تعليقا على مقال عمر النداوي: العبادي و«قوات الحشد الشعبي» ...

08 فبراير /شباط 2018

أصاب هذا المقال بقلم عمر النداوي وتراً حساساً بمعالجته لخطر لم يتم تقييمه إلى حدّ كبير، ألا وهو التعجيل في التحرك ضد الميليشيات في العراق، ولكنه لم يتطرق إلى كيفية تقييم المخاطر وتسلسل مخاطر اتخاذ خطوات مماثلة وإدارتها. التوصيات الثلاث المتعلقة بالسياسة التي تقدّم بها نداوي مذهلة، إذ أوصى بعدم اتخاذ إجراء عسكري غير منسق على عجل، وبإعطاء الأولوية لإجراءات نزع السلاح وتحديد تسلسلها، ووضع خطة طوارئ للمواجهة واسعة النطاق مع الميليشيات. تحرك رئيس الوزراء نوري المالكي في العام 2008 ضد الميليشيات ولم تفشل هذه الجهود إلا بفضل مساندة أمريكية كبيرة. مهما كانت الإجراءات التي يتم اتخاذها لجعل العراق أقل ضعفاً أمام حكم الميليشيات، ينبغي أن تكون حذرة وصبورة ومستمرة.

يتكهن النداوي بشأن شراكة رئيس الوزراء نوري المالكي قصيرة الأمد مع ميليشيات ائتلاف شباب الفاتح المدعوم من إيران، مشيراً إلى أنّ ذلك قد أساء بادئ ذي بدء إلى سمعة العبادي كقومي. أود أن أضيف وجهة نظر منبثقة من محادثات مع شخصيات سياسية في بغداد، إذ يرى الكثير من المطلعين أنّ تشويه سمعة العبادي كان السبب المحدد الذي دفع ائتلاف شباب الفاتح إلى مواجهة العبادي علناً قبل أن يتراجع عن ذلك علناً أيضاً بعد يوم واحد. في هذه النسخة من الأحداث، لم يكن التحالف بين العبادي وائتلاف شباب الفاتح يوماً ممكناً بحق، بل كان مجرد جهد تشويه متعمد.