- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
الشعب السعودي يختلف على بعض السياسات الخارجية الرسمية لكن ليس على الأسس الطائفية
السنّة والشيعة السعوديون يتفقون عمومًا على المسائل المطروحة في الاستطلاع – باستثناء قضية قاسم سليماني
تُظهر بيانات صادرة عن استطلاع نادر إنما موثوق إلى حدّ كبير للرأي العام السعودي، أُجري بتكليف من "معهد واشنطن" في حزيران/يونيو، مزيجًا من المواقف حول مسائل رئيسية خاصة بالسياسة الخارجية: بعض الدعم الشعبي ولكن بعض المعارضة في الوقت نفسه لمواقف الحكومة السعودية. وما يثير الدهشة أن الأقلية الشيعية الصغيرة لا تختلف بالرأي حول معظم المسائل المطروحة في الاستطلاع عن الشريحة الكبيرة من الأغلبية السنّية.
ابحث عن أحدث البياناتمن السعودية هنا
الربع فقط اختاروا فلسطين لتكون أبرز أولويات التحرك الأمريكي؛ نسبة أقلّ حتى تدعم خطة ترامب
لدى الطلب منهم انتقاء خيارهم الأول من بين أربع أولويات محتملة للسياسة الأمريكية في المنطقة، اختارت نسبة 23 في المائة فقط "الدفع نحو حل الدولتين للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي". أما الأغلبية، فكانت لها خيارات أخرى: "العمل على احتواء نفوذ إيران وأنشطتها" (31 في المائة)؛ "إيجاد حل دبلوماسي للحرب الدائرة في اليمن وليبيا" (22 في المائة)؛ أو "حماية الشعب السوري من أي اعتداءات" (18 في المائة).
وتتماشى الأولوية المنخفضة نسبيًا المعطاة إلى القضية الفلسطينية – ولا سيما مقارنةً بالمواقف الشعبية في مصر والأردن ولبنان المجاورة لإسرائيل، فضلاً عن البيانات السابقة من لبنان، مع نتائج استطلاعات رأى سعودية أجريت خلال السنوات الخمس الماضية. والجدير بالذكر أيضًا أن نصف الشعب السعودي تقريبًا (43 في المائة) يوافق الآن على الاقتراح التالي: "إن اللوم على استمرار الصراع يقع على عاتق الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء". ومع ذلك، ورغم بعض التقارير الإعلامية السعودية الصادرة مؤخرًا وغيرها من وسائل التواصل مع الإسرائيليين واليهود، تتفق نسبة 9 في المائة فقط من السعوديين اليوم على أن "من يرغب في مزاولة الأعمال أو إقامة علاقات رياضية مع الإسرائيليين يجب السماح له بذلك".
كذلك، ومقابل الترحيب الرسمي الأولي الحذر بخطة السلام التي وضعها الرئيس ترامب، تعتبر نسبة 14 في المائة فقط من المواطنين السعوديين أنه سيكون لهذه الخطة أثر إيجابي. وبشكل مفاجئ، توقعت أقلية أكبر نوعًا ما، 24 في المائة، أن تترتب بعض الانعكاسات الإيجابية على الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في مارس/آذار 2020 وأسفرت عن بقاء بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء مع إضافة بعض الوسطيين إلى ائتلافه الذي يضم أغلبية من معسكر اليمين. غير أن معظم السعوديين (60 في المائة) يرجحون أن يكون لتلك الانتخابات آثار سلبية؛ في حين قالت نسبة 16 في المائة إنها لم تسمع الكثير عنها أو رفضت الإجابة عن السؤال.
الأغلبية تريد مقاطعة سوريا الأسد وليس قطر
لا تزال السعودية، بخلاف الإمارات والعديد من الدول العربية الأخرى، تتباعد عن نظام الأسد في دمشق. على هذا الصعيد، تحظى الحكومة السعودية بوضوح بتأييد شعبي. فنسبة 12 في المائة فحسب من المواطنين السعوديين توافق على المقولة التالية: "علينا تقبل واقع أن بشار الأسد سيبقى في السلطة في سوريا، ويعيد إحياء العلاقات الطيبة مع الحكومة".
