«سرايا أبابيل» تتبنى الهجوم بالطائرات المسيّرة والصواريخ في بغداد
أعلنت جماعة واجهة صغيرة مسؤوليتها عن هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على مطار بغداد هذا الأسبوع، ويشير ذلك إلى عودة إلى استراتيجية الواجهة التي تنتهجها "المقاومة" وإلى دور لـ «عصائب أهل الحق» في التصعيد الأخير.
في 7 كانون الثاني/يناير 2022، أعلنت «سرايا أبابيل» مسؤوليتها عن هجومين بطائرتين بدون طيار وهجوم صاروخي واحد على مواقع أمريكية في مطار بغداد. وتمّ تقديم هذا الادعاء عبر مقطع فيديو ومنشور على منصة "تلغرام" صدر أولاً عن "صابرين نيوز" (الشكل 1). وتضمّن الفيديو تبني مزاعم عن طائرات مسيرة في 4 و 5 كانون الثاني/يناير 2022 وادعاء بهجوم صاروخي باستخدام صاروخين من عيار 240 ملم في 4 كانون الثاني/يناير.
ملخص الوقائع
1. نشرت "صابرين نيوز" مقطع الفيديو في الساعة 09:43 بتوقيت بغداد في السابع من كانون الثاني/يناير 2022. وقد أُعيد نشر الفيديو من قبل العديد من قنوات "المقاومة" على منصة "تلغرام"، في حين اختارت القنوات الرئيسية لـ "كتائب حزب الله"، بما فيها "الوحدة 10000" و"كاف" وغيرها، الصمت.
2. حمل الفيديو شعار «سرايا أبابيل». وأشار تعليق "صابرين" إلى أن الفيديو يُظهر عبارة "عمليات ثأر القادة - استهداف [القوات الأمريكية في مطار بغداد] بواسطة طائرتين مسيرتين من طراز "مراد-5" ثابتة الجناحين من قبل جماعة غير معروفة تُطلق على نفسها اسم «سرايا أبابيل»".
3. استُخدمت تسمية «سرايا أبابيل» لأول مرة كإسم "واجهة" في 1 أيلول/سبتمبر 2021. وقد تبنت الجماعة في وقت سابق مسؤوليتها عن هجمات على قوافل أمريكية في مقطع فيديو يحمل نفس شعار «سرايا أبابيل» الذي يظهر في مقطع فيديو من السابع من كانون الثاني/يناير 2022.
4. ترتبط الجماعة بإحدى قنوات "تلغرام" التي تحمل اسم "ردع" التي أُنشئت في 1 أيلول/سبتمبر 2021. وتم إطلاق بث هذه القناة ببيان صريح مفاده أنها تأسست من أجل بثّ أخبار «سرايا أبابيل».
5. بثّت قناة "ردع"، على مرّ تاريخها الإعلامي، عدداً من المواد التي تشير إلى تقارب مع "عصائب أهل الحق"، بما في ذلك مقطع فيديو يُظهر قدرات صاروخية لـ «عصائب أهل الحق».
التحليل
تشير أدلة محدودة إلى أن «سرايا أبابيل» هي "جماعة واجهة" تديرها «عصائب أهل الحق». وكبدايةً، إن "أبابيل" هو اسم ذخيرة مرتجلة مدفوعة بالصواريخ من صنع «عصائب أهل الحق». وكان قد تمّ الكشف عنها في عام 2015 من قبل زعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي (الشكل 2).
قناة "تلغرام"
ظهرت تسمية «سرايا أبابيل» للمرة الأولى في 1 أيلول/سبتمبر 2021. ففي ذلك اليوم، تم إنشاء قناة على منصة "تلغرام" تحت اسم "ردع". وجاء في أول تعليق صادر عن القناة ما يلي:
"على بركة الله تنطلق منصة ردع لأعلام محور الجهاد والمقاومة ببث إصدار للمقاومة الإسلامية في العراق".
سرايا أبابيل (الشكل 3).
وبعد حوالي ساعة، نُشر على قناة "ردع" مقطع فيديو يُظهر هجمات مزعومة على قوافل في بغداد والفلوجة ومحافظة صلاح الدين (الشكل 4). ويشير هذا بوضوح إلى أن "ردع" هي منصة على "تلغرام" أُنشئت للترويج لجماعة «سرايا أبابيل».
الشعارات
لكل من "ردع" و«سرايا أبابيل» شعار فريد (الشكل 5). ويختلف تصميمهما للغاية عن شعارات "المقاومة" الاعتيادية (التي تتضمن عناصر مماثلة لشعار «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني). فشعارا "ردع" و«سرايا أبابيل» دائريان، يرد فيهما اسم كل جماعة في الوسط باللون الأحمر. ويبدو أن الشكل الدائري في كلا الشعارين يمثل ساعة أو هدفاً، مع شعيرات متصالبة/علامات ساعة حول الحواف. (من الممكن أن يكون قد تمّ اختيار هذا التصميم بسبب نشر الجماعتين العدّ التنازلي للموعد النهائي المحدد لمغادرة القوات الأمريكية العراق في 31 كانون الأول/ديسمبر 2021). ويتضمن كلا الشعارين أيضاً أشكالاً منمطة تمثل أجنحة طائر، في إشارة على ما يبدو إلى طيور «الأبابيل» - الطيور المعجزة التي وفقاً للقرآن الكريم حمت الكعبة المشرفة في مكة المكرمة من جيش كان يعتزم تدميرها ورمته بحجارة من سجيل.
