- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
الشعوب غير الفارسية تطالب بالحرية والاعتراف بحقوقها القومية مع توسّع الاحتجاجات المناهضة للنظام في جميع أنحاء إيران
بغية إحداث تغييرات أكثر ديمومة ، ينبغي أن تتضمن الموجة الحالية من الاحتجاجات في إيران مطالب وتوقعات الأقليات العرقية.
ترافق توسّع رقعة الاحتجاجات المناهضة للنظام في جميع أنحاء إيران بانتشار حملات القمع ضد المتظاهرين. إلا أن النظام يصب انتقامه الوحشي في المناطق التي تتركز فيها الأقليات القومية غير الفارسية. فمن بين حصيلة القتلى التي تقدّر بنحو 224 متظاهر قضوا على أيدي قوات النظام حتى الآن، حوالي 90٪ منهم هم من الأقليات العرقية. هذا وتم إلقاء القبض على آلاف الآخرين وسجنهم.
شنّ النظام في محافظة كردستان الإيرانية الواقعة في شمال غرب إيران انتقامًا سريعًا ووحشيًا ضد المتظاهرين الأكراد الذين كانوا أول من انتفض بعد وفاة الشابة الكردية مهسا (زينة) أميني البالغة من العمر 22 عامًا متأثرةً بجروحٍ خطيرة بعد تعرضها للضرب على يد "شرطة الأخلاق" إثر اعتقالها في المدينة قبل يوم بتهمة "الحجاب غير اللائق." وامتدت هجمات النظام على الأكراد مرةً أخرى إلى كردستان العراق، حيث كثّف "الحرس الثوري الإيراني" قصفه للقرى الكردية في المنطقة الحدودية في الأيام الأخيرة باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ.
إلا أنه تم أيضًا استهداف مناطق أخرى للأقليات القومية. ففي منطقة بلوشستان الواقعة في جنوب شرق البلاد مثلاً، قُتل ما لا يقل عن 91 شخصًا، من بينهم امرأة وستة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام على يد قوات النظام منذ 16 أيلول/سبتمبر.
وكما هو الحال مع قصف النظام للمتظاهرين في مناطق البلوش والهجمات على مناطق الأقليات العرقية الأخرى، تم تبرير القصف العشوائي للقرى الكردية تحت مسمى استهداف ـ"المعارضة الانفصالية" و"محاربة الإرهاب." وهذه هي الاتهامات المعتادة التي يستخدمها النظام، وبشكلٍ مخزٍ، العديد من أخصامه الإيرانيين الفارسيين لتبرير السحق الوحشي لأي احتجاجات تندلع في المناطق الكردية أو العربية أو البلوشية أو الأذرية أو أي مناطق أخرى.
هذا وركّزت حملات القمع التي يمارسها النظام على مناطق الأقليات حتى قبل انتشار أي احتجاجاتٍ فيها. ففي منطقة الأحواز ذات الغالبية العربية في جنوب غرب إيران، شنّ النظام حملة قمع كبيرة فور بدء الاحتجاجات الأخيرة في كردستان، حيث نشر أعدادًا كبيرة من الجنود في المنطقة خوفًا من اندلاع احتجاجات جماهيرية ليس بسبب وفاة مهسا أميني فحسب، بل بسبب الغضب المتزايد في ظل انتهاكات النظام المتفاقمة والأزمات المتأججة في تلك المنطقة.
وبهدف إخماد الاحتجاجات، نشر النظام أعدادًا غفيرة من الجنود وقوى الأمن والعربات المدرعة، وقامت عناصر النظام باعتقالاتٍ جماعية لنشطاء ومثقفين وشعراء وكتاب وأشخاص آخرين خشية أن "يحرّضوا على التمرد." ومن بين المعتقلين زهراء سواريان البالغة من العمر 23 عامًا، وهي شاعرة وناشطة في مجال الحقوق المدنية. وقد تم نقلها إلى جناح النساء في سجن سبيدار سيئ الصيت في الأحواز والمشهور بعمليات التعذيب. وتُعد سواريان إحدى الناشطات الأحوازيات المعتقلات، إذ تضم هذه القافلة أيضًا الطالبة الناشطة عفاف عبادي التي تم اعتقالها من منزلها. وعندما عاد زوجها حميد خليلاوي، إلى منزله وعلم بما حدث، ذهب إلى مقر الأمن والاستخبارات في محاولةٍ لمعرفة المكان الذي تم نقل زوجته إليه، فتم اعتقاله هو أيضًا.