لكن في ما يتعلق بقطر، يفضل الشعب السعودي بمعظمه إنهاء القطيعة الرسمية بين البلدين. وتقول الأغلبية الساحقة (62 في المائة) إن "السبيل إلى تسوية خلافاتنا مع قطر هي بتقديم الطرفين تنازلات بغية التوصل إلى اتفاق". وكان هذا الدعم الشعبي الكبير للتقارب مع الدوحة ثابتًا في العديد من الاستطلاعات التي أجريت منذ اندلاع الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي في العام 2017.
السنّة والشيعة السعوديون يتفقون عمومًا على المسائل المطروحة في الاستطلاع – باستثناء قضية قاسم سليماني
صحيح أن الجزء الأكبر من الشعب السعودي من المسلمين السنّة، لكن حوالي 10 في المائة منه من الأقلية الشيعية تتمركز في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط. وبشكل ملحوظ وبخلاف الاعتقاد الشائع الخاطئ، ثمة اختلافات بسيطة فحسب في المواقف بين المجموعتين بشأن معظم المسائل التي تناولها الاستطلاع – سواء كانت تتعلق بالسياسة الداخلية أو الخارجية.
لكن في هذا الاستطلاع الأخير، برز استثناء واحد بشأن تداعيات اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار في كانون الثاني/يناير الماضي على المنطقة. ومن بين السنّة السعوديين، توقعت أكثرية (49 في المائة) أن يكون للحادثة آثار إيجابية. غير أنه في أوساط الشيعة، اتفقت نسبة 22 في المائة فقط على هذا التقييم المؤيد؛ في حين رجح الثلثان بروز آثار سلبية.
لكن هذا الاختلاف يعكس على الأرجح مخاوف أكبر في أوساط الشيعة السعوديين حيال احتمالات رد إيران الانتقامي، بدلًا من التعاطف سواء مع سليماني أو نظامه. وقد أظهرت استطلاعات سابقة أنه في حين يميل الشيعة السعوديون نوعًا ما أكثر من السنّة إلى اعتبار العلاقات الجيدة مع إيران مهمة لبلدهم، إلا أنهم يظهرون دعمًا أكبر بقليل لسياسات إيران وحلفائها في المنطقة على غرار "حزب الله" أو الحوثيين أو آية الله خامنئي شخصيًا.
ملاحظة منهجي
استُخلصت هذه النتائج من أسئلة خلال استطلاع أجرته وجهًا لوجه بتكليف من "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في حزيران/يونيو 2020 شركة تجارية موثوقة للاستطلاعات تتمتع بخبرة واسعة، مع عينة تمثيلية وطنية شملت ألف مواطن سعودي. إن المؤلف على دراية شخصية وثقة كاملة بالوسائل التقنية والإدارة المهنية وضوابط الجودة والضمانات الصارمة شديدة السرية والنزاهة المطلقة لفريق العمل الميداني. بالإضافة إلى ذلك، ونتيجة القيود التي تفرضها ظروف تفشي وباء كورونا، يُشرف المؤلف مباشرة على صياغة الأسئلة والترجمة، ومواصفات الترميز، والتعديلات الخاصة بالجدول الزمني، والجوانب الأخرى ذات الصلة بالاستطلاع.
فقد تمّ اختيار المستطلعين بحسب أساليب الأرجحية الجغرافية المعيارية الصارمة. وبالنسبة لعيّنة من هذا الحجم والطبيعة، يوازي هامش الخطأ الإحصائي 3 في المائة (حيث يعتمد الهامش الدقيق على توزيع الإجابات عن أسئلة محددة). ويمكن توفير تفاصيل منهجية إضافية عند الطلب.