- تحليل السياسات
- محاضرة حول مكافحة الإرهاب
أهداف طهران الدولية: تقييم رعاية إيران للإرهاب
Part of a series: Counterterrorism Lecture Series
or see Part 1: U.S. Efforts against Terrorism Financing: A View from the Private Sector
"في الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، استضاف معهد واشنطن منتدى سياسي مع السفير ناثان سيلز كجزء من سلسلة محاضرات المعهد القائمة منذ مدة طويلة في نطاق "برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب". وفيما يلي ملاحظاته المعدة مسبقاً".
"اليوم، سأسلط الضوء على المخاوف الأمريكية بشأن الإرهاب المستمر من قبل النظام الإيراني ووكلائه في جميع أنحاء العالم. ثم سأخبركم بما تفعله إدارة ترامب لمواجهة هذا التهديد العالمي والمتنامي.
تُعتبر إيران الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم، وهذه نقطة النهاية. وقد اتسمت بهذا التمييز المريب لسنوات عديدة ولم تُظهر أي مؤشرات على التخلي عن هذا اللقب.
وعلى عكس ذلك، يواصل النظام في طهران توفير مئات الملايين من الدولارات سنوياً لإرهابيين في جميع أنحاء العالم. ويفعل ذلك رغم الاضطرابات الاقتصادية المستمرة التي تُفقر الكثير من الإيرانيين. ويتراوح نطاق المستفيدين من هذا السخاء غير الشرعي، من «حزب الله» في لبنان، إلى «حماس» في غزة، مروراً بالجماعات الرافضة العنيفة في الضفة الغربية، والحوثيين في اليمن، ووصولاً إلى الميليشيات العدائية في العراق وسوريا.
لنتحدث بالأرقام: قد يبدو ما يلي صعب التصديق، لكن إيران تزوّد «حزب الله» بمفرده بحوالي 700 مليون دولار سنوياً. وتمنح 100 مليون دولار أخرى إلى جماعات إرهابية فلسطينية متنوعة. وعندما نضيف المبالغ المقدمة إلى إرهابيين آخرين، يناهز الرقم الإجمالي المليار دولار.
لا بدّ من التوقف للتفكير ملياً في ذلك، لأنه يستوجب التكرار: النظام الإيراني ينفق حوالى مليار دولار سنوياً فقط لدعم الإرهاب. وكنت لأرغب في الإشارة إليه بـ "دكتور إيفل -Dr. Evil " (دكتور الشر) لو لم تكن المخاطر كبيرة جداً.
ومَنْ الذي يدفع ثمن هذا الدعم في النهاية؟ الشعب الإيراني. فالموارد التي تستخدمها الجمهورية الإسلامية لتمويل حملتها الإرهابية العالمية تأتي مباشرة من جيوب المواطنين العاديين. النظام يسرق مواطنيه ليدفع لوكلائه في الخارج.
ويبدو أن أولويات طهران واضحة. فهي لا تسعى إلى تعزيز النمو الاقتصادي محلياً، أو تحسين مستويات المعيشة للإيرانيين. كما أنها لا تحاول خفض معدلات البطالة المتنامية في إيران. فالنظام يولي الأولوية إلى شراء الأسلحة والقنابل للإرهابيين الأجانب رغم الضائقة الاقتصادية المتزايدة في البلاد.
وبشكل مأساوي، أسفر هذا الهدر الهائل لأصول الشعب الإيراني عن إراقة الدماء واضطرابات في جميع أنحاء العالم. دعوني أوضّح ما أقصده.
في سوريا، قدمت طهران مساعدات عسكرية ومالية هائلة لنظام الأسد، بحيث ضمنت صموده، وأمّنت، ليس من قبيل الصدفة، نفاذها إلى أجزاء أخرى من المشرق [العربي].
وقامت إيران ببناء ودعم قوات ميليشيا جديدة في سوريا والعراق. ويمكن لهذا الكادر من المقاتلين المخضرمين أن يشكّل قوة مشاة مخلصة للنظام الإيراني. وقد رأينا مباشرة في الأشهر الأخيرة مدى خطورة هؤلاء الوكلاء. فقبل شهرين، أطلقت ميليشيات مرتبطة بإيران في العراق صواريخ على السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية الأمريكية في البصرة. ولحسن الحظ، لم يسقط أي قتلى جراءها، لكن هذه الهجمات لا تترك أي شك حول دعم النظام لأعمال العنف.
وتعمل إيران باستمرار على تقويض جيرانها في الخليج. ففي البحرين، أقامت إيران شراكة وثيقة مع «سرايا الأشتر» - وهي منظمة تعمل على الإطاحة بالحكومة البحرينية. وتؤمّن لها إيران التدريب والتمويل والأسلحة، الأمر الذي يُمكّن الجماعة من تنفيذ هجماتها الإرهابية.
وأبعد من ذلك، ترعى إيران الإرهاب من خلال شبكة واسعة من الحلفاء والوكلاء وأساليب سرية. فطهران هي الراعي الرئيسي لـ «حزب الله» اللبناني، إحدى الجماعات الإرهابية الأكثر قدرة وإثارة للقلق في العالم.
فبفضل دعم طهران، تَمكّن «حزب الله» من بناء ترسانة مخيفة [من الأسلحة]. فأصبح «الحزب» بمكل الآن أكثر من100,000 صاروخ في لبنان، وهو تعاضم ضخم ومزعزع للاستقرار. وحيث لا يأبه للأشخاص الذين يدّعي الدفاع عنهم، يُخبئ «حزب الله» مصانع صواريخه في مراكز سكنية - مستخدماً بفعالية مدنيين أبرياء كدروع بشرية.
وفي حين يستمتع «حزب الله» في الترويج للدور السياسي الذي يلعبه والخدمات الاجتماعية التي يقدمها في لبنان، يُعتبر ذلك بمثابة ورقة توت غير مناسبة لأجندته الحقيقية والأكثر شناعة. فلنتحدث بوضوح: «حزب الله» ليس منظمة غير حكومية؛ وليس مجرد حزب سياسي آخر. «حزب الله» هو جماعة إرهابية لديها سجل دموي حافل في ارتكاب العنف وإلحاق الدمار في لبنان وسوريا، وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم.
إن طموح «حزب الله» وامتداده على نطاق عالمي ينافسان طموحات تنظيمي «القاعدة» و«داعش» وانتشارهما. ففي السنوات الأخيرة، تمّ القبض على عملاء «الحزب» خلال إعدادهم هجمات في دول بعيدة كأذربيجان وبوليفيا وقبرص ومصر وبيرو وتايلاند. واكتُشفت مخابئ أسلحة تابعة لـ «حزب الله» في الخليج وأوروبا وآسيا وأفريقيا. وفي عام 2012، فجر الحزب حافلة في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين ومواطن بلغاري.
ولا تكتفي إيران بتمويل وكلائها من أمثال «حزب الله». فالنظام نفسه ينخرط في مخططات إرهابية في جميع أنحاء العالم.
ففي الشهر الماضي فقط، اعتُقِل عميل إيراني بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات اغتيال في الدنمارك. وخلال فصل الصيف المنصرم، تعاونت السلطات الألمانية والبلجيكية والفرنسية معاً لإحباط مخطط يرمي إلى تفجير مسيرة سياسية قرب باريس. وألْقَتْ القبض على عدد من العملاء الإيرانيين - من بينهم جاسوس إيراني يعمل تحت غطاء دبلوماسي في النمسا. وعادةً، يُعتبر اعتقال دبلوماسي مزعوم بسبب تخطيطه لهجوم إرهابي حادثة غير مسبوقة، لكن بالنسبة لإيران إنه مجرد العمل كالمعتاد.
واتسمت هذه المخططات بالوقاحة بشكل خاص بسبب عدم اكتراثها بالضحايا المدنيين، وإساءة استخدامها لمنصب دبلوماسي، ووقاحتها عموماً. لكنها ليست سوى غيض من فيض، لأن لإيران تاريخ طويل ودنئ في دعم الإرهاب في أوروبا.
وفي كانون الثاني/يناير، كشفت السلطات الألمانية أمر 10 عملاء مشتبه بهم من «فيلق القدس» [«قوة القدس»] التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني وحققت معهم. وفي آذار/مارس، ألقت ألبانيا القبض على عميلين إيرانيين بسبب مخططاتهما الإرهابية. وقبل عدة سنوات، أعتقلت ألمانيا عميلاً في «فيلق القدس» كان يراقب رئيس مجموعة ألمانية-إسرائيلية وشركائه وأدانته فيما بعد. وفي عام 2012، أحبطت السلطات التركية مخططاً لأربعة عملاء في «فيلق القدس» كان يرمي مهاجمة أهداف إسرائيلية في تركيا. وكانت إيران مسؤولة عن مخطَطيْن منفصلَيْن في قبرص في عام 2012 وعام 2015.