وفي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أكد نشطاء الأحواز على مقتل الناشط الحقوقي الأحوازي البارز عماد حيدري والذي يبلغ من العمر 31 عاما، وذلك بعد عشرة أيام من اعتقاله من قبل النظام الإيراني في مدينة الاحواز العاصمة، ويُعتقد على نطاق واسع أن عماد - الذي كان شابًا يتمتع بالياقة بدنية وليس له تاريخا مرضيا- قد توفي نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له في أحد السجون التي تديرها أجهزة استخبارات النظام الإيراني سيئة السمعة. فبعد اعتقال عماد مؤخرا، وجهت السلطات إليه اتهامات بالتواصل مع نشطاء الحقوق المدنية في الخارج، والاتصال بالإنترنت (الذي قام النظام بقطعه في محاولة لإعاقة تغطية الاحتجاجات). كما اتُهم عماد بتوزيع تفاصيل الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) على الشباب الأحوازيين وهو ما مكنهم من التحايل على عمليات التعتيم التي يقوم بها النظام على شبكة الإنترنت، والوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنقل حقيقة الاحتجاجات والأحداث في المنطقة.
وفي ضوء الاحتجاجات، ركّز المجتمع الدولي اهتمامه على شجاعة الفتيات والنساء الإيرانيات من جميع الأعمار اللواتي واصلن في المخاطرة بالجلد والسجن لخلع حجابهن علنًا احتجاجًا على مقتل أميني وعلى القيود التي يفرضها النظام الحاكم المشابهة لتلك التي يفرضها تنظيم "داعش." والواقع أن الجرائم الوحشية البشعة التي مارسها النظام في رده أتت بنتائج عكسية كبيرة في معظم أنحاء البلاد خلال موجة الاحتجاجات هذه، حيث واصل مئات الآلاف من الشابات والشبان الإيرانيين النزول إلى الشارع ليقولوا "كفى."
إلا أن المجتمع الدولي لم يولي مسألة أعراق ضحايا الاحتجاج واستجابة النظام العنيفة إلا اهتمامًا ضئيلًا. فعلى الرغم من أن أميني نفسها والضحايا الآخرين الذين قتلوا أو اعتقلوا نتيجة جهود النظام المتصاعدة لسحق الاحتجاجات هم بمعظمهم من الأقليات، ركّزت وسائل الإعلام الدولية على الطابع النسائي للانتفاضة الأخيرة ضد النظام الثيوقراطي، مع استبعاد العوامل المتداخلة الأخرى.
إلا أن الأمر لا يخلو من بعض الاستثناءات. فقد صرّحت الباحثة في الشؤون الإيرانية في "منظمة العفو الدولية" والمحامية المتخصصة في حقوق الإنسان في لندن السيدة رها بحريني في حديثٍ لها مع قناة "إيران إنترناشيونال" المعارضة في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع قائلةً: "يبدو أنه لمجرد أن هذه المحافظات مضطهدة ومهمّشة وتعتبر مناطق حساسة، يمكن بسهولة زهق عشرات الأرواح بهذه الطريقة الوحشية. ويبدو أن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يدفع ثمن جرائم القتل الشائنة التي يرتكبها بحق هذه الجماعات المضطهدة والمعرضة للتمييز تاريخيًا." وأشارت كذلك إلى أن عدد الوفيات أثناء احتجاز الأقليات العرقية في إيران كان مرتفعًا جدًا على مر التاريخ، كما أن عدد أحكام الإعدام التي نفذها النظام ضد الأقليات يتجاوز تلك المنفذة في حق الفئات الأخرى بأشواط.
