- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
استطلاع رأي جديد في البحرين يكشف عن دعم لروسيا وتفاهم مع إيران وانقسام بشأن إسرائيل
أظهر استطلاع نادر للرأي العام في البحرين، بتكليف من معهد واشنطن وإنجاز شركة إقليمية مستقلة في آذار/مارس ونيسان/إبريل، مستويات عالية بشكل مفاجئ من التأييد الشعبي لروسيا، بما في ذلك حتى أهدافها الحربية في أوكرانيا.
وفي ما يتعلق بإيران، يفضل البحرينيون (وخصوصًا الأغلبية الشيعية) التقارب معها في الغالب ويعارضون العمل العسكري أو التعاون مع إسرائيل ضدها. يُعد القبول الشعبي للعلاقات التجارية مع إسرائيل ثابتًا، عند حوالي 40%، في هذه الجزيرةالصغيرة وإنما الاستراتيجية التي انضمت إلى اتفاقيات إبراهيمفي أواخر العام 2020. ولكن تظهر مؤشرات أخرى شعورًا قويًا مناهضًا لإسرائيل، تُعزى ربما أسبابه جزئيًا إلى إجراءالاستطلاع خلال رمضان، وهي فترة شهدت توترًا متصاعدًا مع الفلسطينيين.
تفوّق روسيا على الولايات المتحدة كشريك مفضل، واعتبار دور الصين اقتصاديًا في الغالب
شملت النتائج اللافتة للنظر في استطلاع الرأي هذا الموقف الشعبي البحريني الإيجابي بالإجماع تقريبًا تجاه روسيا. يصف الجمهور روسيا بشكل أساسي كـ"صديق" (20%)، أو "شريك أمني" (34%)، أو" شريك اقتصادي" (41%). والأكثر إثارة للدهشة هو أن ثلاثة أرباع البحرينيين يتفقون (على الأقل "إلى حد ما") على أن "أفضل نتيجة" في أوكرانيا ستكون "انتصارًا روسيًا، بما في ذلك ضم أراضي أوكرانية شاسعة إلى روسيا".
تتناقض هذه الأرقام بشكل حاد مع استطلاعين للرأي أُجريا في العام 2023 وأفادت فيهما أغلبية المستطلعين في جميع أنحاء دول الخليج العربي والمشرق العربي أن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا سيكون لها آثار سلبية على المنطقة، وعزتسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية إلى هذه العملية. وتشير النتائج الجديدة بوضوح إلى نجاح الحملة الإعلامية الروسية المكثفة في الشرق الأوسط طوال العام الماضي.
وبالمقارنة، لم يكن أداء الولايات المتحدة جيدًا بالقدر عينه بحسبالرأي العام البحريني. فالبحرينيون يعتبرون الولايات المتحدة بشكل أساسي صديقًا (12%)، أو شريكًا أمنيًا (26%)، أو شريكًا اقتصاديًا (34%). ولكن ربعهم يقول إن الولايات المتحدة "منافس" (7%) أو حتى "عدو بلدنا" (18%). ويُنظر إلى الصين بشكل أكثر إيجابية عمومًا، على الرغم من اعتبارهاشريكًا اقتصاديًا (60%) في الغالب.
عند سؤال المستطلعين تحديدًا عن طلبهم الأساسي من الولايات المتحدة، انطوى خيارهم الأول، من بين أربعة خيارات، على "بذل المزيد من الجهود للمساعدة في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي" (33%). وتلي هذا الخيار "تقديم المزيد من المساعدات الاقتصادية والاستثمار في الدول العربية" (24%)،و"بذل المزيد من الجهود لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في الدول العربية" (22%). أما الخيار الذي احتل المرتبة الأخيرة، بنسبة 10% فقط، فهو "بذل المزيد من الجهود للمساعدة في مواجهة التهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها".
ما يقارب نصف المستطلعين يقبلون ببعض الروابط الاقتصادية مع إسرائيل، لكن قلة قليلة تريد تكثيفها
في ما يتعلق بـ"تطبيع العلاقات" بين البحرين وإسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم، أتت النتائج متباينة في أحسن الأحوال. عند سؤال المستطلعين عما إذا كانت "بعض العلاقات التجارية مع إسرائيل" "ستساعد اقتصادنا"، كان رد 40% منهم إيجابيًا. وتُسجَّل هذه النسبة ذاتها تقريبًا في الإجابات على الأسئلة المشابهة جدًا التي تُطرح كل عام منذ توقيع الاتفاقيات في أيلول/سبتمبر 2020. لكن الرأي القائل بأن هذه الاتفاقيات لها تأثير إيجابي على المنطقة بلغ 20% تقريبًا، أي نصف النسبة السابقة. وحافظ مؤخرًا هذا الرقم على ثباته أيضًا، بعد موجة أولية من نسب الموافقة العالية مباشرةً بعد الإعلان عن الاتفاقيات للمرة الأولى.