ولا تنفك إيران تضع مخططات إرهابية في أوروبا، لكن مؤامراتها تُغطي الكثير من الدول الأخرى أيضاً. فخلال السنوات القليلة الماضية طالت الأعمال الإرهابية المدعومة من طهران كل من أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية.
وفي عام 2013، أُلقي القبض على ثلاثة عملاء إيرانيين في نيجيريا بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد مواقع سياحية ومنظمات أمريكية وإسرائيلية. وفي العام الذي سبق، اعتُقل عميلين من «فيلق القدس» في كينيا بتهمة التخطيط لهجمات ضد مصالح غربية - ووجد بحوزتهما حوالي 33 رطلاً من المتفجرات.
أما في أمريكا الجنوبية، فاكتُشف أمر دبلوماسي إيراني بارز - ألا تبدو القصة مألوفة لكم؟ - بينما كان يخطط لتنفيذ هجوم بالقرب من السفارة الإسرائيلية في أوروغواي. وفي آسيا، منذ عام 2011، تورّط عملاء إيرانيون في مخططات وهجمات في نيبال والهند وباكستان.
هذا ولا تعتبر الولايات المتحدة محصّنة [من مثل هذه الأعمال]. ففي عام 2011، أدُعيزُعم أن «فيلق القدس» تورّط في مخطط لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة في مطعم في جورج تاون. وخلال آب/أغسطس الماضي، ألقى "مكتب التحقيقات الفدرالي" القبض على شخصين بدعوى قيامهما بمراقبة منشآت بهائية ويهودية في الولايات المتحدة. كما اشتُبه بأنهما يجمعان معلومات عن أمريكيين ينتمون إلى جماعة معارضة إيرانية.
وعموماً، إيران هي اختصار استثنائي للشر. فسلوكها لا يعكس تصرّف حكومة طبيعية، بل سلوك نظام خارج عن القانون يستخدم الإرهاب كأداة رئيسية لفنّ الحكم.
ولا يمكننا تجاهل هذا التهديد. لذا تتولى إدارة ترامب الرد [على هذا السلوك]. فالولايات المتحدة تلاحق الدعم الإيراني للإرهاب بوسائل مختلفة للوصول إلى الأشخاص والمنظمات الذين تستخدمهم إيران لنشر الإرهاب.
وفي الأسبوع الماضي، أعادت الولايات المتحدة فرْض مجموعة من العقوبات على إيران كان قد تم رفعها عند توقيع الاتفاق النووي الشائب، بالإضافة إلى فرض واشنطن عقوبات جديدة على كيانات إيرانية إضافية. وشملت الإجراءات الأمريكية فرض عقوبات على قطاعيْ الطاقة والشحن الإيرانيين، وعلى "البنك المركزي الإيراني" أيضاً.
ومن شأن هذه الإدراجات الجديدة أن تفاقم ضغوطاً كبيرة أساساً - وهي ضغوط مصممة لإرغام إيران على التصرف كدولة طبيعية. ويمكنني أن أؤكد لكم أنه إلى أن تغيّر إيران أساليبها، سترزح تحت وطأة ضغوط متزايدة. وستتمسك الولايات المتحدة بهذه الضغوط إلى أن يكفّ القادة الإيرانيون عن سلوكهم المدمر.
لقد بدأ الإعداد لحملة [التصنيفات والضغوط] الأمريكية منذ بعض الوقت: فخلال العام الماضي، اتخذت الإدارة خطوة كبيرة لتحميل إيران المسؤولية عندما صنفت وزارة الخزانة الأمريكية «الحرس الثوري الإسلامي» "كياناً إرهابياً عالمياً ذو تصنيف خاص" بسبب دعمه للإرهاب.
وعلى نحو مماثل، فرضت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات مشددة على إرهابيين مرتبطين بإيرانيين. ففي عام 2018، صنّفت الولايات المتحدة «سرايا الأشتر» في البحرين والعديد من قادتها كإرهابيين، إلى جانب «حركة الصابرين»، وهي جماعة مدعومة من إيران تعمل في غزة.
