تعليق العمل في قناة "صابرين": الجزء الأول - دلالات الخلاف وعدم الامتثال
أُغلقت قناة "صابرين نيوز" بشكل شبه كامل من 28 آذار/مارس إلى 8 نيسان/أبريل، على الرغم من الجهد الظاهر الذي بذله أعضاء متمردون رفضوا تعليق العمل في الشبكة الإعلامية وألقوا اللوم على إيران في ذلك.
في 28 آذار/مارس، توقفت القناة الرئيسية التابعة لشبكة "صابرين نيوز" على تليغرام فجأةً عن النشر، وانقطعت عن العمل بالكامل لمدة 12 يوماً. وفي حين أن قناة "صابرين" - التي تُعتبر من بين أهم منافذ المقاومة العراقية على مواقع التواصل الاجتماعي - قد سبق لها وأن توقفت عن العمل، إلا أنها كانت تقدم عموماً سبباً (وإن كان زائفاً) لانقطاعها عن شبكة الإنترنت وربما كانت التغييرات الداخلية في القيادة هي الدافع لذلك.
وخُرق توقف النشر مرةً واحدة فقط، في 28 آذار/مارس، عندما نشرت القناة رسالة قصيرة بالعربية جاء فيها: "مهما حدث، فسيكون للأفضل... #[سنعود]". وترتبط هذه العبارة بالجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي استخدمها باستمرار عندما كان على قيد الحياة. ومنذ وفاته، استخدمتها وسائل إعلام المقاومة حداداً عليه، وكعبارة تشير إلى الأمل في زمن الشدة بشكل عام. وبعد هذه الرسالة، استمر توقف قناة "صابرين" عن العمل إلى حين استئناف خدمتها المعتادة في 8 نيسان/أبريل. وفي حين حاولت شبكات أخرى أصغر حجماً ملء الفراغ، إلا أن غياب "صابرين" قلّص نطاق انتشار أخبار الميليشيات والدعاية التابعة لها في وقت تزايدت فيه الهجمات الحركية بعد هدوء مؤقت دام أشهر.
خلاف داخلي بسبب تعليق العمل؟
بالإضافة إلى طمأنة القرّاء بشأن عودة القناة إلى العمل، حاول بعض قادة "صابرين" على الأقل التحايل على الأمر. وفي 29 آذار/مارس، غيّرت "صابرين" طابع إحدى قنواتها الفرعية (وهي"صابرين للتحليل والدراسات الأمنية"، المعروفة سابقاً باسم "أبابيل") وأعادت تسميتها "الميمون" (الشكل 1).
وسرعان ما بدأت قناة "الميمون" بنشر تعليقات وتصريحات من النوع الذي كانت قناة "صابيرين نيوز" الرئيسية تنشرها عادةً. وازداد عدد متابعي قناة "الميمون" بشكل مفاجئ للغاية نتيجة مسارعة متابعي "صابرين" إلى الترويج للقناة الجديدة. وفي الواقع، واصلت "صابرين" نشاطها باسم مختلف وبإدارة الأشخاص نفسهم الذين كانوا يشغّلون الحسابات الأصلية.
هل "صابرين" غير راضية عن التدخل الإيراني؟
نجحت هذه الاستراتيجية لبضعة أيام. ولكن بحلول 31 آذار/مارس، تعرّض على ما يبدو فريق "صابرين" لضغوط جديدة لإغلاق القناة التي استُخدمت كحلّ بديل. ويشير المنشوران الأخيران لقناة "الميمون" قبل توقفها عن النشر إلى احتمال تدخّل مسؤولين إيرانيين - وتحديداً من «الحرس الثوري الإسلامي الإيراني» - في الأمر. فقد نشر فريق "صابرين" (تحت ستار "الميمون") رسالةً بالفارسية محاولاً الدفاع عن نفسه (الشكل 2) جاء فيها:
"أخي... هل تعرف لماذا دعانا الإمام الخميني جنود إمام الزمان [المهدي]؟ لأننا نعمل في الخفاء من أجل مبادئ الثورة والكثيرون لا يعرفوننا بل يظنون أننا بعيدون عن طريق ولاية الفقيه، في حين نحن جميعاً ثوريين ومستعدين للتضحية من أجل الإمام. أوصيكم بقراءة مبادئ الإمام الخميني ومؤلفاته جيداً" (الشكل 2).
كانت هذه هي المرة الأولى التي شعر فيها فريق "صابرين" بالحاجة إلى محاولة إثبات أنهم جزء من "المقاومة". ويستند هذا النشر إلى سلطة المرشد الأعلى لإيران نفسه، بينما يحاول الاختباء وراء ستار من السرية والعمل السري. ويبدو أن الالتماس (مقترناً بطلب رعاية لقراءة المبادئ الثورية) قد فشل، وبعد ساعات تم وقف بث قناة "الميمون". وعندما عادت "صابرين" إلى النشر في 8 نيسان/أبريل، تم تغيير اسم "الميمون" إلى "صابرين للتحليل والدراسات الأمنية" واستأنفت أنشطتها المعتادة.
(ينظر الجزء الثاني من هذا التحليل في مجموعة الأنشطة التي ربما أدت إلى تعليق العمل في قناة "صابرين" والدروس المستفادة حول التوجيه المركزي والسيطرة على "صابرين").