم المتحدة العاملين مع «المفوضية» أو موظفي «المفوضية» العاملين مع فرق الأمم المتحدة.
كما كانت الإمارات هدفاً للعديد من التهديدات من قبل "المقاومة" في فترة ما بعد الانتخابات. ويتمثل مسار "المقاومة" تجاه الإمارات في أنه نظراً لتواجد الخوادم التي تستخدمها "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات" في العراق لمعالجة نتائج الانتخابات في الإمارات، فقد تمكنت هذه الدولة من التلاعب بالنتائج لتقويض "المقاومة".
وجاء التهديد الأخطر ضد الإمارات من قبل المعلّق المتطرف المؤيد لـ"المقاومة" أحمد عبد السادة عندما كشف عن تهديد بقصف الإمارات أعلنه مباشرة على قناة "يو تي في" ("UTV") العراقية. وقال: عبد السادة، "عندي معلومات دقيقة أنه ممكن بالأيام القادمة يتم استهداف الإمارات عسكرياً من الأراضي العراقية ..... طائرات مسيرة وصواريخ ذكية وصواريخ بالستية أيضاً تنطلق من الأراضي العراقية للإمارات لإيصال رسالة ردع لأصحاب المؤامرة".
وصدرت تهديدات مماثلة عن قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لـ "المقاومة". فقد نشرت قناة "لا مَكان لا وَطن" في 17 تشرين الأول/أكتوبر ما مفاده: "قال القائد: الرد على التدخل الإماراتي في تزوير الانتخابات العراقية سيكون عسكرياً، [باستخدام] ... والطائرات المسيرة والصواريخ والبقية ..." (الشكل 5).