إنها البداية فقط. وستواصل الولايات المتحدة استهداف وكلاء إيران الإرهابيين. وسيدفعون ثمن أفعالهم وشراكتهم مع النظام في طهران.
وفي الوقت نفسه، تكثف الإدارة الأمريكية جهودها ضد «حزب الله». فهي تستخدم أدوات إنفاذ القانون وأدوات مالية لعرقلة شبكاته. وتستهدف موارده المالية وتخرجه من النظام المالي الدولي. وقد حددت الحكومة الأمريكية أكثر من 150 كياناً وأفراداً مرتبطين بتلك الجماعة الإرهابية، بما في ذلك أكثر من 40 منهم خلال عام 2018 وحده.
سأقدّم لكم بعض الأمثلة التي تُوضح مدى اتساع شبكات «حزب الله». في وقت سابق من هذا العام، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عدد من شركات الواجهة والجهات الميسّرة لـ «حزب الله» في غرب أفريقيا. وشملت أعمال أعمال هذه الشركات والجهات الميسّرة صيد الأسماك، وتأجير السيارات، وتصنيع الأغذية - وحتى تربية الخنازير. نعم يملك «حزب الله» مزرعة للخنازير في ليبيريا.
وتستخدم الولايات المتحدة أيضاً "برنامج المكافآت من أجل العدالة" لممارسة المزيد من الضغوط على «حزب الله»، حيث تعرض مكافآت بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى رصد أو تحديد مكان قادة رئيسيين وعملاء لـ «حزب الله». وخلال العام الماضي، عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأتين ماليتين لمن يقدم معلومات تساهم في إلقاء القبض على قائدين في «حزب الله» هما طلال حمية وفؤاد شكر الملطخة أيديهما بدماء أمريكية. وكانت هذه أول مكافأتين في إطار "برنامج المكافآت من أجل العدالة" تستهدفان «حزب الله» منذ أكثر من عقد من الزمن.
وبفضل الاستخبارات الجيدة، وأعمال التحقيقات القوية، وبعض الحظ، لم تسفر مخططات إيران الإرهابية - حتى الآن - عن سقوط مئات الضحايا وهو السيناريو الذي تحاول إيران بوضوح رسمه. لكن الاعتماد على الحظ ليس إستراتيجية رابحة.
على الولايات المتحدة اتخاذ المزيد [من الإجراءات] لتغيير حسابات النظام الإيراني وإنهاء دعمه الإرهاب. وتدرك واشنطن أنه لا يمكن للولايات المتحدة القيام بذلك بمفردها، ولهذا السبب تضغط على شركائها الدوليين للتصدي للإرهاب المدعوم من إيران.
كما تحتاج الولايات المتحدة إلى اضطلاع القطاع الخاص بدور مسؤول في هذا الجهد. سأكون صريحاً: إن كنتم تتعاملون مع إيران فأنتم تمولون الإرهاب. لقد اخترق «الحرس الثوري الإسلامي» كافة قطاعات الاقتصاد الإيراني تقريباً. ومن خلال إثرائه، تساهم الشركات، حتى لو كان ذلك عن غير قصد، في تمكين أجندة طهران الإرهابية، وهذا يجب أن يتوقف.
بإمكاننا جميعاً بذل المزيد من الجهود، وعلينا جميعا أن نفعل المزيد. وبالتالي، أنا أعلن اليوم عن عدد من التدابير المهمة الجديدة التي تتخذها إدارة ترامب لتقييد إيران ووكلائها.
في البداية - ولن يكون ذلك مفاجئاً - [أُعلمكم] بأن المراجعة الإلزامية التي تقوم بها وزارة الخارجية الأمريكية عن «حزب الله» والتي تُجرى كل خمسة أعوام خلصت مجدداً إلى أن «الحزب» يجب أن يبقى ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" وسيبقى ضمنها. وهذا يعني كافة جوانب «حزب الله». فالولايات المتحدة ترفض التمييز الخاطئ بين الجناح الإرهابي للحزب و"جناحه السياسي" السلمي المزعوم. «حزب الله» هو منظمة واحدة، منظمة إرهابية، في أصلها وفروعها.
