- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
استطلاع رأى سعودي جديد يُظهر زيادة الدعم للإسلام المعتدل وحماس والعلاقات مع الشركاء العرب
استطلاع حديث يعرض الرأي العام السعودي حول أبرز قضايا السياسة الخارجية، ويلقى الضوء على أين يكون لعامل العمر والطائفية أهمية وأين يكون بلا أهمية.
بناءً على بيانات مستخلصة من استطلاع نادرٍ، ولكن موثوق جدًا للرأي العام السعودي –أنُجز بطلبٍ من معهد واشنطن خلال شهر حزيران/يونيو 2021- يتبين أن المواقف الشعبية حيال السياسة الخارجية والإصلاح الاجتماعي والسياسات الإقليمية متنوعة. على وجه الخصوص، ازداد التأييد لتفسير الإسلام تفسيرًا معتدلاً خلال السنوات الأربعة الماضية حيث أصبح 39 في المائة من السعوديين يؤيدون هذا الطرح، حيث تراجعت هذه النسبة من 27 في المائة في عام 2017. وتشير البيانات أيضًا إلى أن الكثير من المواطنين السعوديين يقدّرون علاقات السعودية مع حلفائها العرب، في حين يرى نصفهم أن العلاقات مع القوى الأخرى في العالم مهمةٌ أيضًا. لكن في حين يقدّر قلةٌ من السعوديين العلاقات الطيبة مع إيران، أعربت الغالبية عن دعمها لاستمرار المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
السعوديون والإصلاح والتظاهرات
تبشّر الردود السعودية بشأن الإصلاح الاجتماعي خيرًا لأهداف إدارة بايدن الإقليمية في تعزيز حقوق الإنسان، حيث اختار 25 في المائة منهم خيار "تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية" باعتبارها الأولوية الكبرى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فأصبحت شعبية هذا الخيار مساوية للخيارات المطروحة الأخرى المتعلقة بالأمن، بما فيها تنامي الدور الأمريكي في اليمن وليبيا.
بالإضافة إلى ذلك، أظهر السعوديون المستطلَعون تأييدًا ملحوظًا ومتزايدًا للتفسير المعتدل للإسلام – حيث أيّد 39 في المائة العبارة القائلة "يجب أن نصغي إلى الأشخاص بيننا الذين يريدون تفسير الإسلام بطريقة أكثر اعتدالاً وحداثةً وتسامحًا". وعلى النحو نفسه، واصل تأييد "جماعة الإخوان المسلمين" المحظورة بالتراجع حيث باتت نسبة 14 في المائة فقط تنظر إلى الجماعة بإيجابية نسبية على أقصى تقدير حيث تراجعت هذه النسبة من 27 في المائة في عام 2017.
إضافة الى ذلك أصبحت الرغبة في التظاهر منخفضة، حيث وافق 73 في المائة على العبارة القائلة "من الجيد أننا لا نشهد تظاهرات في الشوارع ضد الفساد من النوع الذي نراه في لبنان والعراق وبعض المناطق الأخرى"، في حين لا يوافق 23٪ على الأقل إلى حد ما على هذا الطرح. ومن الملفت هنا أن الأقلية الشيعية في السعودية أقل احتمالاً بثماني نقاط مئوية أن تؤيد بشدة أو إلى حدٍّ ما هذه العبارة.
تبشّر الردود السعودية بشأن الإصلاح الاجتماعي خيرًا لأهداف إدارة بايدن الإقليمية في تعزيز حقوق الإنسان، حيث اختار 25 في المائة منهم خيار "تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية" باعتبارها الأولوية الكبرى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فأصبحت شعبية هذا الخيار مساوية لخيارات أخرى مثل خيار "العمل على احتواء نفوذ إيران وأعمالها " وأعلى قليلاً من 19 في المائة ممن يؤيدون تدخل الولايات المتحدة في اليمن وليبيا.
الدعم لحركة "حماس" يتضاعف بعد أعمال العنف بين إسرائيل و"حماس"، لكن المشاعر إزاء إسرائيل تبقى على حالها إلى حدٍّ كبير
بالمقارنة مع البيانات التي جُمعت في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 حول نظرة السعوديين إلى إسرائيل، لا تزال الآراء على حالها بالغالب. والاستثناء هنا هو ارتفاع التأييد لحركة "حماس" مقدار 12 نقطة من 11 في المائة إلى 23 في المائة. فقد أعربت أقلية كبيرة من السعوديين المشمولين بالاستطلاع عن دعمها لـ "إطلاق "حماس" للصواريخ والقذائف على إسرائيل على مدى عشرة أيام من شهر أيار/مايو"، ووصف 46% منهم تلك الأحداث بـ"الإيجابية". كما تفوقت شعبية إدارة "حماس" في غزة على شعبية السلطة الفلسطينية بعض الشيء، حيث ينظر 20 في المائة إلى الأخيرة نظرةً إيجابية.
