- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
تحديد أسباب تفاؤل الأكراد حيال إدارة بايدن: تركيا وإيران
في حين تتعامل الولايات المتحدة مع العلاقات الصعبة في تركيا وإيران، يمكن أن يصبح الأكراد في كلا البلدين شركاء مهمين لها.
في مختلف أنحاء المنطقة، يتطلع الأكراد إلى تولي بايدن الرئاسة. فالكثيرون يعلقون آمالًا كبيرة إذ يرون في بايدن الرئيس الأمريكي الأكثر دعمًا للأكراد حتى يومنا هذا. ومع تجدد التفاؤل حيال التعاون مع الولايات المتحدة، يبدو أن فرص التحرك متاحة خلال عام 2021، رغم أن فهم مشهد الشؤون الكردية في المنطقة سيكون أساسيًا لأي تعاون مستقبلي. وبالتزامن مع تقصي الأوضاع والمجال المحتمل أمام تعزيز التعاون مع الهيكليات الكردية المستقلة في العراق وسوريا المناقشة في المقال السابق، من المهم أيضًا استعراض آمال وتوقعات الأكراد الأقل استقلالًا إنما المهمين في تركيا وإيران.
تركيا
يعيش الأكراد في تركيا في وضع بائس بالمقارنة مع نظرائهم في سوريا والعراق. فقد تمّ حجب صوتهم السياسي أكثر فأكثر من المشهد السياسي الوطني، وأي شكل من أشكال الحكم الذاتي يبقى مجرد حلم. وعليه، فهم يسعون إلى التوصل إلى حلول لمسائل الانتهاكات التركية لحقوق الإنسان وإعادة الديمقراطية إلى المنطقة وإحلال السلام بين "حزب العمال الكردستاني" والحكومة التركية.
وخلال السنوات الأربع الماضية، انتهز أردوغان صمت إدارة ترامب كفرصة لتصعيد حدة سياسات القمع والترهيب بحق الأكراد في تركيا. وبهدف منع الأكراد من المطالبة بحقوقهم السياسية، أقدمت السلطات التركية على قمع ومنع الأنشطة الثقافية الكردية، واستهدفت تعليم اللغة الكردية وأحدثت تغييرًا ديمغرافيًا إثنيًا في المناطق الكردية من خلال نشاط عسكري، كما اعتقلت الناشطين الأكراد، وغالبًا ما قامت بتعذيبهم قبل ترك العديد منهم يموتون في مراكز الاعتقال.
وفي إطار سياسة القمع هذه، اتخذ أردوغان إجراءات صارمة بحق "حزب الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد ومناصريه، وتمّ سجن نحو 12 من أعضائه منذ العام 2016 بتهم الإرهاب وإقامة علاقات مع "حزب العمال الكردستاني" المحظور. ومن بين قادة الحزب المسجونين، صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشترك السابق للحزب وأحد أكثر الشخصيات العامة الكردية شعبيةً في تركيا. وخلال السنة الماضية تحديدًا، اعتمدت السلطات التركية أسلوب الإهمال مستغلةً جائحة كورونا كوسيلة للتخلص من الأكراد، من خلال عدم تقديم الرعاية الصحية للمواطنين الأكراد أو المساعدة الطبية لهم.
وعلّق كاني غلام، ناشط سياسي يتخذ من واشنطن العاصمة مقرًا له ومدير شبكة المعلومات الأمريكية-الكردية (أكين)، قائلًا "يريد أكراد إقليم كردستان الشمالي السلام. ويريدون أيضًا أن يمثلهم نوابهم بدلًا من أن يقضوا عقوبة في مختلف السجون التركية. فقد تمّ اعتقال صلاح الدين دميرتاش عندما انتُخب دونالد ترامب رئيسًا. ولا يزال قابعًا في السجن في وقت يوشك فيه جو بايدن على أن يخلفه في البيت الأبيض".
بهذه الطريقة، يكون أردوغان والحزب الحاكم قد لجآ إلى تكتيكات سياسية عنصرية ضد الأكراد بغية عزل "حزب الشعوب الديمقراطي" وإبقاء أكراد تركيا بعيدين عن التحالفات مع أحزاب معارضة أخرى في البلاد. ومنذ أن خسر "حزب العدالة والتنمية" برئاسة أردوغان السلطة في كافة المدن الكبرى تقريبًا خلال الانتخابات المحلية العام الفائت، تمّ طرد 59 من أصل 65 رئيس بلدية تابعين لـ"حزب الشعوب الديمقراطي" شرق تركيا من مناصبهم. ورغم كل هذه الوقائع، وصف ترامب نظيره التركي بالرجل العظيم وبصديقه المقرّب، كما أن الولايات المتحدة لم تحرك ساكنًا للدفاع عن حقوق الإنسان في تركيا خلال عهد إدارة ترامب.
وعليه، فإن أكراد تركيا منفتحون على إقامة علاقة جديدة مع إدارة بايدن، ولا سيما بعد خطابه بشأن تعزيز حقوق الإنسان. وقد أخذ "حزب الشعوب الديمقراطي" التركي الموالي للأكراد المبادرة من خلال تهنئة بايدن وكامالا هاريس، معتبرًا أن نجاحهما في الانتخابات هو انتصار للديمقراطية الأمريكية. وفي بيان صدر بعد فوز بايدن غير الرسمي، قال الرئيسان المشتركان للحزب بارفين بولدان ومدحت سانجار: "نأمل ونتوقع أن تمنح السياسات الأمريكية في عهدك الأولوية وتعزّز أجندات الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والعدالة الاجتماعية-الاقتصادية والمساواة بين الجنسين والمقاربة البيئية لتغير المناخ إضافة إلى سياسة خارجية أخلاقية وسلمية".
وتمثل تركيا وضعًا سياسيًا حساسًا يتطلب تحركًا ذكيًا في سياق تدهور العلاقات الأمريكية-التركية في الآونة الأخيرة وسياسات أردوغان العدائية تجاه المصالح الأمريكية ومصالح حلف "الناتو". وإذا ما التفت تركيا بعيدًا عن الولايات المتحدة وتوجهت نحو إيران وروسيا، سيصعب على بايدن إقناع أردوغان بالتخفيف من موقفه العدائي والاصطفاف من جديد مع حلفائه في "الناتو". وبالتالي، من المهم أن تستخدم الولايات المتحدة كافة ميزاتها الناعمة والقاسية عند التعامل مع حكومة أردوغان. وقد تشمل هذه الميزات العقوبات الاقتصادية الذكية، وبخاصةٍ على فريق أردوغان وحزبه إضافةً إلى إيلاء أهمية أكبر لانتهاكات حقوق الإنسان. ومن شأن هذا التركيز على انتهاكات حقوق الإنسان أن يستفيد من العلاقات والاتصالات المتينة مع أكراد تركيا للخروج باستراتيجية مفيدة تدفع بهم إلى تحقيق تطلعاتهم السياسية في تركيا ديمقراطية وليس إسلامية.
ويتمثل مشروع استراتيجي آخر على صعيد التعامل مع أكراد تركيا في ترتيب حوار بين الحكومة التركية و"حزب العمال الكردستاني" يكون هدفه الأمثل تحقيق السلام بين الجهتين الفاعلتين المتناحرتين. ورغم كونها متأرجحة، مرّت فترات شهدت تراجعًا في العدائية بين الطرفين، ومن شأن العلاقات الودية بين "حزب العمال الكردستاني" وتركيا أن تقوّض قدرة أردوغان على استخدام تهمة الإرهاب بحق الخصوم الأكراد، وهو المبرر الذي يخوّل حكومته التدخل في الشؤون السورية والعراقية. كما يمكن أن يكون دعم الجهود السياسية الكردية الشرعية عاملًا أساسيًا في سياسة أمريكية أشمل تتحدى طموحات أردوغان الخطيرة لصالح الديمقراطية والحكم العادل وتراجع حدّة العدائية الدولية في السياسات التركية.
ويؤكّد كاني غلام، ناشط سياسي يتخذ من واشنطن العاصمة مقرًا له ومدير شبكة المعلومات الأمريكية-الكردية (أكين)، شأنه شأن أكراد آخرين، أن الرئيس المنتخب بايدن يعرف الأكراد وأن الرئيس أردوغان على خلاف معهم. ولهذا السبب، يتوقّع كاني أن يجعل بايدن من حقوق الإنسان في تركيا معيارًا مهمًا في سياسته الخارجية، حتى وإن لم يواجه الرئيس أردوغان مباشرةً؛ "لن نكون مطلعين على البرقيات الدبلوماسية بين واشنطن وأنقرة، ولكن لا شك ستتضمن إشارات إلى البرلمانيين الأكراد المسجونين أو رؤساء البلدية الأكراد المطرودين منهم. ويُعتبر ذلك تقدمًا مقارنةً بتبجج الرئيس ترامب بالعلاقة الجيدة التي تجمعه مع الرئيس أردوغان. في المقابل، لم يعتد بايدن مدح الشخصيات المتسلطة. في الواقع، هو يفضل تحديهم، كما فعل مع ميلوشيفيتش. وللأسف، يتصرف الرئيس أردوغان مثل ميلوشيفيتش. وما لم يتغيّر، أتوقّع علاقة أكثر برودةً بين الرئيسين".
إيران
بخلاف تركيا، يعيش الأكراد في إيران في بلد كانت تجمعه علاقة عدائية للغاية مع الولايات المتحدة– علاقة يسعى بايدن إلى معالجتها من أجل استئناف الاتفاق النووي. وتجهد الأقلية الكردية في إيران من أجل التوصل إلى وضع مشابه لذلك السائد في كردستان العراق– إقليم يتمتع بحكم ذاتي ضمن دولة اتحادية تعترف بهوية الأكراد وتحترم حقوقهم الاجتماعية والسياسية. في الوقت الراهن، يمارس النظام الإيراني القمع والاضطهاد بحق الأكراد في الجمهورية الإسلامية. ويلجأ النظام إلى الاعتقالات الاعتباطية وأحكام الإعدام والتعذيب والتغير الديمغرافي القسري في المناطق الكردية إضافةً إلى غياب الخدمات والتنمية من أجل قمع شعبها الكردي.
لهذا السبب، ونظرًا إلى خيانة ترامب للأكراد في سوريا، فقد الأكراد في إيران ثقتهم وأملهم في إدارة ترامب. وفي هذا السياق، أخبرني صلاح بايزيدي، الممثل الأميركي لحزب "الكوملة" أنه "هذا العام يصادف الذكرى الإحدى والأربعين للثورة الإسلامية في إيران، حين أسقط المحتجون في الشوارع حكومة الشاه وصادر رجال الدين الإيرانيون الثورة من الشعب. وبعد ذلك، كما في السنة السابقة، يتصدى الشعب الكردي في إيران للإسلاميين الذين استلموا السلطة عام 1979 ويتظاهرون ضدّ رجال الدين في أرجاء المناطق الكردية في البلاد، بما فيها مدن على غرار مريوان وسنندج وكرمانشاه وجوانرود. ولطالما كان أكراد إيران في الصفوف الأمامية لمواجهة وحشية النظام وقمعه لشعبه. فالنظام متورط في حروب ويدعم الإرهاب ضد الولايات المتحدة ويطوّر برامج صواريخ نووية وبالستية ويتسبب بمقتل الملايين من الإيرانيين وغير الإيرانيين على السواء".
ويأمل الأكراد في إيران أن يولي بايدن أهمية لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران ويراجع الاتفاق النووي وعيوبه. وعليه، يقدّم بايزيدي بعض الاقتراحات: "حين أقدمت إدارة أوباما كجزء من "مجموعة الخمس زائد واحد" على توقيع "خطة العمل الشاملة المشتركة"، المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني في 14 تموز/يوليو 2015، لم نعترض كأكراد في إيران ولكننا حذرنا المجتمع الدولي من شوائبها وعيوبها. فالاتفاق لم يشمل انتهاكات حقوق الإنسان الهائلة في إيران وسياسة الإرهاب المدمرة للمنطقة برعاية الدولة ولا حتى تطوير برنامج صواريخ بالستية. وبصفته نائب رئيس سابق، شارك الرئيس المنتخب جو بايدن في الاتفاق النووي الإيراني وكان من دون شك مدركًا لحساسية هذه المسألة وللعيوب التي شابت الماضي وكيفية التعامل مع إيران في عهده الرئاسي القادم. وفي حال وجود أي مفاوضات مع إيران، نأمل نحن الأكراد أن ينظر في مناقشة انتهاكات حقوق الإنسان وقمع الأقليات الإثنية والدينية، بما فيها الأكراد، مع تلك الدولة. كما نأمل ألا يغيب عن بال الإدارة الجديدة أن الكثيرين من الخبراء في الشؤون الإيرانية يعتقدون أن الجمهورية الإسلامية هي واحدة من آخر إمبراطوريات العالم الحديث ذات التركيبة الفسيفسائية المتعددة الإثنية والمتعددة الأديان. ولا يجب أن يكون إبرام صفقة مع إيران على حساب التغاضي عن سياسات النظام الاستبدادية وانتهاكاته الفادحة لحقوق الإنسان". وعلى الرغم من خوف الأكراد من المستقبل، لا يزال السؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: هل سيتحرك بايدن لصالح الأكراد في إيران؟
على نحو مماثل، أظهر الأكراد الإيرانيون استعدادًا كبيرًا للتعاون مع المسؤولين الأمريكيين وعلقوا آمالًا كبيرة على إدارة بايدن. وكان الأكراد في إيران توقعوا أن تولي إدارة ترامب أهمية لشؤونهم وأن تتعاون مع الأحزاب السياسية الكردية لتحقيق المصالح المشتركة في وجه النظام. وبالفعل، عُقدت اجتماعات بين قادة سياسيين أكراد إيرانيين ومسؤولين أمريكيين في العام 2018 في واشنطن. فضلًا عن ذلك، كان حزب "الكوملة" الكردي الإيراني ناشطًا في واشنطن والتقى مسؤولين ودبلوماسيين في إدارة ترامب خلال كانون الأول/ديسمبر 2019 "من أجل تمتين العلاقات التعاونية وتوطيدها مع الحكومة الأمريكية"، استنادًا إلى ملفات ضغط تمّ الكشف عنها مؤخرًا. غير أن ترامب ومستشاريه ألغوا فكرة التعاون مع الأكراد الإيرانيين بسبب سياسة إدارته الرامية إلى احتواء إيران والسعي إلى تجنّب الإضرار بأي دبلوماسية محتملة مع إيران.
وفي مقابلة مع الكاتب، صرّح صلاح بايزيدي، الممثل الأميركي لحزب "الكوملة" قائلًا "أعلم أنه متى استلم الرئاسة، سيرث الكثير من المشاكل المحلية والدولية الكبيرة ومن بينها سياسة الولايات المتحدة الخارجية التي تنتهجها في الشرق الأوسط. وكما سبق وناقشنا، فإن سجله وإلمامه بالمسألة الكردية في الماضي، يعتبران بادرة أمل للأكراد عمومًا، ولكن حين يتعلق الأمر بتطبيق تلك السياسات الموالية للأكراد، قد يكون الأمر بعيد المنال. نأمل أن تلاحظ الإدارة الجديدة أن أكراد إيران وأحزابهم السياسية بقوا ناشطين في الحركات المعارضة في البلاد ضد النظام وأيدوا التغيير الديمقراطي في إيران منذ 1979. وكان الأكراد قد حضوا الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من أجل المطالبة بأن تستند السياسات الإيرانية المحلية والخارجية إلى التعايش السلمي والتعاون الدولي والإقليمي. وأضاف بايزيدي، انه وفي وقت تواجه فيه الحكومة الأمريكية وجود إيران باعتبارها جهة معتدية في المنطقة في أماكن على غرار العراق وسوريا واليمن، من المهم أكثر من أي وقت مضى التأكيد على ضرورة أن تضع إيران حدًا لسلوكها المهدد في العالم وبحق شعبها، من خلال وقف أنشطتها النووية، من جملة أمور أخرى".