محتوى قناة "ردع"
يتعلق عدد من منشورات قناة "ردع" حول "المقاومة" العراقية بـ «عصائب أهل الحق». وتتضمن هذه المنشورات مقطع فيديو حول نموذج "أبابيل" للذخائر المرتجلة المدفوعة بالصواريخ الذي تصنّعه «عصائب أهل الحق»، والذي نُشر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 (الشكل 6).
في مقطع فيديو آخر نُشر في 3 أيلول/سبتمبر 2021، ظهرت مجموعة من مقاتلي «عصائب أهل الحق» في سوريا وهم يقرأون تلاوات إسلامية (الشكل 7). وقد عرّفتهم قناة "ردع" على أنهم "إخوة زينب"، وهو الإسم الذي يُطلقه مقاتلو «عصائب أهل الحق» في سوريا على أنفسهم، حيث يستشهدون (إلى جانب ميليشيات مقاومة عراقية أخرى) بحماية مقام السيدة زينب (شقيقة الإمام الحسين) في دمشق كأحد الأسباب الرئيسية لنشر قواتهم في سوريا.
ولا تنشر قناة "ردع" بانتظام، ولكنها لم تذكر في منشوراتها مطلقاً جماعات رئيسية أخرى من "المقاومة" العراقية مثل «كتائب حزب الله» أو «حركة النجباء».
الاستنتاجات الأولية
- عودة محتملة إلى استراتيجية الواجهة. للمرة الثانية خلال أسبوع يُعزى تنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ إلى جماعات واجهة للإدعاء بأنها شنت هجوماً بنيران غير مباشرة على مواقع أمريكية (علماً بأن المرة الأولى كانت عندما زعمت "قاصم الجبارين" تنفيذ هجوم صاروخي على "قاعدة الأسد الجوية" في 5 كانون الثاني/يناير 2022). وفي حين كان استخدام جماعات الواجهة لتبنّي مثل هذه الهجمات ممارسة شائعة في الماضي، إلّا أن ذلك قد تراجع خلال النصف الثاني من عام 2021، وقد تشير المزاعم الأخيرة إلى العودة إلى استراتيجية "المقاومة" القائمة على استخدام جماعات واجهة للإعلان عن الهجمات وتجنب العمليات الانتقامية.
- من المرجح أن تكون «سرايا أبابيل» مرتبطة بـ «عصائب أهل الحق». يستند هذا الاستنتاج إلى الروابط بين محتوى القناة الإعلامية لـ «سرايا أبابيل» و «عصائب أهل الحق»، وعدم الاكتراث الذي أظهرته قنوات «كتائب حزب الله» بمزاعم هجوم «سرايا أبابيل» (على سبيل المقارنة، روّجت قنوات «كتائب حزب الله» أيضاً ادعاء «قاصم الجبّارين» على نطاق واسع). وفي حين أن هذا لا يمنع تنفيذ الهجوم من قبل جماعة أخرى، إلا أنه يشير إلى دور محتمل لـ «عصائب أهل الحق» في عمليات المعلومات ذات الصلة - يُذكر أنه سبق لـ "الأضواء الكاشفة للميليشيات" أن أبلغت عن نشاط مماثل لـ «عصائب أهل الحق».
- الفيديو هو جزء من جهود أوسع نطاقاً ترتبط بعمليات المعلومات والمعلومات المضللة. يدّعي بوضوح مقطع الفيديو الذي نُشر في 7 كانون الثاني/يناير أن الهجوم بطائرة مسيرة الذي استهدف مطار بغداد وقع في 4 كانون الثاني/يناير 2022. وقد زعمت بعض قنوات "المقاومة" الإعلامية أن طائرات بدون طيار استهدفت مطار بغداد في 4 كانون الثاني/يناير، ولكن لم يتمّ تأكيد هذه المزاعم من خلال أي أدلة (تمّ إسقاط طائرتين مسيرتين بالقرب من "قاعدة الأسد الجوية" في الأنبار في ذلك التاريخ، كما تمّ إطلاق أربعة صواريخ قصيرة المدى من عيار 240 ملم على مطار بغداد ليل 4 كانون الثاني/يناير). ومع ذلك، تم إسقاط طائرتين مسيرتين أيضاً بالقرب من مطار بغداد في 2 كانون الثاني/يناير. ويبدو ان الطائرات بدون طيار التي ظهرت في مقطع الفيديو المنشور في 7 كانون الثاني/يناير تتطابق مع صور الهجوم الفاشل المنفذ في 2 كانون الثاني/يناير. ومن المحتمل أن "المقاومة" تستخدم تاريخ 4 كانون الثاني/يناير لتظهر أن هجوماً واحداً على الأقل من الهجمات التي نفذتها بطائرات مسيرة تكلل بالنجاح، في حين أنه في الواقع تم التصدي بنجاح لجميع الطائرات المسيرة ذات الأجنحة الثابتة.