- تحليل السياسات
- تنبيه سياسي
زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للبحرين تمثل تقدماً كبيراً
يبدو أن إيران كانت القضية المهيمنة في اجتماعات وزير الدفاع الإسرائيلي مع نظيريه في البحرين والإمارت لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات الأمنية.
أحرزت الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية في الخليج مزيداً من التقدم هذا الأسبوع. فقد اتجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس يوم الأربعاء إلى جزيرة مملكة البحرين - حيث تمت رحلته على متن طائرة تزويد بالوقود تابعة لـ "سلاح الجو الإسرائيلي" التي حصلت على إذن بعبور المجال الجوي السعودي. وكان في استقباله نظيره البحريني عبد الله بن حسن النعيمي، والتقى غانتس بالملك حمد بن عيسى آل خليفة ونجله رئيس الوزراء ولي العهد الأمير سلمان، بالإضافة إلى زيارته مقر "الأسطول الأمريكي الخامس" ومقر "القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية".
ورغم زيارة وزير الخارجية يائير لبيد إلى المنامة في أيلول/سبتمبر الماضي لحضور الافتتاح الرسمي رفيع المستوى للسفارة الإسرائيلية، إلّا أن زيارة غانتس تمثل خطوة إلى الأمام. فبعد نقل إسرائيل إلى منطقة مسؤولية "القيادة المركزية الأمريكية"، أصبحت القدس تراقب عن كثب التخطيط الدفاعي لواشنطن في الشرق الأوسط وتشارك فيه. ويتمثّل الدور الأساسي الذي تضطلع به "القيادة المركزية الأمريكية" في ضمان التدفق الحر للنفط والغاز الطبيعي من الخليج إلى باقي أنحاء العالم. والتهديد الرئيسي المحسوس لهذا التدفق هو إيران، التي اعتُبرت في الأيام الأخيرة متواطئة في هجوم حوثي يمني عبر الصواريخ والطائرات المسيّرة على الإمارات العربية المتحدة.
ومن المثير للاهتمام أن زيارة غانتس تعطي انطباعاً بأن علاقات إسرائيل مع البحرين تجاوزت علاقاتها مع الإمارات. ومع ذلك، فإن التعاون العلني المتزايد لا يخلو من المخاطر. وتحكم البحرين أسرة مالكة سنّية، بينما تُقدَّر نسبة السكان الشيعة في البلاد بـ65-70 في المائة. وتفيد التقارير بأن العديد من هؤلاء الشيعة، الذين يعانون من النقص في التمثيل السياسي والحرمان الاقتصادي، ينظرون إلى إيران نظرة إيجابية. ومن جانبها، طالبت طهران التمتع بالسيادة على الجزيرة لعقودٍ من الزمن إلى حين أَسقطت مُطالبتها الرسمية في السبعينات.
وبالتالي، قد تثير زيارة غانتس الاحتجاجات بين عناصر من المجتمع الشيعي وحتى بعض السنّة الذين يعارضون إنشاء روابط مع إسرائيل. ولطالما حذّر الموقع الإلكتروني التابع للسفارة الأمريكية أفراد الخدمة الأمريكيين الذين يعيشون في البحرين، ويبلغ عددهم عدة آلاف، من الأعمال العدائية الشيعية المحتملة، على الرغم من أن قوات الأمن المحلية التي غالباً ما تكون معاملتها قاسية ستردع كما يُحتمل أي أعمال عالية المستوى. فعلى سبيل المثال، يشمل الموقع الإلكتروني للسفارة خريطة للجزيرة تُظهر مناطق باللون الأحمر لا يمكن للموظفين الحكوميين الأمريكيين الذهاب إليها، بالإضافة إلى مناطق صفراء لا يمكن أن يقصدوها في الليل. وإحدى المناطق الحمراء هي في المنامة نفسها، التي تقع على مقربة من مقر "القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية". وفي سياق متصل، نصح دبلوماسيون أجانب موظفي السفارة الإسرائيلية العام الماضي بعدم إظهار عَلَمِهم الوطني على المبنى الجديد.
وليس من الواضح ما إذا كان سيتم الكشف علناً عن تفاصيل أي اتفاقيات أمنية يجري توقيعها هذا الأسبوع. وقد ركّزت المنامة تقليدياً على الأمن الداخلي، عبر تجنيد أفراد شرطة في عُمان وباكستان يمكن أن يصبحوا مؤهلين للحصول على الجنسية بعد سنوات من الخدمة. ويشغّل "سلاح الجو البحريني" حالياً مقاتلات "أف-16"، ويتم أيضاً توسيع حجم القوات البحرية في البحرين. كما تشارك بعض سفن البلاد في التمرين الحالي الذي تُجريه "القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية" إلى جانب السفن الإسرائيلية.
سايمون هندرسون هو "زميل بيكر" ومدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن.