غابرييل إبستين هو مساعد باحث في "مشروع كوريت حول العلاقات العربية الإسرائيلية" في لمعهد واشنطن.
تقارير متعمقة
كررت وسائل الإعلام الدولية والمنظمات غير الحكومية أعداد القتلى التي تنشرها "حماس" دون محاذير، مما أعطى مصداقية للشكوك حول سوء السلوك الإسرائيلي، وأذكى الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وحتى إبادة جماعية.
أسفرت الحرب بين "حماس" وإسرائيل عن دمار لا يمكن إنكاره في مختلف أنحاء قطاع غزة. ولكن منذ أن نفذت الحركة هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ظهرت تساؤلات حول مدى موثوقية أرقام الوفيات التي أبلغت عنها وزارة الصحة التي تديرها "حماس" والكيانات المرتبطة بها. وتشمل المخاوف الرئيسية فشل الحركة في التمييز بين المدنيين والمقاتلين، واستخفافها الواضح في عدد القتلى من الرجال في سن القتال، وما يرتبط بذلك من مبالغة في التركيز على وفيات النساء والأطفال. وتتمتع "حماس" بحوافز غير عادية لتحريف الأرقام على هذا النحو، وقد كررت وسائل الإعلام الدولية والمنظمات غير الحكومية أرقامها دون محاذير، الأمر الذي أعطى مصداقية للشكوك حول سوء السلوك الإسرائيلي وأذكى الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، بل وحتى إبادة جماعية.
في هذه المذكرة السياسية يتتبع غابرییل إبستین تقارير الوفيات في غزة منذ بدء الحرب وحتى تاريخ نشر هذه المذكرة ليكشف كيف أن إحصاءات "حماس" غير متسقة، وغير دقيقة، ويتم التلاعب بها بشكل منهجي للتقليل من عدد الرجال والمسلحين الذين قتلوا. كما يوضح أنه بدون فهم أفضل لتوزيع عدد القتلى في غزة - مهما كان العدد الإجمالي - لا يمكن إصدار أحكام نهائية حول طبيعة الحملة العسكرية الإسرائيلية.