ولا شك في أن المحتجين في جميع أنحاء إيران، بمعزلٍ عن خلفياتهم، يواجهون بشكلٍ بطولي خطر تعرضهم للاعتقال والتعذيب والسجن للاحتجاج من أجل المطالبة بالحريات الأساسية وحقوق الإنسان نفسها. بيد أن القمع الخانق وشدة العقوبات التي يواجهونها نتيجة هذه المعارضة متباينة. فبالنسبة إلى الأقليات العرقية في إيران المتمركزة في المناطق الحدودية المضمومة أو المستعمرة والتي تضمّ بمعظمها أكراد وعرب أحوازيين وبلوش وتركمان وأذريين، تمتزج الأصولية القمعية القياسية والتحيز ضد المرأة اللذان يمارسهما النظام بطبقةٍ إضافية من الاضطهاد بسبب قوميتهم "الدونية" غير الفارسية، مما يضاعف ضراوة هجمات النظام.
وفي حين يطلق النظام عصابات "الباسيج" الوحشية التي ترتدي ملابس مدنية لضرب المتظاهرين ومهاجمتهم بالهراوات وإرهابهم في طهران، يستخدم الرشاشات الثقيلة والمدرعات والدبابات والمدفعية الثقيلة والمروحيات الحربية في كردستان وبلوشستان والأحواز. وعلى الرغم من أن قوات "الباسيج" التابعة للنظام وحشية تمامًا مثل "شرطة الأخلاق"، تبقى الأحذية والهراوات والعصي الصاعقة أقل فتكًا بكثير من القوة العسكرية الثقيلة التي يوجهها النظام ضد البلوش والأكراد والأتراك الأذربيجانيين والعرب الأحوازيين والأقليات العرقية الأخرى.
هذا ويدرك المتظاهرون الأصغر سنًا أيضًا أن جذور منح الأولوية للإيرانيين الفرس تعود إلى أبعد من النظام الحالي. إذ ترجع هذه العنصرية الفوقية إلى الحقبة الاستعمارية للشاه رضا بهلوي الذي روّج بشكلٍ كبير لتاريخ بلاد فارس ومدح الغزو الإمبراطوري وما يرتبط به من تفوّق فطري مفترض على الشعوب غير الفارسية. وكان من المتوقع أن تقبل هذه الأقليات بدورها ضم مناطقها الخاصة والقضاء على ثقافتها وتاريخها ولغتها مقابل هذا الاندماج. وكان كل من يطالب بالحرية والحكم اللامركزي والحق في الاحتفاظ بلغته وثقافته يُصوَّر على أنه متخلف ومشاغب ومتطرف وانفصالي كما هو الحال الآن.
وبطبيعة الحال، ثمة مفارقة رهيبة في التبني الحماسي للخمينيين اليساريين شكليًا للنظرة العالمية الفوقية والإمبريالية العميقة نفسها التي من المفترض أنهم ثاروا للإطاحة بها عام 1979، حتى أنهم تبنوا الخطاب نفسه. والواقع أن جمهورية إيران الإسلامية هي إمبريالية في جوهرها، حيث ينص دستورها على "واجب" تصدير "الثورة الإسلامية" إلى المنطقة ومن ثم إلى العالم. وكما أدركت المنطقة في الوقت الراهن، يعني ذلك من الناحية العملية أنها ثيوقراطية توسّعية.
وفي حين أن الإيرانيين الفرس الشباب الذين سئموا من العقلية القمعية للخمينيين يشككون بشكلٍ متزايد في عنصرية النظام وقمعه الوحشي لحقوق الأقليات العرقية وثقافتها، لم تتخلّ الأجيال الأكبر سنًا، ولا سيّما أولئك الذين يدعون إلى العودة إلى نظام الشاه الملكي الاستبدادي بدلاً من نظام حكم ديمقراطي تعددي، عن هذه النظرة للعالم حتى الآن.
