بتداءً من أوائل تشرين الأول/أكتوبر 2019، عندما شهد العراق موجة من الاحتجاجات الكبيرة في العاصمة بغداد، إلى جانب مدن أخرى في الجنوب، جرى قمع المتظاهرين بعنف ضمن حملة قمع ضدّ المتظاهرين كانت الأشدّ منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
كان إيهاب الوزني يسير بالقرب من منزله في كربلاء في الساعات الأولى من صباح 9 أيار/مايو عندما فتح مسلّحون مجهولون يركبون دراجة نارية النار عليه، ما أدّى إلى مقتله على الفور. وبهذا، انضم إيهاب، الذي كان ينسّق الاحتجاجات المناهضة لسياسة النظام في مسقط رأسه كربلاء، إلى العدد المتزايد من الناشطين العراقيين الذين اغتالتهم الميليشيات الموالية لإيران منذ بداية حركة الاحتجاج في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وابتداءً من أوائل تشرين الأول/أكتوبر 2019، عندما شهد العراق موجة من الاحتجاجات الكبيرة في العاصمة بغداد، إلى جانب مدن أخرى في الجنوب، جرى قمع المتظاهرين بعنف ضمن حملة قمع ضدّ المتظاهرين كانت الأشدّ منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003. وتنجم هذه الحملة عن الميليشيات المدعومة من إيران إلى حدّ كبير، وليس عن القيادة السياسية أو قوات الأمن العراقية.
وبعد يوم واحد من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وصل قاسم سليماني، وهو قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، بطائرة هليكوبتر إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، حيث فاجأ مجموعة من كبار المسؤولين الأمنيين، بترأسه الاجتماع بدلًا من رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي. ووعد قائلًا: "نحن في إيران نعرف كيف نتعامل مع الاحتجاجات". في الواقع، بعد ذلك الاجتماع الحاسم، بدأت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران في استهداف الاحتجاجات والناشطين الذين أدّوا دورًا رائدًا في تنظيمها ونشرها. وقتل القنّاصة الذين نشرتهم هذه الميليشيات مئات المتظاهرين. ومنذ ذلك الحين، وبينما لم تعتقل الحكومة العراقية أيًا من مرتكبي عشرات الاغتيالات، يشير المتظاهرون بأصابع الاتهام مباشرةً إلى الميليشيات العراقية المدعومة من إيران.
وأدّى اغتيال سليماني والمهندس إلى تصعيد التوتّرات بين الولايات المتحدة وإيران، التي تعهّدت مرارًا بالثأر لمقتل سليماني. إلى جانب الضربة الصاروخية التي استهدفت قاعدة عين الأسد في 8 كانون الثاني/يناير 2020 والتي تسبّبت في إصابة 110 من العسكريين والنساء الأمريكيين إصابات طفيفة، كثّفت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها الصاروخية على القواعد والمجمعات الدبلوماسية الأمريكية. ومع ذلك، فإنّ إيران، التي هي غير قادرة على الانتقام بالقوّة نفسها على اغتيال الولايات المتحدة لكبار قادتها في العراق والتي تخشى من تنامي الحركة ضدّ النفوذ الإيراني، تحوّلت عوضًا عن ذلك إلى مطاردة مجموعة الناشطين الضعيفة في العراق.
ويرى العديد من الناشطين في العراق أنّ تركيز إيران على المتظاهرين يتزايد بشكل كبير بعد اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني وقائد الميليشيا الموالية لإيران أبو مهدي المهندس في أوائل كانون الثاني/يناير 2020. وفي الأشهر الثلاثة التي سبقت الاغتيال، شهدت حركة الاحتجاج اغتيال خمسة ناشطين فقط، بالإضافة إلى تسع محاولات اغتيال إضافية. وفي الأشهر الثلاثة التي أعقبت الاغتيال، ارتفع عدد الناشطين المقتولين إلى إحدى عشر مع 11 محاولة اغتيال إضافية. وبلغ عدد الصحفيين الذين جرى اغتيالهم والناشطين والمعارضين لسياسات السلطات العراقية منذ ذلك الحين 36 على الأقلّ بحسب لجنة حماية الصحفيين والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وأوضحت الناشطة العراقية نور القيسي في إشارة إلى اغتيال سليماني: "بعد حادث المطار، تصاعدت عمليات اغتيال الناشطين والصحفيين. وقبل حركة احتجاج تشرين الأول/أكتوبر 2019، كان المستهدفون عددًا محدودًا من الصحفيين والناشطين الذين سلّطوا الضوء على مواضيع حسّاسة جدًا تؤثّر على مصالح الميليشيات أو الأحزاب السياسية". هؤلاء الناشطون والصحفيون ينحدرون إلى حد كبير من المناطق ذات الأغلبية السنية، وبعد تلقّي التهديدات، اضطروا إلى الفرار إلى الخارج. ومع ذلك، في ذلك الوقت، "لم يعر الرأي العام العراقي اهتمامًا كبيرًا لهذه الحالات لأنّ الميليشيات العراقية وقادتها، مثل المهندس وسليماني، زعموا أنّ المستهدفين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية".