وفي الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، فرضت وزارة الخارجية الأمريكية تصنيفين إرهابيين جديدين أيضاً. أولاً، صنفت جواد نصرالله إرهابياً عالمياً. وجواد نصرالله هو قائد في «حزب الله» ونجل الأمين العام للحزب حسن نصرالله. ففي عام 2016، حاول جواد تنشيط خلية تنفذ عمليات انتحارية وهجمات بالأسلحة في الضفة الغربية. ولحسن الحظ، ألقت قوات الأمن القبض على الأشخاص الخمسة الذين جندهم لهذه العملية.
ثانياً، أضافت واشنطن "كتائب المجاهدين" إلى القائمة، وهي منظمة عسكرية مقرها قطاع غزة نفذت عمليات في الأراضي الفلسطينية منذ عام 2005. وقام أعضاؤها بالتخطيط لهجمات ضد أهداف إسرائيلية منذ فترة طويلة. وترتبط هذه الحركة بـ «حزب الله» الذي وفّر التمويل والتدريب العسكري لأعضائها.
وإلى جانب هذه الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت وزارة الخزانة في الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عن أربعة إدراجات تستهدف إرهابيين مرتبطين بإيران و«حزب الله» في العراق. أولاً، صنفت الوزارة شبل الزيدي إرهابياً عالمياً. وكان الزيدي قد عمل منسقاً مالياً بين «فيلق القدس» والميليشيات في العراق. كما سهّل استثمارات عراقية نيابة عن قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني. وساعد الزيدي على تهريب النفط لصالح إيران، وأرسل مقاتلين عراقيين إلى سوريا بناء على طلب من «فيلق القدس» وفق ما ادُّعي.
بالإضافة إلى ذلك، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية يوسف الهاشم على قائمة الإرهاب، علماً بأنه يشرف على جميع العمليات المتعلقة بـ «حزب الله» في العراق وهو مسؤول عن حماية مصالح الحزب في تلك البلاد.
كذلك، أدرجت وزارة الخزانة محمد فرحات على قائمتها. وكان فرحات قد قدم المشورة إلى ميليشيات في العراق نيابة عن «حزب الله». وكُلف أيضاً بمهمة جمع معلومات أمنية واستخباراتية في العراق لكبار القادة في «حزب الله» وإيران.
وأخيراً، تقوم الوزارة بإدراج عدنان كوثراني على قائمة الإرهاب. ويعمل كوثراني على تسهيل المعاملات التجارية لصالح «حزب الله» داخل العراق، ويجتمع هناك بانتظام مع ميليشيات ومسؤولين في «الحزب». كما ساعد في تأمين التمويل لـ «الحزب»، وكان اليد اليمنى لشقيقه محمد كوثراني، وهو عضو بارز في «حزب الله» تم إدراجه على قائمة الإرهاب في عام 2013.
وهناك المزيد في الطريق. فستصدر الولايات المتحدة بعض الإعلانات الإضافية في المؤتمر الصحفي لوزارة الخارجية الذي سيُعقد بعد ظهر الثالث عشر من تشرين الثاني/نوفمبر. فتابعونا.
إن الهدف من التدابير التي وصفْتُها اليوم بسيط للغاية: الضغط لإحداث تغيير في سلوك النظام الإيراني. وتتوقع الولايات المتحدة - وتصر على - أن تتقيد إيران بالقواعد نفسها التي يجب على كل دولة أخرى اتباعها، وأن تضع طهران حد لاستخدامها للإرهاب كأداة من فن الحكم.
سوف توضّح واشنطن للإرهابيين المدعومين من إيران ولرؤسائهم في طهران أن هناك تكاليف - باهظة بشكل متزايد - لدعمهم للبربرية الإرهابية. والولايات المتحدة على استعداد لفرض تلك التكاليف على النظام ووكلائه أينما كانوا.
وتدرك واشنطن أن هذا التحدي سيكون طويلاً وصعباً. لكنها ستنتصر. وستواصل زيادة الضغوط إلى أن تعود إيران إلى رشدها، وتنضم إلى مجتمع الدول المتحضرة وتوقف دعمها للقتل والفوضى في جميع أنحاء العالم. إن الولايات المتحدة مدينة بذلك للضحايا، ومدينة لقضية الكرامة البشرية البسيطة. وهذا أقل ما يمكنها فعله".
تم تنفيذ سلسلة برامج منتدى السياسات بفضل سخاء "عائلة فلورنسا وروبرت كوفمان".