لكن الأسئلة ذات الصلة التي طُرحت للمرة الأولى في هذا الاستطلاع تُظهر معارضة واسعة النطاق لتوثيق العلاقات مع إسرائيل. فأقليات صغيرة جدًا ليس إلا، أي حوالي 10% أو أقل، تفضل الآن التعاون مع إسرائيل ضد إيران، أو حتى قبول المساعدات الإنسانية الطارئة من الدولة اليهودية. وتعكس هذه الأرقام على الأرجح، إلى حد ما، توقيت استطلاع الرأي خلال شهر رمضان المتوتر في إسرائيل/فلسطين، لذلك سيتم إجراءالمزيد من الاستطلاعات للتأكيد على صحة هذه النتائج.
تظهر أيضًا بعض الآراء الإيجابية تجاه إسرائيل
في الوقت عينه، يميل البحرينيون إلى معارضة النزاع المسلح مع إسرائيل ورؤية بعض الفوائد المحتملة من المظاهرات السياسية الإسرائيلية الحالية. يقول ثلثا المستطلعين (67%) إن "إطلاق حماس صواريخ أو قذائف على إسرائيل من غزة" سيكون له "آثار سلبية على المنطقة". وتتوقع نسبة مشابهة تقريبًا (62%) بعض الآثار الإيجابية لـ"الاحتجاجات الجماهيرية التي ينظمها بعض الإسرائيليين ضد حكومة نتنياهو الجديدة في إسرائيل". وتنقسم الآراء بين إيجابية بنسبة 44% وسلبية بنسبة 54%،بشأن "الاتفاق على حدود بحرية بين لبنان وإسرائيل".
انقسام طائفي حاد حول دور إيران، ولكن معارضة الأغلبية بشكل عام لضربة عسكرية ضدها
تمثل إيران إحدى القضايا التي يكشف بشأنها استطلاع الرأي هذا، كما الاستطلاعات السابقة، عن اختلاف كبير في المواقف بين الأغلبية الشيعية في البحرين والأقلية السنّية الحاكمة. يرى 10% فقط من الفئة الأخيرة أن إيران دولة صديقة، بينما يصنفها الثلثان كمنافسة (27%) أو حتى كعدو (40%). ولكنهذه النسب معكوسة لدى الشيعة في البحرين، إذ أن نصفهم (52%) يصنف إيران كصديقة، وتعتبرها نسبة 42% بشكل أساسي شريكًا أمنيًا أو اقتصاديًا. ولا يقول سوى 4% من الشيعة البحرينيين إن إيران منافسة أو عدو.
لكن الغالبية العظمى من البحرينيين، لدى كل من السنّة (79%) والشيعة (83%)، توافق على هذا الاقتراح الاستفزازي بشكل متعمد: "يُعد توجيه ضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية كبيرة ضد إيران خطرًا للغاية وخطوة سيئة لبلدنا". ولكن من المثير للاهتمام أن الآراء منقسمة داخل المجتمعين حول "إعادة إحياءالعلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران" مؤخرًا. لدى السنّة، يرى الثلثان (66%) أن ذلك سلبي، بينما يقول الثلث (32%) إنه إيجابي. أما لدى الشيعة في البحرين، فتنقسم هذه النسب بالتساوي تمامًا، إذ يقول نصفهم (49%) إنه سلبي، فيما يعتبره النصف الآخر (49%) تطورًا إيجابيًاللمنطقة.
ملاحظة منهجية
يعتمد هذا التحليل على نتائج استطلاع قائم على مقابلاتشخصية مع عينة وطنية تمثيلية عشوائية قوامها 1000 مواطن بحريني. اتبع اختيار العينة إجراءات الاحتمالية الجغرافية القياسية، ما أسفر عن هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3 في المئة. تم إجراء الاستطلاع من قبل شركة تجارية إقليمية تتمتع بدرجة عالية من الكفاءة وذات خبرة وطابع غير سياسي على الإطلاق، وقد أشرف المؤلف شخصيًا على عملها لأكثر من 30 سنة. تم توفير ضوابط صارمة للجودة وضمانات للسرية في كافة مراحل العمل الميداني.