- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
استطلاع رأي فلسطيني في القدس الشرقية يظهر قوميةً متزايدة في ظل تفاقُم التوترات
قام الملك الأردني عبد الله بزيارة نادرة إلى رام الله هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ خمس سنوات، وذلك للاجتماع برئيس "السلطة الفلسطينية" محمود عباس إثر الأزمة التي اندلعت بسبب استهداف أفراد من الأمن في الحرم القدسي/المسجد الأقصى في القدس. ويبدو أنه تم احتواء موجة العنف والاحتجاج الشعبي الأخيرة التي انحصرت ضمن نطاق ضيّق. إلا أنها أتت على أعقاب عامين من عمليات الطعن المتفرقة والاعتداءات الأخرى التي شنّها الفلسطينيون المحليون وسط إشاعات كاذبة حول "التعدي" الإسرائيلي على الحرم الشريف، أي الساحة المحيطة بالمسجد الأقصى التاريخي.
وفي أواخر شهر أيار/مايو، وفي الأيام العشرة التي سبقت شهر رمضان المبارك، أشرفتُ شخصيًا على استطلاع رأي شعبي منهجي ومحترف وفريد من نوعه أجري على السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية لقياس كيفية استجابتهم لهذه التغيّرات. ولقد أجري العمل الميداني بالكامل على يد فلسطينيين مؤهلين ناطقين باللغة العربية عيّنهم "المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي" الكائن في بلدة بيت ساحور القريبة في الضفة الغربية.
فبدت الأحياء الفلسطينية التي أجرينا فيها استطلاعنا، والتي يقطن فيها أكثر من 300 ألف مواطن يتمتع بصفة مقيم رسمي (بما في ذلك حجة العمل والسفر والتعليم، ومنافع الرعاية الاجتماعية) ولا يحمل الجنسية الإسرائيلية، مسالمةً للغاية ظاهريًا. إلا أن الاستطلاع كشف النقاب عن صورة أكثر تعقيدًا. ففي ما يتعلق بقضايا أساسية تعتبر بمثابة مؤشر على مواقف الفلسطينيين من إسرائيل، بأن فلسطينيي القدس إلى حد ما أكثر اعتدالًا من فلسطينيي الضفة الغربية وغزة.
أما في ما يتعلق بقضايا أخرى، فإن فلسطينيي القدس الشرقية كمجموعة قد باتوا أكثر قوميةً وأكثر تمسكًا بالدين. ولعل خير مثال على ذلك الانخفاض الحاد في نسبة الأشخاص الذين قالوا إنهم يفضلون الجنسية الإسرائيلية على الجنسية الفلسطينية منذ الاستطلاع السابق الذي أجري في أيلول/سبتمبر 2015، أي قبل فترة وجيزة من اندلاع "انتفاضة السكين" في المدينة: من نسبة عالية وصلت إلى 52 في المئة آنذاك لتبلغ اليوم 21 في المئة فقط.
وقد شمل الاستطلاع أكثر من 500 مقابلة أجريت وجهًا لوجه مع عيّنة تمثيلية عن كافة المناطق الفلسطينية في بلديّة القدس، بما في ذلك المدينة القديمة المسوّرة المحيطة بالأقصى، مقسمة بالتناسب بين الأغلبية الكائنة داخل الجدار الأمني الإسرائيلي (أي 411) وتلك الكائنة خارج الجدار في مخيم شعفاط للاجئين وكفر عقب وعطروت/الرام (أي 101). وكانت هذه عيّنة جغرافية عشوائية بالفعل، مع هامش خطأ يقدّر بنسبة 4 في المئة تقريبًا وبمستوى ثقة بنسبة 95 في المئة.