حتى بعد هجمات الحوثيين، تعود ناقلات النفط المرتبطة بروسيا إلى البحر الأحمر
Part of a series: Maritime Spotlight
or see Part 1: Tracking Maritime Attacks in the Middle East Since 2019
يبدو أن مشغلي ناقلات النفط إما يقبلون المخاطر على طريق نقل حيوي أو لم يعودوا قلقين بشأن المنظورات المتعلقة بالصلات السابقة لسفنهم ببريطانيا.
في 11 تموز/يوليو، وفقاً لبيانات الشحن من موقع "MarineTraffic"، كانت ناقلة النفط الخام "أندروميدا ستار" (IMO 9402471) " متواجدة عند المدخل الجنوبي لقناة السويس، قادمة من ميناء "أوست-لوغا" الروسي ومتوجهة إلى آسيا. وما يثير الدهشة هنا هو أن السفينة تعرضت لهجوم بصواريخ باليستية مضادة للسفن أطلقها الحوثيون من اليمن في أواخر نيسان/أبريل (انظر متعقب الحوادث البحرية التابع لمعهد واشنطن). ومع ذلك، على الرغم من هجوم نيسان/أبريل، استمرت السفينة "أندروميدا ستار" في الإبحار في البحر الأحمر نحو السوق الآسيوي، حيث تُعد الهند والصين من العملاء الرئيسيين لموسكو. وفي وقت الهجوم، وصف الحوثيون السفينة بشكل غير دقيق بأنها "ناقلة نفط بريطانية"، ويعود ذلك على الأرجح إلى ارتباطاتها السابقة بشركة مقرها المملكة المتحدة. لكن في الواقع، تخضع السفينة لعقوبات الاتحاد الأوروبي، ومالكها المسجل مقره في جزر سيشيل، وهي جزء من "أسطول مظلم" ينقل النفط الروسي وسط العقوبات الغربية على قطاع الطاقة في موسكو. وتظهر بيانات متعقب الحوادث البحرية التابع للمعهد وبيانات "MarineTraffic" أن الناقلة التي تحمل علم بنما ليست السفينة الوحيدة التي تشارك في نقل النفط الروسي والتي واصلت عبور البحر الأحمر بعد تعرضها لهجوم من الحوثيين. ويمكن لمثل هذه الحالات أن تساعد في توضيح سبب استمرار بعض ناقلات النفط المرتبطة بروسيا في مسارها بعد هجوم من الحوثيين، بينما يتجنب مالكو ناقلات أخرى أو مشغليها مسار خليج عدن/جنوب البحر الأحمر ويبحرون حول جنوب أفريقيا بدلاً من ذلك.
لقد انخرطت العديد من ناقلات النفط التي تشارك في نقل الإمدادات الطاقة الروسية في ممارسات بحرية تخفي تحركاتها، مثل التلاعب ببيانات نظام التعريف الآلي. وقد تم تأكيد تحركات ناقلات النفط المختارة المرتبطة بروسيا التي تتم مناقشتها أدناه من قبل موقع TankerTrackers.com و"قائمة لويدز" (Lloyd’s List) . وكشفت عمليات المراقبة الأولية لـ "قائمة لويدز" أن المسار والسرعة التي تشير إليها إشارات نظام التعريف الآلي الخاصة بالسفن تتوافق مع ظروف الإبحار الطبيعية.
وأكدت TankerTrackers.com، وهي شركة استخبارات بحرية متخصصة في تتبع الأسطول العالمي المظلم للناقلات، أنها رصدت كلتا السفينتين في البحر الأحمر في تموز/يوليو وآب/أغسطس.
"أندروميدا ستار"
في 26 نيسان/أبريل، أشار الحوثيون في بيان إلى أنهم "هاجموا ناقلة النفط البريطانية («أندروميدا ستار») في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وتمت إصابة السفينة بشكل مباشر". ويشكل ذلك أحد الأمثلة العديدة التي توضح كيف اعتمد الحوثيون على بيانات شحن قديمة لاختيار أهدافهم خلال الأشهر الماضية. ووفقاً لإحدى قواعد بيانات الشحن، كانت ناقلة "أندروميدا ستار" مملوكة لشركة "Union Maritime Ltd. " التي مقرها في المملكة المتحدة بدءً من تشرين الأول/أكتوبر 2019 وإلى 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وعندما هاجم الحوثيون الناقلة في 26 نيسان/أبريل، لم يتم الكشف عن المالك الحقيقي الجديد للسفينة، وكان المالك المسجل الجديد هو شركة مقرها في جزر سيشيل، تم تعريفها باسم " Algae Marine Inc. " . وقبل الحادث، كانت "أندروميدا ستار" تشير إلى "عدم وجود اتصال مع إسرائيل"، وفقاً لنظام التعريف الآلي الخاص بها، وهو إجراء اتخذته عدة سفن تجارية لتجنب التعرض لهجوم، على الرغم من أن ذلك ليس فعالاً بصورة دائمة. ووفقاً لبيانات شركة "كبلر"، كانت الناقلة تحمل نفطاً روسياً تم تفريغه لاحقاً في الهند.
وبعد مغادرة الهند، ووفقاً لبيانات "MarineTraffic"، أبحرت "أندروميدا ستار" عائدة إلى ميناء "أوست-لوغا" الروسي عبر البحر الأحمر بعد توقفات في بعض الموانئ الإقليمية، ووصلت إلى هناك في 19 حزيران/يونيو لتحميل شحنة جديدة.
