- تحليل السياسات
- صفحات رأي ومقالات
الانتخابات العراقية تعمّق خطوط الصدع السياسية وسط التوتر الأمريكي - الإيراني
وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية التي أُجريت في الثاني عشر من أيار/مايو إلى مستوى منخفض بلغ أقل من 45 في المائة، بعد أن كانت 60 في المائة في انتخابات عامي 2014 و 2010. وقد خاب أمل الجمهور من العدد الكبير من الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، والتي يُنظر إلى أعضائها على أنهم سياسيون فاسدون يتنافسون على مناصب في سوق سياسي في أعقاب كل انتخابات.
لماذا الأمر مهم: كانت الحكومات العراقية السابقة ضعيفة وغير فعالة بسبب التقاسم العرقي - الطائفي على السلطة. وقد أراد العراقيون حكومة جديدة خالية من الفساد تقوم بتوفير الخدمات والوظائف والأمن، و[قائمة مرشحين] تفوز في الانتخابات وتتمتع بجدول أعمال واضح وتفويض وطني قوي. وبدلاً من ذلك، أسفرت الانتخابات التي أجريت يوم السبت المنصرم عن تعميق الشقوق السياسية في البلاد.
وحيث فشلت سياسة الهوية في إبقاء الأحزاب موحّدة، فقد ظهر التحزّب داخل المجتمع، فضلاً عن قيام انقسامات داخلية في صفوف الشيعة والسنة والأكراد واحتدام التنافس على الأصوات. وقد حصل مقتدى الصدر، الذي فاز في الانتخابات هذه المرة، على حوالي 55 من أصل 329 مقعداً. ومن أجل تشكيل حكومة، ستحتاج أربع كتل رئيسية على الأقل إلى توحيد صفوفها، ولكن بدون تفويض صريح أو أجندة واضحة، ستلجأ الأحزاب إلى الممارسات القديمة في المساومة على المناصب الحكومية بطريقة ذكية وستعمل على ضمان رعاية مؤيديها.
وقد يؤدي مثل هذا التباين بين الحصول على حكومة أفضل وأكثر قوة وبين نتائج الانتخابات إلى إبقاء العراق في حلقة مفرغة. لكن نظام الحكم لا يتمتع هذه المرة بالدعم العام الذي اختبأ وراءه في الماضي، متسبباً في ازدياد السخط العام وعدم الاستقرار.
الصورة الكلية: تحدث هذه الخلافات الداخلية في الوقت الذي تتجه فيه القوتان الأجنبيتان الرئيسيتان في العراق، الولايات المتحدة وإيران، نحو المزيد من العداء. وقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران واحتمالات التصعيد، بالإضافة إلى المكاسب البرلمانية التي حققها أعضاء المليشيات العراقية السابقة، إلى تحويل العراق مرة أخرى إلى مسرح حرب. وحيث خفف العراق لتوه من فظائع تنظيم «الدولة الإسلامية»، فلا يمكنه أن يتحمل جولة أخرى من هذه الاضطرابات.
بلال وهاب، زميل "ناثان واستير ك. واغنر" في معهد واشنطن. وقد تم نشر هذه المقالة في الأصل من على موقع "أكسيوس" ("Axios").
"أكسيوس"