وتعليقا على فراس الياس: مخاوف ايران من العملية العسكرية في عفرين...

28 شباط/فبراير 2018

يصوّر مقال فراس إلياس التوقعات الأكثر تفاؤلاً بالنسبة للعملية العسكرية التركية في عفرين، إذ يشير إلى أن خطوة أنقرة هذه من شأنها أن تمنع إيران من بلوغ البحر المتوسط، ومن شأنها أيضاً وضع حد لتقدم النظام بل إرغامه على الاندحار في ريف حلب ذي الأهمية الفائقة، كما أنها سوف تضع تنظيم الدولة بمواجهة أدوات إيران. إلا أن القراءات الناقضة لهذا التقييم هي أيضاً متوفرة بسهولة. فالهجوم التركي ينفي تلقائياً احتمال إعداد الولايات المتحدة لخطة متماسكة ترضي كافة الحلفاء والشركاء، ويعمّق الشرخ القائم بين مكونات المجتمع السوري، فيما يستنزف ما تبقى من مصدقية للمعارضة الوطنية المسلحة ويمعن في تفتيتها. والمفارقة الأخطر هي أن الخطوة التركية من شأنها إنتاج ما سعت أصلاً إلى منعه، أي دولة أو دويلة كردية عند الحدود السورية التركية. فصمود عفرين الباسل بوجه قوة غازية تفوقها بأضعاف من شأنه أن يصبح الرمز الصارخ للدعوات الكردية إلى الحكم الذاتي أو الاستقلال عن سوريا. والواقع أن اعتبار ما بعد مرحلة عفرين قد يكون موضوعاً سابقاً لأوانه، إذ يبدو أن تركيا في عفرين هي اليوم كما كانت تركيا في الباب: جيش جرار عاجز عن تحقيق أهدافه المعلنة ضمن الفترة الزمنية التي حددها لها، ما يدفعه كما يبدو من بعض التقارير للأسف، إلى اللجوء إلى القوة الباطشة وإن على حساب المدنيين، لتحقيق ما يمكن اعتباره انتصاراً ما.