لمحة عامة: "لواء الباقر"
Part of a series: Militia Spotlight: Profiles
or see Part 1: How to Use Militia Spotlight: Profiles
طوّرت الميليشيا السورية "لواء الباقر"، المتمركزة في حلب ودير الزور، علاقة وثيقة فريدة من نوعها مع "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" ونظام الأسد.
الإسم: "لواء الباقر" (على اسم الإمام الشيعي الرابع محمد الباقر)
نوع الحركة:
فصائل من المستوى الثالث تُركز على تنفيذ عمليات عسكرية حركية تتميز بتواتر الهجمات البرية والتفجيرات والهجمات الصاروخية، بما في ذلك الهجمات المتصاعدة ضد القوات الأمريكية. وتتمحور مهمتها الأساسية حول تقديم دعم عسكري واسع النطاق لنظام الأسد في سوريا، لكن الحركة تشارك في الوقت نفسه في جوانب متعددة الأوجه من الحكم والانخراط السياسي وجهود المصالحة القبلية والمبادرات التعليمية للشباب والاستحواذ الاستراتيجي على المحلات التجارية وغيرها من المتاجر.
التاريخ:
تأسس هذا اللواء في عام 2012 خلال المراحل الأولى من الحرب الأهلية السورية، وظهر في محافظة حلب حيث عمِلَ كميليشيا سيئة السمعة موالية للنظام. إلا أن مكانته الدقيقة على صعيد القيادة والسيطرة وعلاقته مع الجيش السوري لم يكونا واضحين طوال تاريخه.
وتجدر الإشارة إلى أن هيمنة أبناء قبيلة البقارة ضمن "لواء الباقر"، هي بفضل الولاء التاريخي لهذه القبيلة لعائلة الأسد.
وعلى الرغم من أن معظم عناصر اللواء هم من السنّة، إلّا أنه يضم عدداً كبيراً من المقاتلين المتأثرين بالإسلام الشيعي أو الذين اعتنقوه. وتُسلّط علاقاته الوثيقة مع الكيانات الشيعية مثل "حزب الله" اللبناني وإيران والميليشيات الشيعية العراقية الضوء على دوره في الديناميكيات الإقليمية الأوسع نطاقاً.
وتتعاون هذه الميليشيا بشكلٍ وثيقٍ مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية السورية، وتؤدي دوراً محورياً في التوسط في النزاعات بين الفصائل المتنافسة في حلب. وأحد الأمثلة الجديرة بالملاحظة هو نجاحها في تحقيق المصالحة بين العشيرتين النافذتين أبو راس والبري.
وشكّل إعلان "لواء الباقر" الجهاد ضد القوات الأمريكية والتركية في سوريا في عام 2018 خطوة جريئة أدت إلى حصول مواجهات مع كلا البلدين، مما أظهر استعداد اللواء لمواجهة أعداءٍ من خارج نطاق المعارضة السورية وتنظيم "الدولة الإسلامية".
كما شارك اللواء في تدريب جماعات مسلحة أخرى موالية للنظام، مما ساهم في جهود بناء قدراتها. بالإضافة إلى ذلك، يسلّط الدور الذي يؤديه اللواء في حراسة بعض الأصول الاستراتيجية مثل مطارات حلب، الضوء على مسؤولياته المتنوعة.
الأهداف:
يتمثل الهدف الشامل لـ "لواء الباقر" بالعمل كميليشيا سنّية ذات قيمة تساعد نظام الأسد والمصالح الإيرانية في سوريا. أما خدمة مصالح قبيلة البقارة وطرد الوجود الأمريكي و"قوات سوريا الديمقراطية" من دير الزور، فهما هدفان ثانويان.
تسلسل القيادة:
خالد الحسن وحمزة الحسن: قائد "لواء الباقر" هو الحاج خالد الباقر، المعروف أيضاً باسم خالد الحسن والملقَّب بـ"حامي حلب". وُلد الباقر ونشأ في منطقة حلب، وأدى مع شقيقه الأصغر الحاج حمزة الباقر (المعروف أيضاً باسم حمزة الحسن) دوراً محورياً في تأسيس اللواء ونموه. ويدّعي الأخوان أن الدافع وراء ذلك هو مقتل والدهما وشقيقهما الأكبر علي على يد قوات المعارضة السورية خلال الحرب الأهلية. ويشرف حمزة على فرقة القناصة الخاصة في "لواء الباقر"، كما أنشأ فرقة الرد السريع التابعة له.
النظام السوري: يختلف "لواء الباقر" عن مجموعة الميليشيات المصنفة رسمياً كجزءٍ من "قوات الدفاع المحلي" التابعة للنظام في منطقة حلب. لكن من الواضح أنه يحظى بدعم نظام الأسد كما يدعمه أيضاً.
