يبدو أن هناك محاولة منسّقة لإظهار الوحدة داخل جماعات "المقاومة" وفيما بينها. ففي 11 آذار/مارس، تم تبنّي التفجيرات التي حدثت قبل ذلك التاريخ من قبل كلٌّ من "أصحاب الكهف" و"سرايا أولياء الدم" (التي تُعتبر تابعة لـ "عصائب أهل الحق" و"قاصم الجبّارين" (التي تم تقييمها على أنها مرتبطة بـ "كتائب حزب الله") و"المقاومة الدولية".
في أعقاب زيارة البابا فرنسيس للعراق، أوقفت "المقاومة" هجماتها الصاروخية على الرغم من التهديدات الكبيرة بالتصعيد في أعقاب الضربة الجوية الأمريكية في 26 شباط/فبراير، ولكنها زادت في المقابل من حملاتها القائمة على قصف القوافل. وبالفعل، أصبحت عمليات تفجير الشاحنات العراقية المحمّلة بإمدادات التحالف على جوانب الطرق تحظى بدعاية أكثر احترافية من ذي قبل، ويبدو أن "المقاومة" تبذل جهداً لتبدو منسقة بشكل أفضل.
ويتمثل أحد التغيرات في جودة مقاطع الفيديو الجديدة الخاصة بالتفجيرات على جوانب الطرق. ونادراً ما كانت تصوَّر تفجيرات القوافل قبل آذار/مارس 2021، وعندما كان يحدث ذلك، كانت مقاطع الفيديو ذات جودة رديئة للغاية. وربما تم إعادة استخدام بعضها، أو يبدو أنها صورت الهجوم نفسه من زوايا مختلفة، بدعوى أنها حوادث منفصلة. ومنذ بداية آذار/مارس 2021، أصبحت اللقطات ذات جودة أفضل، مع استخدام لقطات أقرب من ذي قبل.
ويبدو أن هناك محاولة منسّقة لاستعراض أقصى درجات النفوذ على مستوى البلاد مع إظهار الوحدة داخل الجماعات وفيما بينها. ففي 11 آذار/مارس، تبنّى التفجيرات كلٌّ من "أصحاب الكهف" و"سرايا أولياء الدم" (التي تُعتبر وفقاً للتقييم تابعة لـ "عصائب أهل الحق" و"قاصم الجبّارين" (التي تم تقييمها على أنها مرتبطة بـ "كتائب حزب الله") و"المقاومة الدولية". وهذه الجماعة الأخيرة هي الأحدث، ولا تزال انتماءاتها غير معروفة حتى الآن، ولكن نظرتها الدولية المعلنة وتوقيت ظهورها يشيران إلى أن لها علاقة بـ «كتائب حزب الله». ويبدو تصميم شعارها (لا سيما البندقية) أقرب إلى شعارات «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني من تلك التي تمثل "المقاومة".
وسرعان ما قامت "صابرين نيوز" بنقل وحدة الجهود الظاهرة هذه، حيث نَشرت رسمَين بيانيين يُظهران امتداد الجماعات المعنية واتساع نطاقها الجغرافي. ويُظهر الرسم البياني الأول موقع ثلاثة من تفجيرات 11 آذار/مارس، مشيراً إلى أن جماعة «أصحاب الكهف» تبنت هجوماً واحداً بينما تبنت "المقاومة الدولية" هجوماً آخر. وأصبحت هذه الرسوم البيانية الأسلوب المفضّل الجديد لدى "صابرين"، وتُستخدم لتوضيح (على سبيل المثال) مواقع الهجمات الصاروخية الأربعة على مواقع عمليات التحالف ونطاقها بين 15 شباط/فبراير و3 آذار/مارس 2021، ومواقع الهجمات التي تم شنّها على السعودية من اليمن وطبيعة تلك الهجمات.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، نشرت "صابرين" رسماً بيانياً آخر يُظهر شعارات كل جماعات الواجهة التي تبنّت هجمات 11 آذار/مارس. وتضمّن الرسم البياني رسالةً باللغة الإنجليزية. ولدى "صابرين" عدد من المساهمين ذوي مهارات متفاوتة في الإنكليزية، وتحب نشر رسائل بالإنكليزية تزعم أنها تهدد ً قوات التحالف بشكل مباشر.
وبغض النظر عن واقع الأمور، يبدو أن الهدف الدعائي هو إظهار وحدة الجماعات ومدى تواصلها، على عكس الخلافات حول "استراتيجية القوافل" التي دارت خلال شهرَي كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2021. فكما لوحظ في تنبيه سابق، سبق لـ «عصائب أهل الحق» أن قللت من شأن هجمات «كتائب حزب الله» على القوافل حيث قالت إنها لا تستهدف إلا "التونا والأندومي" (وهي سلع يستهلكها جنود التحالف، وأهميتها قليلة). ويبدو أن الفصيل الرئيسي في "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" يلمح إلى أن كل الجماعات اليوم "متفقة" على نهج استهداف القوافل.
وقد يكون هذا التوافق مؤقت، أو قد يشير إلى اتفاق أعمق حول ما يُعتبر خطراً مقبولاً من حيث تعريض الأمريكيين للخطر والتسبب بانتقام أمريكي في أعقاب الضربة الانتقامية التي نفذتها الولايات المتحدة على «كتائب حزب الله» في 26 شباط/فبراير. وإذا صحّ الاحتمال الأخير، فقد يشير ذلك إلى نوع من التدخل الإيراني خلال الفترة الانتقالية التي نتجت عن زيارة البابا.