لكن هذه المواقف حيال "حماس" لم تترافق مع تراجع الدعم للعلاقات العربية بإسرائيل. ولم تتراجع نسبة تأييد "اتفاقات أبراهام" إلا قليلاً منذ استطلاع كانون الأول/ديسمبر 2020، حيث انخفضت من 41 في المائة في كانون الأول/ديسمبر 2020 إلى 36 في المائة في حزيران/يونيو 2021. إضافة إلى ذلك، استمر تأييد السعوديين لإقامة علاقات مفتوحة في مجال الرياضة والأعمال مع الإسرائيليين بالارتفاع ليصل اليوم إلى 36 في المائة بعد أن كان يبلغ 31 في المائة خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2020 و9 في المائة خلال حزيران/يونيو 2020.
والجدير بالذكر هو أن السعوديين كانوا عمومًا موحدين على اختلاف أجيالهم في كل الأسئلة المتعلقة بالشؤون الإسرائيلية الفلسطينية. فالمستطلَعون السعوديون الأكبر سنًا (من عمر 30 سنة وما فوق) لم يدعموا القضية الفلسطينية ولم يعارضوا العلاقات العربية الإسرائيلية أكثر من المستطلعين الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة.
السعوديون يقدّرون العلاقات مع الحلفاء العرب أكثر من العلاقات مع القوى العالمية
في موضوع العلاقات الخارجية، رأى السعوديون المشمولون بالاستطلاع أن العلاقات الجيدة مع الحلفاء العرب أهمّ من العلاقات مع القوى العالمية غير المحلية. فقد قال 65 في المائة منهم إن العلاقات مهمة مع مصر والأردن، فيما أعرب عدد أقل عن نظرة مشابهة إلى العلاقات مع الولايات المتحدة (44 في المائة) وروسيا (42 في المائة) والصين (46 في المائة).
في المقابل، يقدّر السعوديون العلاقات مع القوى العالمية أكثر بكثير من العلاقات مع الجهات الإقليمية المعادية أو غير الصديقة. فقد أولى عدد أقل من السعوديين المستطلعين أهميةً للعلاقات مع سوريا (23 في المائة) وتركيا (23 في المائة) وإيران (10 في المائة). والملفت هو أن نسبة 17 في المائة فقط من المستطلَعين السعوديين الشيعة اعتبرت العلاقات مع إيران مهمة.
علاوة على ذلك، وبالرغم من التقارب الأخير بين السعودية وقطر، أعربت نسبة 28 في المائة من السعوديين عن تقديرها للعلاقات الجيدة مع قطر. مع ذلك، خلال استطلاع للرأي السعودي أجري في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، صرّح 63 في المائة أن التسويات هي الحل الوحيد للخلافات بين قطر والرباعي العربي، ما يدل على نظرة إيجابية نسبيًا إلى التقارب الأخير.
السعوديون يؤيدون المفاوضات النووية رغم حذرهم من إيران
أعرب المستطلَعون السعوديون عن قلق ملحوظ حيال إيران ووكلائها. فقد قال عشرة في المائة فقط إن العلاقات الجيدة مع إيران مهمة، في حين أبدت نسبة 3 في المائة فقط نظرة إيجابية تجاه "حزب الله". كما فضّلت أكثرية بسيطة منهم خيار "العمل على احتواء نفوذ إيران وأعمالها" من بين الأولويات الأمريكية الكبرى في الشرق الأوسط.
ولكن في الوقت نفسه، أعرب 63 في المائة من السعوديين عن تأييدهم للمفاوضات النووية مع إيران. ومن الواضح أن نظرة السعوديين العدوانية إلى إيران لا تعني أنهم يرفضون التعامل مع الأنشطة الإيرانية بالمقاربات الدبلوماسية.
وتجدر الإشارة إلى وجود هوة كبيرة بين تأييد المستطلَعين السنة والشيعة لـ "حزب الله". إذ لم يُعرب أيٌّ من السُّنة المستطلَعين عن نظرة إيجابية ولو نسبيًا إلى التنظيم، بعكس أكثر من ثلث الشيعة. وثمة اختلافات مذهبية أخرى بشأن إيران مع أنها أقل وضوحًا، حيث كانت نسبة السُنة الذين اختاروا احتواء الأنشطة الإيرانية كأولوية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط (26 في المائة) أكثر من نسبتها بين الشيعة (18 في المائة).