وقال زايد العصاد، وهو ناشط من مركز الاحتجاج في الناصرية، إنّ "مقتل سليماني والمهندس على الأراضي العراقية أدّى إلى دفع الناشطين ثمن الصراع بين محورَي السلطة المتنافسَين". ويدّعي المعسكر الموالي لإيران أنّ حركة الاحتجاج تنظّمها الولايات المتحدة. في حين أنّ الميليشيات الموالية لإيران والسياسيين ووسائل الإعلام الخاصة بهم غير قادرين على تقديم أي دليل ذي مصداقية، فقد تمكّنوا من إقناع قادة هذه الميليشيات بأنّ المحتجّين عملاء أجانب يجب التعامل معهم وفقًا لذلك.
التخويف قبل الانتخابات
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة المقرّر إجراؤها في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021، تعرّض الناشطون العراقيون بالمثل للاغتيالات والتهديدات بشكل متزايد. ولقي رئيس نقابة المحامين على الهمامي مصرعه في حي الشطرة بعد اقتحام مجهولين لمنزله في 8 كانون الثاني/يناير، وفي اليوم نفسه عُثر على الناشط الدكتور حيدر ياسر متوفيًا في مدينة الناصرية التي تقع في محافظة ذي قار. وجرى اغتيال ناشطين من محافظة ذي قار في وقت لاحق واعتُقل حوالي 30 ناشطًا، بينهم صحفي، بين 8 و9 كانون الثاني/يناير، وفقًا للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
وقال زايد العصاد، وهو ناشط بالغ من العمر 25 عامًا من الناصرية، إنّ "معظم الأطراف التي تهيمن على العملية السياسية تحتفظ بميليشيات خارج سيطرة الدولة"، لكنّه أضاف أيضًا أنّه حتى القوات التي تعمل رسميًا في ظل الدولة كانت غير خاضعة لسيطرة الدولة، وقد تسلّلت إليها الميليشيات على مدى السنوات الـ 17 الماضية.
ويبدو أنّ الاغتيالات لم تكن تهدف إلى إقناع الحركة الاحتجاجية وإنهاء التعبئة الشعبية فحسب، بل أيضًا إلى إعاقة قدرة الحركة الاحتجاجية على تقديم بديل سياسي للأحزاب الحاكمة في البلاد. ويرى العصاد أنّ عمليات الاغتيال والخطف التي تطال المتظاهرين، خاصةً في الناصرية، تهدف إلى إخراج المؤسسة عن مسارها وإحباط عمل الحركة السياسية القائمة في الوقت الحالي في الشارع. واستُهدف ناشطو الناصرية بشكل خاص لأنّ ناشطي المدينة تمكّنوا من إنتاج كيانَين سياسيَين كانا يعتزمان المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، وهما حزب "البيت الوطني" وحركة "امتداد".
ومع استمرار ترشّح حركة "امتداد"، انسحب عدد من الأحزاب السياسية من المشاركة في الانتخابات المقبلة المقرّر إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بسبب الإفلات من العقاب وانتشار الأسلحة الخارجة عن القانون وتزايد الاغتيالات.
الميليشيات تسعى لإعادة تأكيد سيطرتها
فقدت القوات والميليشيات السياسية المدعومة من إيران جزءًا كبيرًا من شرعيّتها الشعبية في العراق بعد اندلاع موجة الاحتجاجات في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وطالب المحتجّون صراحةً بدولة مدنية ونظام سياسي لا يقوم على الانقسام الطائفي على عكس الرؤية التي دعت إليها الأحزاب المتحالفة مع إيران. وعندما ردّت الميليشيات المدعومة من إيران على الاحتجاجات السلمية بنيران القنّاصة وعمليات الخطف والاغتيال، تضرّرت سمعتها بشكل أكبر. وترى نور القيسي أنّه عقب ردّ الفعل هذا، أدرك العراقيون أنّ "الميليشيات مستعدّة لقتل الجميع إذا حاول أحدهم تهديد مصالح النفوذ الإيراني في المنطقة".
وفي الذكرى الأولى لاغتيال سليماني والمهندس، توافد الآلاف إلى ساحة التحرير في بغداد حاملين ملصقات لقادتهم الذين قُتلوا وردّدوا شعارات تطالب بإخراج القوات الأمريكية من العراق والانتقام من القتلة. و خلال المظاهرة، قام المشاركون وأعضاء ميليشيا "ربع الله"، وهي جماعة موالية لإيران، بتخريب جداريات المتظاهرين القتلى مثل تلك الخاصة بالناشط البارز صفاء السراي، البالغ من العمر 26 عامًا، الذي أصبح رمزًا بين مؤيّدي الانتفاضة وتوفّي بعد أن حطمت عبوة غاز مسيل للدموع جمجمته أثناء مشاركته في احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر 2019.
