- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
خيارات الشعب الفلسطيني الصعبة بشأن العنف، وعدم الاستقرار، و"حركة حماس" و"الدولة اليهودية"
وفقًا لاستفتاء أجراه المركز الفلسطيني الموثوق به لاستطلاع الرأي في أواخر شهر أيار/ مايو، يريد ثلث الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة "تصعيد المقاومة ضدّ إسرائيل حتى لو كان ذلك يجعل الحياة أصعب الآن". أمّا الأكثرية فتفضّل خيارات أخرى وهي إبرام اتفاق توفيقيّ مع إسرائيل، أو التركيز على الحياة اليومية أو مجرد الحفاظ على الوضع الراهن. وتُعتبر الاختلافات بين سكان الضفة الغربية وسكان غزة بسيطة نسبيًا، إذ إنّ الأخيرين أقل ميلًا نحو "المقاومة" وأكثر ميلًا نحو التركيز على القضايا اليومية العملية. ويقدّم الجدول أدناه مزيدًا من التفاصيل حول هذه الآراء:
" الآن وعلى المدى القصير، هناك وجهات نظر مختلفة حول النهج الذي ينبغي أن يتّبعه الفلسطينيون تجاه إسرائيل في هذه الأيام. سوف أعرض لكم أربعة أفكار مختلفة حول ذلك، وأخبروني رجاءً أي من هذه الأفكار هي أقرب إلى وجهة نظركم:"
|
الضفة الغربية | غزة |
---|---|---|
ينبغي على الفلسطينيين تصعيد المقاومة ضدّ إسرائيل، حتى لو كان ذلك يجعل الحياة أصعب الآن. | 29.5% | 34.2% |
ينبغي على الفلسطينيين التفاوض على أفضل اتفاق سياسي يمكن التوصل إليه مع إسرائيل، حتى لو تطلّب ذلك تقديم بعض التنازلات. | 25% | 30.2% |
ينبغي على الفلسطينيين التركيز أكثر على القضايا العملية للحياة اليومية، حتى لو كان ذلك يترك المشاكل السياسية من دون حلّ. | 25.4% | 17.7% |
الحالة الراهنة أفضل من أي من هذه الخيارات الأخرى، حتى لو أنّ الأمور ليست بأفضل حال الآن. | 16.9% | 13.1% |
لا رأي | 3.3% | 4.8% |
وفي حين أنّ هذا الجدول يُظهر أنّ أقلية كبيرة تدعم تصعيد "المقاومة"، فتقلّص نتائج أخرى نسبة هذا الرأي. وتريد نسبة أقلّ بكثير أي أقلّ من 20 في المئة، أن توقف "حركة حماس" الهدنة مع إسرائيل. كما تعتقد نسبة أقلّ "اعتقادًا راسخًا" أنه ينبغي على السلطة الفلسطينية الاستمرار في دفع مكافآت للسجناء "بناءً على عقوباتهم أو عملياتهم المسلحة": نسبة 7 في المئة فقط من سكان الضفة الغربية و12 في المئة من سكان غزة.
وتتباين جدًا مواقف الفلسطينيين حول آفاق الاستقرار أو عدم الاستقرار "في خلال السنوات القليلة المقبلة". ويعتقد 15% فقط من سكان الضفة الغربية أنّ "السلطة الفلسطينية ستبقى في السلطة كما هي الآن تقريبًا". وتتوقع نسبة أكبر (25 في المئة) أن يسيطر القادة المحليون على الحكم، وأن تصبح "حركة حماس" أقوى بكثير (20 في المئة)، أو حتى أن تعمّ "فوضى حقيقية" في الضفة الغربية (18 في المئة). ولكن تتوقع أقلية صغيرة فقط (14 في المئة) أن تزداد سيطرة إسرائيل. ويتوقع سكان غزة بنسبة تساوي ضعف النسبة التي يتوقعها سكان الضفة الغربية بأن تستمر سيطرة السلطة الفلسطينية، ولكن هذه وجهة نظر الأقلية في غزة أيضًا وتبلغ 31 في المئة.
وتتماشى هذه التوقعات مع فقدان السلطة الفلسطينية بشكل عام للشعبية والشرعية، كما هو موثّق في استطلاعات أخرى. في هذا الاستطلاع، وعلى الرغم من أنّ أقلية صغيرة فقط تتفق مع "حركة حماس" في الضفة الغربية أو غزة، يقول الثلثَين في كلّ من المنطقتَين إنّه "ينبغي على السلطة الفلسطينية أن تسمح "لحركة حماس" بالعمل سياسيًا وبشكلٍ علني وحرّ في الضفة الغربية". (ويعتقد 28% في المئة من سكان غزة اعتقادًا راسخًا بهذه الطريقة وهي نصف نسبة سكان الضفة الغربية). ولم تتغير هذه الأرقام تقريبًا منذ الاستطلاع السابق أي منذ عامين بالتحديد.
وفي الوقت عينه، تعكس وجهات النظر حول إيديولوجية حماس الرفضية خليطًا معقدًا ومتغيّرًا. ومن المثير للدهشة أنّ الأغلبية الساحقة تقول الآن إنه ينبغي على حماس "التوقف عن الدعوة إلى تدمير إسرائيل، والقبول بدلًا من ذلك بحلّ الدولتَين على أساس حدود عام 1967". ولكن بالنسبة إلى البعض، يبدو ذلك مجرد إجراء تكتيكي. وعلى سبيل المثال، انخفضت إلى حدٍّ ما نسبة سكان الضفة الغربية الذين "لا يعترفون بإسرائيل بأي شكلٍ من الأشكال" في خلال العامين الماضيَين من 43 في المئة إلى 35 في المئة. ولكنها ارتفعت إلى حدٍّ ما في غزة من 49 في المئة في حزيران/ يونيو 2015 إلى 59 في المئة اليوم.
وفي المنطقتَين، كان هناك انخفاض بسيط منذ عام 2015 في نسبة الذين يقبلون "مبدأ دولتين لشعبَين، الشعب الفلسطيني والشعب اليهودي"، حتى لو كان ذلك "قد يساعد على إنهاء الاحتلال". وتبلغ النسبة اليوم 45 في المئة في الضفة الغربية و37 في المئة في غزة. ومع ذلك، تحصل هذه الصيغة على دعم أعلى بكثير من صيغة الاعتراف بإسرائيل "كدولة يهودية" التي بالكاد تسجّل 11 في المئة في الضفة الغربية و7 في المئة في غزة. وإضافةً إلى ذلك، تتّخذ أقلية كبيرة هذا الموقف المحايد أو "غير المبالي": "طالما تمّ إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، فإنني لا أهتم بما تُسمى إسرائيل". وتبلغ نسبة هذا الخيار 28 في المئة في الضفة الغربية و19 في المئة في غزة.