ويرى معظم مجموعات الشعوب غير الفارسية في البلاد هذا الاقتراح على أنه خطوةً رجعيةً تغير طابع الحكم المطلق ولا تحرز أي تقدم حقيقي نحو الحرية ونحو بناء نظام ديمقراطي حديث وتعددي ولامركزي.
ففي الواقع، يطالب الجيل الجديد في إيران، بصرف النظر عن خلفيته، بالتقدم والحرية والنظام العادل للجميع وبحقوق الإنسان التي لطالما حُرم منها، ويرغب في التطلع إلى القرن الحادي والعشرين بدلاً من العودة مرةً أخرى إلى القرون السابقة.
وفي هذا السياق، أكّد الكاتب في "معهد الحوار للأبحاث والدراسات" المقيم في لندن حامد الكناني على ضرورة التنسيق بين المعارضة الفارسية الإيرانية والشعوب غير الفارسية من أجل تحقيق معارضة حقيقية ومتماسكة، وقال: "لا يمكن للوحدة أن تكون فكرةً رومانسيةً غامضة، بل تحتاج إلى عملٍ حقيقي وجاد. وعلى جماعات المعارضة الفارسية أن تؤدي دورها في هذا الصدد وأن تتوقف عن محاولة التهرب من مسألة النضال القومي للشعب العربي الأحوازي أو الأكراد والبلوشيين والأتراك والتركمان والجيلاك، وغيرهم. [إنهم] لا يريدون الحد الأدنى من الحرية الجماعية والحقوق المدنية فحسب، بل أيضًا حكمًا لامركزيًا... لإنهاء القمع الوحشي الحالي والاستعمار المحلي وكوسيلة لحماية وجودنا وهويتنا الثقافية."
هذا وأكّد الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات والذين ينتمون إلى الجماعات الإيرانية كافة مرارًا وتكرارًا على ضرورة تحقيق وحدةٍ حقيقية بين جميع شعوب إيران في مواجهة النظام ليولد أملٌ حقيقي في إنهاء حكم النظام على المدى القريب وإحداث تغييرٍ حقيقي.
وعلى غرار غيره من المنشقين من مختلف الجماعات، أعرب الكاتب والناشط الإيراني من أصول فارسية مهدي جلالي طهراني الذي يعيش اليوم في المنفى في الولايات المتحدة عن "التفاؤل الحذر" في المستقبل. كما ردد دعوة الكناني للمزيد من التنسيق: "الأكيد هو أن الثورة قد بدأت وأننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة. ولكن متى ستنجح هذه الثورة؟ لا يمكن الحديث عنها بثقة في ظل غياب الوحدة الحقيقية والاستراتيجية الجماعية لجميع شعوب إيران."
وأكّد طهراني أن "الاشتباك مع قوى الأمن ومواجهتها لا يدلان على الوحدة... [و] أن الناس في مختلف أنحاء إيران، ولا سيّما في المناطق النائية حيث توجد الجماعات العرقية غير الفارسية، لديهم بمطالب مختلفة."
كما أشار إلى الدور المحدود الذي يؤديه الإعلام الفارسي في إظهار هذه المطالب الاحتجاجية المتنوعة حيث أنها "لا تنعكس في الإعلام، [وفي الوقت نفسه] يتم تهميش أبطال الأمة الذين ليسوا من أصول فارسية. فتغطي وسائل الإعلام الفارسية المتظاهرين في طهران والمدن الفارسية المركزية فقط و[تصوّر] مطالب الطلاب في تلك المدن باعتبارها المطالب المركزية الوحيدة والتي تمثّل جميع الناس في إيران، كما لو أنهم نسقوا معهم [الشعوب غير الفارسية]، وهو أمر غير صحيح ومضلل."
وأشار إلى الضرر الذي يمكن أن يسببه أسلوب التغطية هذا، إذ قال: "يرى من هم من غير أصول فارسية أن التغطية الإعلامية لنضالهم لا تزال تواجه التمييز، وبالتالي يريدون أن يغيّروا مصيرهم من البداية [بعد الثورة] وأن يصبحوا مستقلين - بالطبع، هناك أسباب لذلك."