"الحرس الثوري الإسلامي الإيراني": تشير أدلة كثيرة إلى أن "لواء الباقر" يتلقى أيضاً دعماً مباشراً من "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإسلامي الإيراني"، بما في ذلك الأسلحة والتدريب العسكري منذ عام 2018 على الأقل. وثمة لقاءات موثقة حصلت بين قيادات "لواء الباقر"، لا سيما خالد الحسن، وقائد "فيلق القدس" الراحل قاسم سليماني. كما عمل الحسن على ترويج ولاية الفقيه (المبدأ الذي يمنح السلطة للمرشد الأعلى في إيران) والتأثير على التركيبة الديموغرافية لدير الزور وحلب.
علاقات التبعية:
"قوات الدفاع المحلي": يتعاون "لواء الباقر" بشكلٍ وثيقٍ مع كادر من الميليشيات في "قوات الدفاع المحلي"، بما فيها "كتيبة النيرب المهام الخاصة"، و"فوج السفيرة"، و"فوج نبل والزهراء".
"حزب الله" اللبناني: تلقّى "لواء الباقر" تدريباتٍ من "حزب الله" في لبنان، وقام خالد الحسن بتوثيق اجتماعات مع قيادات الحزب، ومن بينهم حسن نصر الله. ويجدر بالذكر أنه وشقيقه حمزة يدّعيان المشاركة في حرب "حزب الله" ضد إسرائيل في صيف عام 2006. وتشير مصادر أخرى إلى أن علاقة "لواء الباقر" مع "حزب الله" بدأت في عام 2012.
"حركة حزب الله النجباء": وفقاً لموقع "السورية"، أنشأت "قوات الدفاع المحلي" "لواء الباقر" في عام 2015 بهدف العمل تحت قيادة "حركة النجباء"، وهي منظمة أجنبية مصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية، ومقرها في العراق. وهدفت هذه المهمة إلى تسهيل اعتناق أفراد القبائل السنّية المذهب الشيعي وتأييد الأيديولوجية الثورية التوسعية التي تتبناها إيران. وتشير التقارير أيضاً إلى أن هذه الجماعة تلقّت في سنواتها الأولى الأسلحة والدعم من "حركة النجباء"، بما في ذلك راتب شهري قدره 25 ألف ليرة سورية لكل عضو ومقاتل.
الحوثيون: تمتد علاقات التبعية لـ"لواء الباقر" إلى حركة المتمردين الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، كما يتضح من خلال الدعم العلني المتبادل لبعضهما البعض.
جماعات قبيلة البقارة: في عام 2017، نظمت الميليشيا عملية المصالحة مع الشيخ نواف راغب البشير، وهو زعيم في قبيلة البقارة كان يدعم سابقاً المعارضة السورية لكنه تحالف لاحقاً مع نظام الأسد. وبعد ذلك، انتقل البشير إلى دمشق، حيث هاجم لفظياً الولايات المتحدة و"قوات سوريا الديمقراطية"، وبدأ بمناقشة خططٍ لتشكيل "جيشٍ من القبائل" لاستعادة دير الزور بمساعدة إيران.
العناصر التابعة:
حظي عمر حسين الحسن، وهو سياسي سوري مستقل تَرَشّح للانتخابات النيابية في عامَي 2016 و 2021، بدعمٍ كبيرٍ من "لواء الباقر" وصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي.
ينشط "لواء الباقر" على "فيسبوك"، حيث لديه صفحة رئيسية بالإضافة إلى عدة صفحات أخرى تحمل الاسم نفسه ولكن تختلف فيها الصورة الشخصية وتهجئة الاسم بالعربية. ولديه أيضاً صفحة باسم "محمد هنداوي"، يبدو أنها تنشر الدعاية للّواء ولكن كجهة تابعة بقوة لـ"حزب الله" اللبناني.
وفي الفترة من أيلول/سبتمبر إلى تشرين الأول/أكتوبر 2023، شارك "لواء الباقر" بنشاط في عمليات الخطوط الأمامية في قرى ريف حلب الجنوبي التي تخضع بوضوح لسيطرة نظام الأسد والميليشيات التابعة له. ويحتفظ اللواء أيضاً بنقاط تفتيش عسكرية داخل مدينة حلب نفسها، وأنشأ مرافق للتدريب المتخصص في عدة قرى من بينها تل شغيب وعسان وعين عيسى وتركان. وفي عام 2020، أدرجت صحيفة "القدس العربي" لائحة بأسماء الوحدات العسكرية التابعة لـ"لواء الباقر"، وهي "«كتائب التدخل السريع»، و«كتيبة حاج شيرو»، و«كتيبة حاج حميد»، و«كتيبة الأشرفية»، و«كتيبة الشرق»، و«كتيبة الشمال»، و«كتيبة حندرات»، و«كتيبة دير الزور»، و«كتيبة 313»، و«قوة المهدي»، و«كتيبة السفيرة»، و«كتيبة تركان»".