التصعيد المحتمل في العراق (الجزء الثاني): "عصائب أهل الحق" وحركة حزب الله النجباء"
قد تقوم "عصائب أهل الحق" و"حركة حزب الله النجباء" وشركاؤهما من جماعات الواجهة بتكثيف هجماتها عما قريب في إطار الحرب بين "حماس" وإسرائيل، وإن كان ذلك ضمن الحدود التي وضعتها إيران.
في الجزء الأول من هذا التحليل، أوضح تقييم "الأضواء الكاشفة للميليشيات" كيف أوعز المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على ما يبدو إلى فصائل "المقاومة" العراقية هذا الأسبوع بتصعيد هجماتها على "القوى المتغطرسة" (أي الولايات المتحدة) في إطار حرب غزة، وهو تحريض شمل حتى الفصائل الأكثر تركيزاً على السياسة مثل "منظمة بدر". وينظر الجزء الثاني في كيفية استجابة الجهات الفاعلة الأخرى في "المقاومة".
"عصائب أهل الحق"
في الساعات الأولى من 1 تشرين الثاني/نوفمبر، أشار قيس الخزعلي، زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" المدعومة من إيران، إلى التصعيد ضد القوات الأمريكية بطريقة مختلفة، وذلك باستخدام قناة تواصل اجتماعي للتواصل مع مقاتليه وأتباعه. وعلى وجه التحديد، نشر الآية القرآنية التالية: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون". وغالباً ما استخدمت وسائل الإعلام التابعة لـ"عصائب أهل الحق" آيات مماثلة لتنبيه أتباعها بأن قراراً مهماً أو تصعيداً أو هجوماً بات وشيكاً. ومن المرجح جداً أن يكون الهدف من منشور الخزعلي طمأنة أتباعه وإعدادهم للتصعيد.
"حركة حزب الله النجباء"
بعد دقائق قليلة فقط من خطاب خامنئي عن "القوى المتغطرسة" في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، وجّه أكرم الكعبي، زعيم ميليشيا "حركة حزب الله النجباء" المدعومة من إيران والأمين العام لـ "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" ("التنسيقية")، التهديد الأكثر مباشرة للقوات الأمريكية: "المقاومة الإسلامية العراقية قررت تحرير العراق عسكرياً وحسم الأمر، والقادم أعظم" (الشكل 1).
"أصحاب الكهف"
سرعان ما استجابت جماعة الواجهة "أصحاب الكهف"، التابعة لـ"حركة حزب الله النجباء"، لنداء الكعبي: "وجود أمريكي واحد في العراق هو كثير، قالها السيد الولي [في إشارة إلى خامنئي]، واليوم أكد الأمين العام للمقاومة الإسلامية "حركة النجباء"، الشيخ أكرم الكعبي، أن المقاومة الإسلامية العراقية قررت تحرير العراق عسكرياً وحسم الأمر، والقادم أعظم. نحن في المقاومة الإسلامية "أصحاب الكهف" نرسل رسالة لا لبس فيها أننا جاهزون وسنواصل ضرب القواعد الأمريكية حتى تحرير أرضنا من هذا العدو الغاشم... [نحن] رهن إشارة القائد... أكرم الكعبي" (الشكل 2). وهذه هي المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة التي تعلن فيها "أصحاب الكهف" مبايعتها للكعبي.
"سرايا أولياء الدم"
وبالمثل، أعلنت "سرايا أولياء الدم"، وهي جماعة واجهة لـ"المقاومة" تربطها صلات مفترضة بـ"عصائب أهل الحق"، عن استعدادها للتصعيد ضد القوات الأمريكية. فقد جاء في رسالة قصيرة نشرتها على قناتها على "تلغرام" ما يلي: "نعلن عن جهوزيتنا في قتال العدوان في العراق والساحات الأخرى" (الشكل 3).
ما هي نيتها؟
وفقاً لتقييم "الأضواء الكاشفة للميليشيات" فإن "المقاومة" العراقية على وشك اتباع أوامر إيران بالتصعيد، أو على الأقل اتخاذ موقف في هذا السياق إلى جانب أعضاء آخرين في "محور المقاومة" التابع لطهران. وسيكون لأي تزايد في الهجمات داخل العراق تكلفة بالنسبة لشخصيات "المقاومة" الناشطة سياسياً مثل الخزعلي وهادي العامري، مما قد يضر بـ"حكومة المقاومة" التي يرأسها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وبناءً على ذلك، قد تكون الموجة التالية من الهجمات صاخبة وأكثر تواتراً، ولكنها ربما ستكون مدروسة لتجنب وقوع إصابات والابتعاد عن الخطوط الحمراء المحددة مثل السفارة الأمريكية في بغداد.
وبالنسبة إلى الجهات الفاعلة في "المقاومة" التي لا تشارك في العملية السياسية (على سبيل المثال، "حركة حزب الله النجباء" و "أصحاب الكهف")، قد تكون لرفع سقف التوقعات بشأن إجلاء القوات الأمريكية تكلفة محلية عندما لن يتم الوفاء بهذا الوعد حتماً، لا سيما لدى قاعدة داعميها الأساسية. ومع ذلك، من المرجح أن تستمر بحصر معظم هجماتها في سوريا، وربما في "إقليم كردستان العراق"، دون التصعيد في بغداد أو اللجوء إلى تكتيكات تؤدي إلى خسائر كبيرة. وقد يكون النهج الأقل تكلفة وخطورة المتاح لـ"المقاومة" العراقية قائماً على تعزيز ودعم الانتفاضات ضد الوجود الأمريكي في شرق سوريا والشركاء المحليين للولايات المتحدة، أي "قوات سوريا الديمقراطية"، أو شن هجمات على إسرائيل نفسها عبر جبهة الجولان.