وقالت القيسي: "كان استهداف الميليشيات للصحفيين والمتظاهرين، وكذلك تخريب لوحاتهم الجدارية في بغداد ومقابرهم في النجف بعد مقتل سليماني والمهندس، محاولةً لإعادة فرض سلطتهم التي تضاءلت بعد مقتل اثنَين من أهمّ قادة هذه الميليشيات". وأضافت قائلةً إنّهم يحاولون "نشر الرعب وترويع الشارع العراقي من خلال استغلال الفوضى الناجمة عن ضعف الدولة" على حد تعبيرها.
وتشكّل حركة "تشرين" أيضًا تهديدًا آخر لمجموعات الميليشيات، فهي تقدّم مثالًا جديدًا وصورة عمَّن يشكّل "شهيدًا". وفي السابق، كان بإمكان الميليشيات أن تتستر وراء أمجاد أولئك الشباب الذين سقطوا في القتال ضدّ "داعش" نيابة عن الشعب العراقي بأكمله. أمّا الآن، فظهرت مجموعة جديدة من الرموز الثورية والوطنية والشهداء. وكما قال علي أحمد، وهو ناشط مدني من بغداد يبلغ من العمر 27 عامًا، "مثلما احتكروا المناصب والثروة، يريدون احتكار رمزية الاستشهاد والوطنية لقادتهم. حقيقة أنّ شهداء آخرين يخطفون الأضواء تخيفهم".
وعلى وجه الخصوص، أثار ظهور صفاء السراي كرمز ثوري عالمي انزعاج أنصار الميليشيات. وعلى حد تعبير أحمد، "لا يمكنهم فهم كيف يمكن لأي شاب فقير أن يتحوّل رمزًا وطنيًا، فيعتقدون [بدلًا من ذلك] أنّه يجب أن ينتمي المرء إلى عائلة السيّد والمجاهد أو أن يحمل، كما أصبح شائعًا مؤخرًا، لقبَ "حاج" ليكون رمزًا وزعيمًا لفقراء هذا البلد".
التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي
منذ انطلاق حركة الاحتجاج في تشرين الأول/أكتوبر 2019، جرى أيضًا استخدام منصّتي التواصل الاجتماعي "تلغرام" و"تويتر" لنشر معلومات مضلّلة والتحريض على العنف ضدّ الناشطين والصحفيين. وتقوم قنوات مثل "صابرين نيوز" و"فريق النحل الإلكتروني"، وهما قناتان مرتبطتان بميليشيات عراقية تموّلها إيران، بنشر معلومات عن عمليات هذه الميليشيات قبل صدور أي إعلانات رسمية من جانب الحكومة العراقية. وغالبًا ما تتهم هذه القنوات أيضًا الناشطين العراقيين بأنّهم جزء من مجموعة من المحتجين العراقيين الذين لجأوا إلى إلقاء الحجارة وأحيانًا زجاجات "المولوتوف" في خلال المواجهات مع القوات الأمنية في بغداد.
ومن بين 36 ناشطًا وصحفيًا جرى اغتيالهم منذ بداية انتفاضة تشرين الأول/أكتوبر 2019 (بحسب بيانات المنظمة الدولية لحقوق الإنسان)، تشير عمليات البحث في القنوات الموالية لإيران على منصة "تلغرام" إلى أنّ 21 على الأقلّ جرى تحديدهم بالاسم سابقًا. وفر قاسم، وهو ناشط عراقي، من مدينته إلى أربيل بعد أن تداولت قنوات "تلغرام" الموالية لإيران اسمه وصورته، متهمًا إيّاه بالانتماء إلى "عصابة الجوكريين"، وهو مصطلح تستعمله الميلشيات إشارةً إلى المتظاهرين، بسبب ارتداء البعض أقنعة "جوكر" لعدم الإفصاح عن هويّاتهم. وبحسب قاسم، فإنّ القنوات الموالية لإيران تضفي الشرعية على قتل الناشطين والصحفيين بزعم أنّهم "جوكريون" وعملاء أجانب وإرهابيون. وأضاف قاسم أنّ "الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية عجزت عن وضع حد لهذا التحريض على الإنترنت، فكيف ستتمكّن من إعادة تأكيد سيطرة الدولة أو إنهاء تهديد المليشيات؟"
وقام حسين الموسوي، وهو الاسم المستعار لعراقي يعمل في قناة تلغرام إيرانية عراقية، بتوضيح وجهة نظره، فبالرغم من أنّه ادعى أنّ المحتجين مدعومون من الخارج، أعلن ولاءه لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وهو القائد السابق لكتائب "حزب الله" المدعومة من إيران. وزعم أيضًا: "لن نسامح ولن نغض الطرف عن أي شخص يتعدّى على قائدَينا قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أو يكتب ضدّهما". لكنّه أصر على أنّه لن يدعم قتل مَن يعارضون قادته، وسيلجأ إلى الأساليب القانونية والقضائية لمحاسبة معارضيهم.
