الميليشيات المدعومة من إيران تشيد بـ "حماس" وتهدد الأمريكيين
Part of a series: Militia Spotlight
or see Part 1: How to Use Militia Spotlight
Part of a series: Tracking International Reactions to the Hamas-Israel War
or see Part 1: International Reactions to the Hamas Attack on Israel
في خطاباتها، دعمت جميع ميليشيات "المقاومة" العراقية هجوم "حماس" على إسرائيل، ولكن برزت اختلافات مثيرة للاهتمام. فقد هددت "منظمة بدر" الأمريكيين، في حين قللت جهات أخرى على ما يبدو من احتمال انخراطها في النزاع.
ليس من المستغرب أن الجماعات الإرهابية والميليشيات المدعومة من إيران في العراق (التي تُطلق على نفسها اسم "المقاومة") سارعت في خطاباتها إلى تأييد قتل "حماس" للمئات من المدنيين الإسرائيليين والأمريكيين وغيرهم من المدنيين الأجانب في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر انطلاقاً من غزة، فضلاً عن إطلاق تهديدات مختلفة، وفارغة على الأرجح، بالانخراط في النزاع.
"منظمة بدر" تهدد بمهاجمة أهداف أمريكية
صدر أبرز بيان لـ"المقاومة" عن هادي العامري، الذي يرأس "منظمة بدر" و"الإطار التنسيقي"، وهو تحالف القيادات الشيعية الذي يشرف على الأحزاب السياسية التابعة للميليشيات. فخلال تجمع حاشد لـ"تحالف نبني" التابع لـ"المقاومة" قبل انتخابات مجالس المحافظات الأسبوع الماضي، أعلن العامري ما يلي: "موقفنا واضح. على الأمريكان أن يفهموا بوضوح إذا تدخلوا [في المعركة مع "حماس"] نتدخل، إذا تدخلت أمريكا في هذه المعركة، فكل الأهداف الأمريكية سنعتبرها حلالاً ونستهدفها ولا نتردد في الاستهداف. لذلك، عليهم أن يوقفوا الدعم لهذا الكيان الصهيوني" (الشكل 1). ويبدو أنه بتصريحاته الغاضبة هذه خرج عن عادته المتمثلة بعدم الدعوة صراحةً إلى قتل الأمريكيين.
عمليات القتل التي نفذتها «حماس» "أثلجت صدور" «عصائب أهل الحق»
في بيان صدر في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أشاد قيس الخزعلي، زعيم "عصائب أهل الحق" وأحد مؤسسي "الإطار التنسيقي"، بعملية "حماس" قائلاً: "نتائج عملية "طوفان الأقصى" أثلجت صدورنا وصدور جميع المؤمنين والمقاومين الأحرار في كل بقاع الأرض... وسنبقى نراقب الأحداث عن قرب مستعدين غير متفرجين" (الشكل 2). وقد تنبع هذه التعليقات المتحفظة من رغبته في أن يبدو أقل تطرفاً من سياسيي "المقاومة" الآخرين، وذلك تماشياً مع جهوده الطويلة الأمد بل غير المثمرة على الأرجح الرامية إلى إزالته من قائمة الإرهابيين واحتضانه علناً من قبل السفارات الغربية الكبرى.
لم تصدر "كتائب حزب الله" بياناً عبر المتحدث باسمها أبو علي العسكري (المعروف أيضاً باسم حسين مؤنس)، سواء باستخدام كنيته أو باسمه كعضو في كتلة "حركة حقوق" النيابية. وجاء التعليق بدلاً من ذلك من الأمين العام لـ"كتائب حزب الله" (الذي أعيد تعيينه في منصبه على ما يبدو)، أحمد محسن فرج الحميداوي (الملقب أيضاً بـ"أبو حسين")، الذي قال في 10 تشرين الأول/أكتوبر «إننا نهنئ الفلسطينيين وعالمنا الإسلامي ومجاهدي "المقاومة الإسلامية" في فلسطين على انتصاراتهم الكبيرة لليوم الرابع على التوالي». وذكر أيضاً أن «واجب "المقاومة" الديني يلزمها بالتواجد في ساحة المعركة»، مشيراً إلى أنه تم توجيه الصواريخ والطائرات بدون طيار والقوات الخاصة التابعة لـ "كتائب حزب الله" لاستهداف الأمريكيين، وأن صواريخ "كتائب حزب الله" يمكنها أن تصيب إسرائيل ومؤيديها إذا لزم الأمر. ثم طلب من أنصار "المقاومة" المشاركة في احتجاجات يوم الجمعة 13 تشرين الأول/أكتوبر.
