- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
تعليق پاتريك كلاوسون على مقال فراس الياس تحت عنوان " هل اقتربت إيران من الحرب الكبرى في سوريا؟
إن فراس الياس على حق بأن "الحرس الثوري الإيراني" مهيأ للاضطلاع بدور أكثر بروزًا في السياسة الإيرانية. وللأسف، إنه محق بأن هذا التطور قد يؤدي إلى نشوب حرب، لكن ذلك سيحدث لأسباب معاكسة تماماً لما يتوقعه، إذ لا تتلخص المشكلة في أن "الوضع الدولي والإقليمي أصبح أكثر ملاءمةً لنشوب حرب ضد إيران"، وفقًا لما كتبه، بل في النفوذ المتزايد في إيران لأولئك الذين أصبحوا أكثر عدوانية.
إن "الحرس الثوري الإيراني" مقتنع بأنه حقق انتصارات كبيرة بمقاومته القوية، بينما يعتقد أن معسكر روحاني مسؤول عن الهزائم المتتالية بسبب تقديم التنازلات. ويمكن لـ"الحرس الثوري الإيراني" أن يشير إلى النجاحات الكبيرة التي تحققها الجمهورية الإسلامية في المنطقة وهي: إنقاذها الأسد في سوريا وتقدم الحوثيين في اليمن ونجاحات حلفائها في العراق، وتعاظُم قوة "حزب الله" في البرلمان اللبناني الجديد.
أما ما يقترحه "الحرس الثوري الإيراني" فهو زيادة الضغوطات: أي إطلاق المزيد من الصواريخ الحوثية على الرياض، وتوجيه المزيد من هجمات الطائرات بدون طيار على إسرائيل، وتقريب القوات التي تدعمها إيران من الجولان، وأخذ موقف عدائي في العراق بعد الانتخابات حول استمرار وجود القوات الأمريكية، وذلك يمثل السبب الحقيقي الكامن وراء هجمات إيران الصاروخية على إسرائيل في 9 أيار/مايو.
وإن "الحرس الثوري الإيراني" على ثقة بأنه عندما يمارس المزيد من الضغوطات، ستتراجع إسرائيل والولايات المتحدة. وإذا كانت نتيجة النزاع سيئة بالنسبة إلى إيران، فإن "الحرس الثوري الإيراني" سيظل يرسم النتائج على أنها انتصار عظيم. وقد أعلن الحرس بفخر أن خسارة إيران نصف قواتها البحرية عام 1988 كان نصرًا عظيمًا لأنه وقف في وجه "الغطرسة العالمية" (وذلك اسمهم المفضل للولايات المتحدة).
وإن "الحرس الثوري الإيراني" واثق من قدرته على تحقيق نجاحات في جميع أنحاء المنطقة. ومن خلال هذه النجاحات، سيعزز قبضته على المشهد السياسي المحلي. فإنه يشم رائحة الانتصار ضد أخصامه التكنوقراطيين في الداخل الذين يبدون كالفاشلين على عدد كبير من الجبهات (فوضع الاقتصاد سيئ، وما زالت إيران خاضعة لعقوبات ساحقة، ويزداد السخط الشعبي بدلاً من أن يقل).
وعلى عكس "الحرس الثوري الإيراني" الأكثر حزمًا، ليس لإدارة ترامب مصلحة في مواجهة أخرى في الشرق الأوسط. وقد اشتكى الرئيس ترامب من مقدار ما أنفقته الولايات المتحدة في صراعات الشرق الأوسط. ومع انسحابه من "الاتفاق النووي" الإيراني، أوضح ترامب أنه كان يمارس ضغوطات اقتصادية على إيران من أجل الوصول إلى صفقة دبلوماسية جديدة، فقد بذل جهده لتجنب الإشارة إلى أي احتمال لوجود مواجهة عسكرية.
قد تنشب حرب كبيرة ينخرط فيها إيران/ "حزب الله" وإسرائيل، إن لم تشمل بعض دول الخليج أيضاً، لكن السبب هو أن "الحرس الثوري الإيراني" يستمر في ممارسة الضغوطات، وليس لأن إيران تشعر أنها تخضع لأي قيود كبيرة.