ومع ذلك، لا تزال اغتيالات الناشطين ضدّ النفوذ الإيراني مستمرة. وما زاد الطين بلّة هو عمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا في العراق، والتي زادت من ضعف الناشطين والصحفيين، حيث جعلت القيود المفروضة على التنقل داخل العراق ودول أخرى من الصعب الهروب إلى مواقع أكثر أمانًا وبعيدًا عن متناول الميليشيات المدعومة من إيران. ودفع هذا الكثيرين إلى التزام الصمت، حيث لم يتمكّنوا من المشاركة في احتجاجات الشوارع، وليس حتى مشاركة آرائهم عبر الإنترنت.
وعلّق حاتم جاسم، وهو ناشط يبلغ من العمر 19 عامًا، على أنّ "الميليشيات الموالية لإيران استغلت حظر التجوّل الكامل بسبب فيروس كورونا في وسط العراق وجنوبه لتكميم أفواه الشباب العراقي المحتجين والمعارضين للنفوذ والتأثير الإيراني في العراق. واستفادت الميليشيات من سهولة حركتها باستخدام بطاقات الهوية الأمنية" لتفادي قيود الإغلاق بينما كان الناشطون محاصرين في منازلهم.
ومع ذلك، فإنّ القمع العنيف للاحتجاجات وقلّة عدد المشاركين الذين اجتذبتهم بسبب الإغلاق الذي تبع جائحة كوفيد-19، إلى جانب التهديدات الصادرة عن الجماعات المدعومة من إيران، أمور لا تزال تدفع العديد من الناشطين إلى البحث عن ملاذ. وترك مئات الناشطين عائلاتهم ووظائفهم وفرّوا من المناطق الخاضعة للسيطرة الاسمية للدولة العراقية المركزية. ولما شعروا بأنّ الدولة العراقية عاجزة وغير قادرة على حمايتهم، سعوا إلى الاحتماء في إقليم كردستان العراق أو في الخارج. ويحرص الناشطون على العودة إلى ديارهم واستئناف نشاطهم على الأرض، لكنّهم حاليًا لا يشعرون أنّهم سيكونون آمنين لو فعلوا ذلك.
وقال مصطفى سعدون، وهو مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إنّه في حين أنّ عدد الأشخاص الذين فرّوا بسبب التهديدات والمحاكمات غير معروف، فمن المرجح أنّ العدد مرتفع، خاصة في إقليم كردستان وتركيا.
وأنشأ أحمد خلدون، إلى جانب زملائه الناشطين، ملجأ يسمّى "البيت الآمن" في كردستان العراق الذي يوفّر مساحة يمكن للناشطين العراقيين العيش فيها بعد الفرار. واستضافت المبادرة، التي جرى تمويلها بالكامل من التبرّعات الخاصة التي جمعها الناشطون أنفسهم، 52 ناشطًا من وسط العراق وجنوبه، وذلك لفترات متفاوتة حتى يتمكّنوا من العثور على أماكن أخرى يقيمون فيها. ويحذّر خلدون من أنّه لا ينبغي الاعتماد على الناشطين لمواصلة إيجاد حلول لأنفسهم وسط اختلال وظيفي للدولة، وأنّ مبادرتهم تتطلّب دعمًا لكي تصبح مستدامة.
وتدفع المعارضة المتزايدة في صفوف العراقيين للنفوذ الإيراني الميليشيات المدعومة من إيران إلى مضاعفة القمع للحفاظ على النظام السياسي الذي يضمن إثراءها ونفوذها. في حين أنّ أنصار إيران في العراق يصوّرون المتظاهرين على أنّهم مخرّبون أقوياء مدعومون من الخارج، لم تقدّم السفارات الغربية في بغداد حتى الآن للناشطين شيئًا سوى تصريحات القلق بشأن العنف الموجّه ضدّهم. ومن الواضح أنّ السياسيين العراقيين الذين يميلون إلى الإصلاح عاجزون عن إنهاء استهداف حركة الاحتجاج ذات القاعدة الواسعة في العراق. ولن توقف عبارات القلق والدعم المعنوي وحدها الرصاص أو حتى قنوات "تلغرام". تتمثّل أفضل فرصة للإصلاح في العراق في حركة احتجاج جماهيرية عابرة للطوائف، ولكن يجري قتلها ودفعها إلى العمل السرّي والنفي.
ound, and into exile.