- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
استطلاع رأي في البحرين يكشف عن انقسام طائفي أكبر بشأن إيران وقدر أقل من الآمال المعلّقة على السلام مع إسرائيل
مع وجود ارتفاع عن الأعوام الماضية، ينقسم البحرينيين بشكل متزايد حول إيران.
في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أُجري استطلاعٌ جديد ونادر للرأي العام في البحرين، بتكليف من معهد واشنطن، كشف عن انقسامٍ أكبر من أي وقت مضى بين الغالبية الشيعية والأقلية السنية الحاكمة حيال العلاقات مع إيران. ووثّق هذا الاستطلاع أيضًا تراجعًا حادًا في التوقعات الشعبية، من كلتا الطائفتين، من "اتفاقات أبراهام" مع إسرائيل – يلطّفه تفاؤل الأغلبية حول آفاق العلاقات بعد رحيل نتنياهو.
إيران قضية جدلية بين الطوائف البحرينية، مع أن معظم الشيعة لا يعتبرون العلاقات بها مهمة
تُظهر اليوم مواقف الشعب البحريني من إيران انقسامًا كبيرًا بين الطائفتين الشيعية والسُنية. إذ يقول 13 في المائة فقط من السُّنة إنه من "المهم" لبلادهم أن تكون على علاقة جيدة مع إيران، في حين تصل نسبة الشيعة البحرينيين المؤيدين لهذا الطرح إلى ثلاثة أضعاف تلك النسبة وتبلغ 39 في المائة، مع العلم بأن الأرقام المسجّلة في الاستطلاع السابق الذي أجري قبل عامين في البحرين كانت أقل تباينًا: حيث أعرب آنذاك 10 في المائة من السُّنة و21 في المائة من الشيعة عن تأييدهم للعلاقات الجيدة مع إيران.
وفي حين أن أسباب هذا التحول بين الشيعة ليس واضحة، إلا أنها قد لا تعكس تغيّرًا في الرأي بقدر ما تعكس استعدادًا أكبر للتعبير عن معارضة السياسة الرسمية، أقله في السر. وإذا أردنا وضع هذه الأرقام في نصابها، فنسبة الذين يعتبرون العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة مهمةً للبحرين هي كالآتي: 52 في المائة بين السنة و42 في المائة بين الشيعة.
وتجدر الإشارة إلى أن الانقسام الطائفي بشأن إيران يطال عدة أسئلة أخرى في هذا الاستطلاع. على سبيل المثال، يؤيّد ثلثا السُّنة، ولكن 16 في المائة فقط من الشيعة، هذا الطرح الذي تعمّد أن يكون مثيرًا للجدل: "حيثما تتدخل إيران، تضرّ بالسكان العرب المحليين ولا تساعد الفلسطينيين". في المقابل، يرى نحو ثلثَي الشيعة (64 في المائة)، مقارنةً بـ 29 في المائة فقط من السُنة، أن لانتخاب ابراهيم رئيسي مؤخرًا رئيسًا لإيران تأثيرًا إيجابيًا على المنطقة. كما تُبدي غالبية الشيعة (56 في المائة)، مقابل ثلث البحرينيين السُنة فقط، نظرةً إيجابية إلى "المحادثات الدبلوماسية الجارية بين السعودية وإيران حول بعض التفاهمات بينهما".
توقعات متواضعة جدًا من "اتفاقات أبراهام"، لكن الغالبية تستحسن عزل نتنياهو
سجّل هذا الاستطلاع تراجعًا في الدعم الشعبي لـ "اتفاقات أبراهام" مع إسرائيل مقارنةً بالاستطلاع السابق الذي أجري في البحرين في فترة تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2020، وذلك بعد وقت قصير من توقيع الاتفاقات. ففي الوقت الراهن، يرى ما بين 18 و20 في المائة فقط من البحرينيين، الشيعة والسُنة على حدٍّ سواء، أن "اتفاقات أبراهام" ستترك تأثيرًا إيجابيًا على المنطقة. وبالمقارنة، ردًّا على سؤال مشابه طُرح قبل عامين، أعرب ما بين 44 و45 في المائة من كلتا الطائفتين عن نظرة إيجابية تجاه اتفاق السلام الجديد مع إسرائيل. لكن يبدو أن بعضًا من هذا الحماس الأولي تلاشى مع الوقت، وبات اليوم معظم البحرينيين لا يرون تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا لـ "اتفاقات أبراهام" على المنطقة.
مع ذلك، يسجّل حاليًا القبول الشعبي للعلاقات الاقتصادية وغيرها مع إسرائيل مستوىً أعلى بكثير، وهنا أيضًا بين كلتا الطائفتين. إذ يوافق 37 في المائة من البحرينيين على السؤال عمّا إذا كان "يجب السماح بإقامة اتصالات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين لمن يرغب". وتؤيّد نسبة مماثلة تقريبًا (34 في المائة) "الاتفاقيات الاقتصادية الأخيرة بين الأردن ومصر وإسرائيل"، في حين تقول غالبية عظمى مفاجئة تبلغ 58 في المائة إن "استبدال نتنياهو كرئيس وزراء إسرائيل" سيترك بعض التأثيرات الإيجابية على المنطقة.
والمفاجئ في البحرين كما في الدول العربية الست الأخرى التي أجريت فيها استطلاعات الرأي في تشرين الثاني/نوفمبر، هو أن الاختلافات بين الأجيال الأصغر والأكبر سنًا حول أيٍّ من هذه القضايا كانت متواضعة. فمن ناحية الاتصالات التجارية أو الرياضية مع الإسرائيليين مثلاً، أعرب 40 في المائة من البحرينيين ضمن الفئة العمرية 18-30 عامًا عن قبولهم لهذه الظاهرة الجديدة. وجاءت هذه النسبة بين كبار السن أقل بعض الشيء وبلغت 35 في المائة.
ملاحظة عن المنهجية
يستند هذا التحليل إلى استطلاع قائم على مقابلات شخصية مع عينة وطنية تمثيلية من 1000 مواطن بحريني، أجرته في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 شركة تجارية إقليمية تتمتع بخبرة ومؤهلات عالية وليس لها أي انتماء سياسي. اختيرت هذه العينة باستخدام الإجراءات المعيارية للأرجحية الجغرافية، ما أفضى إلى عينات ثانوية من 663 مشارك شيعي و337 مشارك سُنّي، وذلك بالتناسب مع نسبة كل طائفة من إجمالي السكان. يبلغ هامش الخطأ الإحصائي الناتج للعينة الإجمالية نحو 3 بالمائة، بحيث يناهز الأربعة في المائة للعينة الثانوية الشيعية و5,5 في المائة للعينة الثانوية السنية.
حرصت الشركة المنظِّمة للاستطلاع طوال مدة العمل الميداني على إعطاء ضمانات صارمة بالخصوصية واتباع ضوابط الجودة وإجراءات السلامة المتعلقة بفيروس كورونا. وأي تفاصيل إضافية عن المنهجية المتبعة، بما في ذلك الاستبيان الكامل باللغة العربية والتقسيمات الديمغرافية وغيرها من التفاصيل، متوفرة عند الطلب.