وفي ظل فوز بايدن، عاد الأمل لنفوس الأكراد في إيران. وقال بايزيدي في هذا السياق، "خلال مناقشتنا التاريخ أعلاه، لاحظنا أن الرئيس المنتخب جو بايدن من أكثر الشخصيات الملمة بالنضال الكردي، ووفقًا لبعض المعايير، هو أحد أكثر السياسيين الأمريكيين الموالين للأكراد سواء بصفته سيناتورًا أو نائب رئيس وربما رئيسًا في المستقبل. فقد زار "إقليم كردستان إيران" بصفته رئيس "لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي" ونائب رئيس سابق؛ وعليه، يجعله هذا السجل متميزًا من بين العديد من السياسيين الآخرين الموالين للأكراد. مع ذلك، لم نره يومًا يناقش أو يتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان بحق الأكراد القائمة منذ فترة طويلة ومعاناة هذا الشعب في إيران المستمرة لغاية يومنا هذا على الأقل".
هذا وتُعتبر إيران وضعًا سياسيًا حساسًا على نحو مماثل تتمتع بفرص مشابهة متاحة لأي تعاون أمريكي-كردي. فلدى الولايات المتحدة الكثير لتربحه من التعاون مع أكراد إيران على صعيد السياسة الخارجية إزاء الجمهورية الإسلامية. فالأكراد الإيرانيون يمثلون القوة العسكرية السياسية وغير الحكومية الأهم والأقوى داخل إيران. ومن أجل الاستفادة من حليف قيّم إلى هذه الدرجة ليكون مصدر ضغط ضد النظام الإيراني، على الولايات المتحدة التركيز على انتهاكات حقوق الإنسان بحق الأقليات في إيران، ولا سيما الأكراد. ومن شأن دعم الأكراد الإيرانيين أن يقدم ميزة أكبر وسط سعي أمريكا إلى تقويض أفعال إيران العدائية في المنطقة. كما يبرز احتمال ضئيل بأن تدرّب الولايات المتحدة الأكراد الإيرانيين على الحكم والتكتيكات العسكرية لمساعدتهم على إقامة إقليم إداري يتمتع بحكم شبه ذاتي في الداخل الإيراني. وقد تمارس الاستقلالية المتزايدة للأكراد داخل إيران الضغوط على النظام في البلاد وتساعد في نهاية المطاف على إحداث تغيير في الحكومة أو أقلّه الدفع نحو الابتعاد عن المواقف المتشددة التي تتخذها الحكومة الحالية.
في كافة المجالات أعلاه، فإن فعالية ونجاح السياسة الخارجية للرئيس المنتخب جو بايدن إزاء الأكراد في الشرق الأوسط مرتبطان بالأدوات والشخصيات الدبلوماسية للإدارة الجديدة، وبخاصةٍ وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي وخبرتهما في الشؤون الكردية والمسائل الإقليمية. وثمة سبب للآمال المعقودة في هذا الخصوص، فوزير الخارجية الذي عيّنه بايدن، أنطوني بلينكن، أعرب علنًا عن أسفه لتخلّي إدارة ترامب عن الأكراد في سوريا.
وفي الفترة القادمة، ثمة الكثير من الفرص المتاحة أمام توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة والأكراد في المنطقة، وهي فرص قد تساعد الطرفين على النهوض بمصالحهما من أجل شرق أوسط أكثر عدلًا وسلامًا.