كان زعيم "كتائب حزب الله" الذي قُتل في 7 شباط/فبراير في بغداد رابطة حية "للكتائب"، و "قوات الحشد الشعبي" ، وجماعة الواجهة "ألوية الوعد الحق".
في 7 شباط/فبراير 2024، أكد الجيش الأمريكي أنه قصف مركبة في بغداد، مما أدى إلى مقتل ركابها. وأكدت "كتائب حزب الله" المدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية مقتل أحد كبار قادتها في بغداد وهو أبو باقر الساعدي (الإسم الحقيقي وسام محمد صابر). وستلقي هذه المقالة القصيرة نظرة على ما جمعته "الأضواء الكاشفة للميليشيات" عن هذا الإرهابي في "كتائب حزب الله" ومسيرته المهنية.
الخلفية المبكرة لقاتل موثوق به
كان أبو باقر الساعدي حارساً شخصياً موثوقاً به لمؤسس "كتائب حزب الله" و"قوات الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس المدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية. وكان الساعدي من الأشخاص القلائل الذين سُمح لهم بالدخول إلى الغرفة خلال اجتماعات المهندس مع المسؤولين في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني"، كما سُمح له حتى بحمل السلاح بحضور كبار القادة مثل قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني.
وكان أبو باقر الساعدي ينتمي إلى جناح أبو حسين الحميداوي في "كتائب حزب الله"، في إشارة إلى أمين عام "كتائب حزب الله" (الاسم الحقيقي أحمد محسن فرج الحميداوي) الذي هو قائد جناح العمليات الخاصة في "الكتائب". وكان الساعدي أيضاً مقرّباً من إرهابي آخر ومنتهك لحقوق الإنسان مدرج على قائمة العقوبات الأمريكية، وهو أبو زينب اللامي (الاسم الحقيقي حسين فالح عزيز اللامي) المنتمي أيضاً إلى جناح أبو حسين في "كتائب حزب الله".
وعندما اندلعت احتجاجات "تشرين" في عام 2019، كان أبو باقر الساعدي مسؤولاً كبيراً في "مديرية أمن الحشد الشعبي" التي يرأسها أبو زينب اللامي، وكان بالتالي موظفاً في الحكومة العراقية وعنصراً في قوات أمن الدولة. وبصفته قائداً لـ "مديرية أمن الحشد الشعبي" في منطقة الرصافة (شرق بغداد)، فقد كان مسؤولاً عن منطقة الاحتجاجات الرئيسية في "ساحة التحرير"، وقَمَع الاحتجاجات السلمية ويسّر قتل المتظاهرين وكذلك اختطافهم وتعذيبهم. (فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أبو زينب اللامي بسبب "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" تتعلق "باغتيالات وقمع المتظاهرين".)
العمليات الحركية ضد الدول الأجنبية
ظهر أبو باقر الساعدي مجدداً في عام 2021 عندما قاد الضربة بالطائرة المسيّرة في 2 شباط/فبراير 2021 التي استهدفت الإمارات العربية المتحدة، وتبنت مسؤوليتها جماعة الواجهة "ألوية الوعد الحق" الخاضعة لسيطرة "كتائب حزب الله". وتولى الساعدي إدارة خلية تشكلت في شرق بغداد نقلت طائرات مسيّرة زوّدتها بها إيران إلى جنوب العراق، ثم أطلقتها نحو أهداف مدنية إماراتية باستخدام إحداثيات وفّرها "فيلق القدس" عبر منشآت "كتائب حزب الله" في جرف الصخر.
وبعد مقتل أبو باقر الساعدي، أُشير إليه بأنه "مدير العمليات" و"قائد الضربات العسكرية" و"قائد العمليات الخارجية" في "كتاب حزب الله". وأفادت الولايات المتحدة بأنه كان "مسؤولاً بشكل مباشر" عن تنفيذ الهجوم بالطائرة المسيّرة في 28 كانون الثاني/يناير 2024 الذي أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر أمريكيين.
ماذا بعد ذلك؟
يبدو أن رد الفعل الأولي لأبو حسين عبر قناة "كاف" التابعة لـ"كتائب حزب الله" على تيليجرام، هو الدعوة إلى ضبط النفس، إذ اكتفى بتكريم الشهداء وتهنئتهم. وفي ظل هذه الظروف يُعتبر ضبط النفس هذا ملفتاً جداً. وكما هو متوقع، كان رد فعل "حركة النجباء" أكثر عدائية وتعهدت بالانتقام، وقد يكون ذلك تعبيراً صادقاً عن التضامن أو محاولة خفية للتفوق على "كتائب حزب الله".
وإذا امتنعت "كتائب حزب الله" عن الرد على هذه الضربة المؤلمة، بعد أن تقاعست عن الرد على الضربات واسعة النطاق التي استهدفتها كما استهدفت الوحدات التابعة لها في 3 شباط/فبراير 2024، فسيعني ذلك أن وقف التصعيد الذي أمرت به إيران لا يزال الخيار المفضل لدى الأخيرة وأن "كتائب حزب الله" لا تزال منضبطة وتتقيد تماماً بتوجيهات "فيلق القدس". وقد نرى في المقابل رداً انفعالياً أولياً، ربما في سوريا دون إلحاق إصابات في صفوف الأمريكيين، لتلبية الحاجة إلى رؤية رد واضح. وقد تنتقم "حركة النجباء" نيابة عن "كتائب حزب الله"، في سوريا أيضاً. وقد تعتبر "الكتائب" وإيران أن أفضل انتقام هو طرد القوات الأمريكية من العراق، ولذلك قد يواصلان الضغط في مجلس النواب بدلاً من ذلك.