وحذّر طهراني أيضًا قائلاً: "حتى أن التنسيق والتشابه في الممارسة يمكنهما أن يكونا هشَين. ففي بعض المناطق الإيرانية، لا ينزل الناس إلى الشارع ولا يشاركون في الصراع لأنهم لا يريدون أن يواجهوا المصير نفسه مثل الآخرين." وأشار إلى "أتراك أذربيجان [الإيرانية] الذين نتصورهم على أنهم يتمتعون بقدرةٍ هائلة على الاحتجاج والمشاركة في القتال، لكننا لم نر هذه الإمكانيات بعد في مناطقهم."
وسلّط ناشطون من الأحواز الضوء على أن منطقة الأحواز ظلت هادئةً نسبيًا خلال هذه الجولة من الاحتجاجات، وذلك بسبب مخاوف من حملات القمع الكبيرة التي شوهدت خلال الاحتجاجات السابقة والشك بقدرة حركة الاحتجاج الحالية على تضمين المطالب غير الفارسية.
وصرّح الناشط الأحوازي المقيم في واشنطن العاصمة يونس الكعبي في حديثه عن الحذر الذي يخيّم على الأحوازيين في ما يتعلق بالاحتجاجات الحالية قائلاً:" نحن، الشعب العربي الأحوازي، نقف دومًا متضامنين مع المتظاهرين في المناطق الكردية والتركية والبلوشية لأنهم يواجهون المعاناة ذاتها."
وردد الكاتب في "معهد الحوار للبحوث والدراسات" المقيم في لندن حامد الكناني كلمات الكعبي حول شعور الأحوازيين بالإحباط من المعارضة الإيرانية والدعم الدولي. وقدّم المزيد من التوضيحات حول سبب مخاوف العديد منهم من المشاركة واسعة النطاق في التظاهرات الحالية فقال: "من شبه المؤكد أن الأجهزة الأمنية الإيرانية لديها ملفات أمنية هائلة ضد معظم الشباب والشابات الأحوازيين الذين يقودون الاحتجاجات في شوارع الأحواز. وقد تكون فرضت أيضًا ضمانات مالية ووعودًا مكتوبة على غالبية الناشطين العرب الأحوازيين بعدم المشاركة في أي احتجاجات في المستقبل. فمن سيشارك فيها سيواجه حملةً قمعيةً وحشيةً وعقوبة السجن والإعدام. ففي السنوات الخمسة الماضية، شهدت الأحواز عدة انتفاضات نُفِّذت على إثرها موجة من الاعتقالات التعسفية." وأشار الكناني إلى الاحتجاجات التي اندلعت في الأحواز في عامَي 2018 و2019، حيث رد النظام بإضرام النار في مقهى محلي وإطلاق النار على شبان عُزَّل، ونفّذ بعدها اعتقالاتٍ تعسفية.
إلا أن الكعبي شدّد على تأثير انضمام منطقة الأحواز إلى الاحتجاجات بشكلٍ أكبر على الحركة ككل. فالأحواز منطقة حيوية من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للنظام لأنها تضم أكثر من 90 بالمئة من موارد النفط والغاز التي تستغلها إيران، وقال: "نحن نعيش على الأرض التي تحتوي على موارد الطاقة... وإذا احتججنا، فسوف يذبح النظام شعبنا لأن الأحواز هي" أرض النفط والغاز." لقد أوقف الأحوازيون تدفق الطاقة من الأحواز في السابق وأطاحوا بالشاه. وفي المقابل، نكث الخميني بوعوده بالحرية وقتل شعبنا وشرّده. نحن لا نريد أن يتكرر هذا المصير مرةً أخرى. ستأتي الوحدة عندما نرى تغييرًا حقيقيًا في خطاب المعارضة الفارسية وعند الاعتراف بنا وكل حقوقنا القومية بدلاً من إطلاق مجرد شعاراتٍ شعبوية رومانسية.