"حركة حزب الله النجباء" و"كتائب سيد الشهداء" تلتزمان الصمت إلى حدٍ ما
في 9 تشرين الأول/أكتوبر، أصدر الأمين العام لـ "حركة حزب الله النجباء"، أكرم الكعبي، بياناً ملطفاً طلب فيه من أنصار "المقاومة" المشاركة في احتجاج دعا إليه مقتدى الصدر لدعم فلسطين وإدانة إسرائيل. وأشار في الوقت نفسه إلى أن جماعته لن تنضم إلى الحرب إلا إذا وسعت إسرائيل النطاق الجغرافي للمعركة. وذكر الكعبي أيضاً أنه إذا تدخلت الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى ضد الفلسطينيين، فستواجه رداً عسكرياً (الشكل 3).
وبالمثل، صرح الأمين العام لـ "كتائب سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، أن ميليشياته لن تشارك في القتال إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر. ووفقاً لمنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بـ"المقاومة"، أفادت بعض التقارير أن الكعبي والولائي سافرا إلى جنوب لبنان لعقد اجتماعات في "غرفة العمليات".
ميليشيات أخرى
أصدر شبل الزيدي، قائد "كتائب الإمام علي"، عدة بيانات تدعم الفلسطينيين وتشيد بالصدر على خلفية دعوته لاحتجاجات في بغداد. وحث العراقيين على جمع التبرعات للفلسطينيين، وطالب الحكومة بالعمل على تسليم هذه التبرعات بأسرع وقتٍ ممكن. وتجدر الإشارة إلى أن الزيدي نشط للغاية على منصة "إكس" المعروفة سابقاً باسم "تويتر"، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى رغبته في الحفاظ على دوره وأهميته في الشأن السياسي، كما أن لديه علاقات تجارية وثيقة مع "حزب الله" اللبناني.
ما الذي تقصده المنظمات المختلفة؟
يبدو أن الميليشيات المدعومة من إيران نسّقت بياناتها للتقليل من احتمال انخراطها المباشر في النزاع. ويبرز هنا عنصر مسرحي، إذ تربط هذه الميليشيات انخراطها الحركي بتطوراتٍ غير مرجحة (أي اتخاذ إسرائيل أو الولايات المتحدة قرار بتوسيع نطاق الحرب في المنطقة)، مما يجعلها تبدو قوية عندما تُطلق تهديداتٍ فارغة على الأرجح. أما تهديد العامري بإيذاء الأمريكيين فعكس إخلالاً ملحوظاً بالانضباط في الرسائل الموجهة، بخلاف النُهج الحذرة للغاية التي اتبعتها "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق". وقد أبدت الجماعات المدعومة من إيران والتي تربطها علاقات مباشرة مع "حزب الله" والمسرح السوري - "حركة حزب الله النجباء" و "كتائب سيد الشهداء" - دعماً قوياً لـ"محور المقاومة"، لكنها ظلت منضبطةً بما يكفي للإبقاء على الرسالة ذاتها بشأن عدم توسيع نطاق الحرب. ويشير ذلك إلى أن الجهات الفاعلة العراقية في "المقاومة" تُدفع قسراُ لكي تصبح جزءاً من نظام "الردع الممتد" التابع لإيران و"حزب الله" اللبناني.