وتشير البيانات المتاحة إلى أن هجوم الحوثيين على السفينة "أندروميدا ستار" في نيسان/أبريل كان قائماً على الاعتقاد بأن السفينة لا تزال لها صلات مع بريطانيا. وعندما تنتقل ملكية سفينة وتتغير أسماؤها بشكل متكرر خلال فترة قصيرة، فقد يُسبب ذلك ارتباكاً، خاصة وأن معلومات المُلكية الجديدة لا تنعكس دائماً على الفور في جميع قواعد البيانات. وربما لم يكن الحوثيون على علم بتغيير المُلكية، أو ربما علموا بذلك ولكنهم قرروا الهجوم عليها بناءً على الصلات السابقة للسفينة ببريطانيا. ولا يمكن استبعاد الاحتمال الثاني لأن الحوثيين هاجموا السفن التجارية بناءً على الروابط السابقة أو مكالمات الموانئ منذ بدء حملتهم البحرية في تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وقد لوحظ نمط مماثل مع سفينة تجارية تعرضت لهجوم في آذار/مارس في البحر الأحمر أثناء نقلها النفط الروسي أيضاً.
"فريدا" ("هوانغ بو" سابقاً)
في 14 آب/أغسطس، شوهدت ناقلة النفط الخام "فريدا" (IMO 9402469) التي تحمل علم بنما وهي تبحر شمالاً في البحر الأحمر باتجاه قناة السويس، بإشارتها إلى "طاقمها الصيني بالكامل" عبر نظام التعريف الآلي الخاص بها. وكانت الناقلة تبحر من مصفاة "جامناجار" الهندية، ولكنها شوهدت سابقاً في محطة "كوزمينو" في أقصى شرق روسيا، حيث يتم تحميل النفط الخام المخلوط الروسي من "شرق سيبيريا - المحيط الهادئ"، وفقاً لبيانات شركة "كبلر". واعتباراً من 21 آب/أغسطس، كانت الناقلة في البحر الأبيض المتوسط بعد أن عبرت قناة السويس وكانت تشير إلى ميناء "بريمورسك" الروسي.
وفي 23 آذار/مارس، أطلق الحوثيون خمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن نحو الناقلة، التي كانت تُسمى في ذلك الوقت "هوانغ بو"، ووصفوها بأنها "سفينة بريطانية"، تماماً كما فعلوا مع "أندروميدا ستار". واستند هذا الهجوم أيضاً إلى معلومات مُلكية قديمة. وكانت الناقلة مرتبطة بشركة Union Maritime Ltd. التي مقرها في المملكة المتحدة من تشرين الأول/أكتوبر 2019 حتى كانون الثاني/يناير 2024، وفقاً لقاعدتي بيانات شحن، بما في ذلك Equasis، لكنها لم تعد مملوكة للشركة عندما وقع الهجوم. وتشير قواعد بيانات الشحن إلى أن المالك المسجل الحالي هو شركة Hera Gam Ltd. ومقرها هونغ كونغ، حيث تتولى شركة مقرها الصين إدارة السلامة والتقنية الخاصة بالسفينة، على الرغم من وجود بيانات متضاربة حول اسمها. وأشارت "القيادة المركزية الأمريكية" إلى السفينة التي تعرضت للهجوم على أنها "ناقلة نفط مملوكة للصين، وتتم إدارتها من قبل الصين".
ووفقاً "للقيادة المركزية الأمريكية"، «هاجم الحوثيون السفينة "إم في هوانج" MV Huang [المعروفة الآن باسم "فريدا"] رغم أنهم صرحوا سابقاً بأنهم لن يهاجموا السفن الصينية». وفي 21 آذار/مارس، قبل بضعة أيام من الهجوم، استشهد تقرير إعلامي بمصادر تشير إلى أن الحوثيين أبلغوا الصين وروسيا بأن سفنهما لن تُستهدف في المنطقة. ولم تستهدف الجماعة اليمنية السفن التجارية التي ترفع علم الصين أو روسيا، وكانت الهجمات على ناقلات النفط التي تحمل النفط الروسي حتى الآن ناتجة بشكل أساسي عن معلومات مُلكية قديمة أو إجراء عمليات تجارية مع إسرائيل من قبل مالك السفينة أو مشغلها (اقرأ المقال التالي المتعلق بـ "الأضواء الكاشفة للبحرية"). على سبيل المثال، وقعت ثلاث هجمات منفصلة هذا الشهر في جنوب البحر الأحمر - ضد السفن "دلتا بلو" (IMO 9601235) و"دلتا أتلانتيكا" (IMO 9419101) و"سونيون" (IMO 9312145). وترتبط جميعها بشركة مقرها اليونان، حيث شوهدت ناقلة نفط واحدة على الأقل قبالة سواحل حيفا في إسرائيل، في 10 تموز/يوليو، وفقاً لبيانات "MarineTraffic" و "كبلر".
إن عبور السفينتين "فريدا" و"أندروميدا ستار" مؤخراً البحر الأحمر رغم الهجمات التي تعرضتا لها في وقت سابق من هذا العام يشير على الأرجح إلى أحد أمرين: إما أن المالكين أو المشغلين يخاطرون بشكل كبير في طريق حيوي لنقل النفط، أو أنهم واثقون من أن قضية الروابط السابقة للسفينتين ببريطانيا قد تم تسويتها وأن بإمكانهم الإبحار بأمان. وإذا تم حل هذه القضية، فربما كان ذلك قد تم من خلال قناة اتصال خاصة مع الحوثيين، رغم أن ذلك سيظل تكهناً إلى أن يتم تأكيده من خلال مزيد من المراقبة لنشاط هذه السفن وغيرها من السفن المماثلة.
اطلع هنا على متعقب الهجمات البحرية.